مواضيع اليوم

عيل صبر جثمان مايكل جاكسون

عيل صبر جثمان مايكل جاكسون

حفل تأبين مايكل جاكسون الذي جرى اليوم الثلاثاء 7/7/2009م في "مركز الرئيسيات" Staples Center بمدينة لوس انجلوس (ولاية كاليفورنيا) جاء على الطريقة الغربية المسيحية بعيدا عن الإسلام الذي يعتنقه المتوفي صاحب الجثمان ... بدأت مراسم الحفل بدخول الجثمان داخل تابوت يحمله الأقارب والذي لا نشك في أنه تابوت فارغ من جثمان مايكل جاكسون وأن المسألة مجرد رمــز لا غير .... ولكن تتبقى الفكرة وهو الأمر الذي يثير عدة تساؤلات تتعلق بالمنهجية والمصداقية التي يتبعها هؤلاء حيال من لا حيلة لهم ولا يد لهم في أمر أنفسهم.
جاء الحفل مليئا كالعادة بالمظاهر والحرص على استكمال مواهب التمثيل التي يتمتع بها أغلب الحضور من النجوم .. ولم يدخر العديد من المطربين وسعا في الغناء فوق راس الميت فكان ضمن هؤلاء من مشاهير الطرب العالمي "جينفر هدسون Jennifer Hudson و ليونيل ريتشي Lionel Richie و استيف وندر Stevie Wonder وغيرهم كثر . وبالطبع كان كبيرهم الذي علمهم السحر في هذا الحفل التأبيني شقيق المتوفي جيرمين جاكسون Jermaine Jackson الذي انفتحت شهيته للغناء فوق رأس شقيقه الميت وبدأ وكأنه كان متعطشا للغناء والظهور وهو عازف الجيتار السابق في فرقة Jackson5 ومطرب الصولو Soule music المغمور الذي لم يطور نفسه منذ عهد الصولو الذي غادره مايكل جاكسون ليلتحق بقطار موسيقى البوب الأحدث بداية الثمانينيات.
أما الممثلة الأمريكية بروك شيلدز Brooke Shields الحسناء الشابة السابقة وفاكهة وأيقونة المجتمع الأمريكي الأبيض في خلال القرن العشرين فقد ألقت بكل ثقلها في الحفل بوصفها صديقة للمرحوم رغم أنها لم تدخر بالطبع وسعا في تقبيل والإرتماء في أحضان كافة أفراد العائلة والقبيلة وعلى نحو بدأ فيه هذا الاحتضان والتقبيل وقد أخذ 99.9% من وقت حضورها للمشاركة الفاعلة في التأبين بإلقاء الكلمات والتقديم....  
ولم يخلو المكان من (بركات) حضور القس الظريف جيسي جاكسون أكبر وأظرف مستهبل كنسي على الطريقة الرأسمالية الديمقراطية والذي لا يبالي بأن له العديد من الأبناء من كَـــدّ صُلبه عن طريق الزنا.

ربما يكون من حق أهل الميت اختيار الطريقة التي يرونها مناسبة لتأبين فقيدهم ولكن الأمر بدأ طريفا ونحن المسلمون والعرب نشاهد لأول مرة طريقة تأبين على نسق (الغناء والرقص وهز الأرداف فوق رأس الميت) بدلا من (البكاء والنحيب فوق رأسه).

ثم إننا نحن المسلمون عادة ما نكتفي بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم والأدعية المتواترة عن السنة النبوية الشريفة ترحما على الميت من ساعة موته إلى حين دفنه ونظل نحترم له مماته حتى الأربعين فنقيم له تأبين يشتمل على تلاوة القرآن الكريم وإلقاء كلمات رصينة في حقه من منطلق (أذكروا محاسن موتاكم) ... فإذا كان الفقيد مطربا شهيرا يشار له بالبنان كعبد الحليم حافظ أو الأطرش أو أم كلثوم فإن تذكره بالغناء والطبل والزمر يكون عادة بعد مضي سنة كاملة على وفاته وهي فترة كافيه حسب ظني تحول دون تأثر روحه وإنزعاجها بما يجري لاسيما وأن المرجح أن الروح لا تغادر المكان الذي يسجى فيه الجثمان الذي كان بالأمس جسدا يحملها إلا بعد أربعين يوما من موتها فتعرج إلى بارئها بعد انتهاء سؤال القبر وبغض النظر عما إذا كان هذا القبر تابوتا خشبيا أو مقبرة ترابية أو رخامية أو بطن أسماك قرش وسبع.

على أية حال فإن ستر الميت ابتداء هو دفنه قبل كل شيء. فهو بعد وفاته يكون قد غادر الحياة الدنيا إلى حياة أخرى لها شرعتها وقوانينها ومتطلباتها الخاصة بها ولن تتراءى له الدنيا بعد مغادرة روحه لها أكبر من "حبة خردل".

بقي الإشارة إلى أن مركز Staples وترجمته حسب ما أعتقد (مركز الرئيسيات) هو عبارة عن مبنى ضخم يقع في مساحة أفقية قدرها 88,258 متر مربع ويرتفع المبنى إلى 46 مترا. جرى الفراغ من تشييده عام 1999 في مركز مدينة لوس أنجلوس التجاري وهو مركز لأنشطة رياضية متعددة أهمها كرة السلة والقدم والهوكي والملاكمة ويشتهر بأنه (بيت) فريق "ليكرز" لوس أنجلوس لكرة السلة الشهير وهو عامة مركز لممارسة الأنشطة وإقامة المنافسات الرياضية داخل الصالات المغلقة ويشتمل بالطبع على مسارح لممارسة الأنشطة الفنية بكافة أنواعها من مسرحيات وليالي غناء وأوبرا .. إلخ ويتسع لعشرين ألف متفرج.

بعد كل هذا وبعد أن عيل صبر جثمان مايكل جاكسون نرجو أن يهدي الله أسرته فتسارع بدفنه في مقابر المسلمين وعلى الطريقة الإسلامية هذه المرة احتراما له وللدين الذي اعتنقه وأن لا تصبح المسألة مجرد مكابرة وضحك على النفس والدقون ومتاجرة بالأعضاء والجثامين كما عهدناه دائما في هذا المجتمع المادي الغريب. وحيث نتوقع أن ملايين الدولارات قد تم حصدها من إقامة هذا الحفل التأبيني نظير منح حقوق البث المباشر والنقل وتوزيع الصور والأفلام والرعاة من مصانع المشروبات الغازية والوجبات السريعة ذوات الماركات العالمية التي تطمع في البيع لـ 20,000 متفرج في الداخل وأضعافهم في خارج مبنى المركز وهلم جرا ....... وعـش في أميريكا رجـبا ترى عجبا.

........../
مصعب الهلالي
7/7/2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات