عيد ميلاد سعيد
كتبهاالدكتور محسن الصفار ، في 19 سبتمبر 2012 الساعة: 07:31 ص
عيد ميلاد سعيد
بقلم محسن العبيدي الصفار
سعيد بروفسور عراقي اضطرته ظروف العراق للهجرة مع زوجته الى بلد عربي طلبا للرزق وقد ارتاح في ذلك البلد وكون نفسه ورزقه الله بطفل وذهب سعيد لاتمام اجرائات الحصول على جنسية وجواز لطفله فأذا به يفاجأ في السفارة العراقية بانهم لايصدرون جوازات جديدة وانه يجب ان يراجع السفارة العراقية في بلد مجاور كي يحصل على جواز لطفله , ذهب سعيد الى البلد المجاور وراجع السفارة فاخبروه بان لا جواز يصدر بدون ان يكون الطفل حاضرا اعترض سعيد واخبر القنصل ان خروج الطفل من بلد ودخوله الى بلد اخر وهو لايحمل جواز سفر امر مستحيل فكان رد القنصل بسيطا وواضحا :
عيني هاي تعليمات من بغداد وما نقدر نسوي شي لو جيب الطفل لهنا او روح للعراق اصدر له جواز .
وبعد مراجعات ومحاولات متعددة استمرت اكثر من سنتين وبعد تفكير مطول قرر سعيد وزوجته الذهاب الى العراق كي يتم اصدار جواز لطفلهما لانه من غير المعقول ان يبقى بدون اي اوراق ثبوتية في بلد آخر .
وعند نهاية معركة الروتين والبيروقراطية مع السفارة العراقية تم اصدار وثيقة سفر مؤقتة للطفل تخوله السفر فقط الى العراق وبعدها ذهب سعيد لشراء تذاكر ووجد بصعوبة تذاكر على شركة طيران تطير الى بغداد ولكن عبر مطار آخر (ترانزيت ) , وفي اليوم الموعود ذهب الجميع الى المطار وقدم سعيد ورقة العبور الى موظف الجوازات الذي ختمها وذهب الجميع سعداء الى البوابة لركوب الطائرة وهناك جائتهم الصدمة حيث قال لهم موظف شركة الطيران :
هذه الورقة لاقيمة لها مالم تختم من قبل وزارة الداخلية .
استغرب سعيد وقال :
ولكن الجوازات رضيت بها وختمتها فماهو اعتراضك ؟
رد عليه الموظف :
جوازات هذا البلد قبلت بها ولكن جوازات البلد الذي ستتوقف فيه ترانزيت لاتقبل بها ولذا فعليك الغاء رحلتك والعودة بعد ختم الورقة من الداخلية .
عاد الجميع يجرون اذيال الخيبة الى البيت وذهب سعيد في اليوم التالي لختم ورقة العبور وبعد عدة ايام من المراجعات ختمت الورقة اخيرا وتم تم تحديد موعد ثان للسفر بعد شهر لعدم توفر مقاعد .
في احد الايام تلقى سعيد مكالمة هاتفية من شركة الطيران حيث قالت له الموظفة :
مبروك سيد سعيد فان الكمبيوتر يشير الى اتم ابنك السنتين اليوم
Happy birthday
فرح سعيد بهذه البادرة اللطيفة وقال :
شكرا لكم وهذه بادرة جميلة ان تهنئوني بعيد ميلاد ابني , هل هناك هدايا تقدمونها بهذه المناسبة ؟
قالت الموظفة وهي تضحك :
هدايا ؟؟ لا سيد سعيد الهدف من المكالمة اخبارك ان ابنك قد اتم السنتين وبالتالي لم يعد بامكانه السفر بدون حجز مقعد وعليك القيام بذلك .
تمالك سعيد نفسه بصعوبة وقال :
طيب ياسيدتي احجزي له مقعد لو سمحت .
قالت له الموظفة :
للاسف ليس لدينا اي مقاعد خالية في الدرجة السياحية التي حجزت فيها انت وزوجتك وليس لدينا مقاعد سوى في الدرجة الاولى !!
فزع سعيد وقال :
ولكن الدرجة الاولى قيمتها اربع اضعاف الدرجة السياحية, وثم هل سارسل ابني ليجلس وحده في الدرجة الاولى هذا كلام غير منطقي .
ردت عليه الموظفة كالانسان الالي :
هذه مشكلتك ياسيدي واذا لم ترغب فيمكنني ان اغير حجزك الى بعد 3 اشهر
قال سعيد :
3 اشهر ؟؟؟ ولكن اجازتي ستنتهي وصلاحية ورقة العبور ستنتهي
صمت …………………….
واخيرا رضخ سعيد واشترى التذكرة الميمونة وهو يدعو بكل خير للحكومة العراقية ( الديموقراطية ) ولشركة الطيران( المتفهمة ) وسافر هو واهله في الطائرة في الدرجة السياحية وبقي مقعد الدرجة الاولى خاليا , بعد ان تعاهد وزوجته على عدم انجاب اطفال اخرين قبل الحصول على موافقة جميع الجهات الرسمية ومن ضمنهم شركات الطيران المحلية والعالمية .
جميع احداث هذه القصة حقيقية عدا اسم الشخص
التعليقات (0)