مواضيع اليوم

عيد الهـالووين ما بين الكهنوتية والعلمانية

عيد الهالووين ما بين العلمانية والكهنوتية

عيد الهالووين أو (عيد جميع القديسين) عيد موغل في القدم من أعياد العالم المسيحي يبدأ الاحتفال به منذ ليلة 31 أكتوبر من كل عام ويمتد الاحتفال إلى يوم الفاتح من نوفمبر الذي يصادف عيد جميع القديسين .
بدأ الهالووين كتقليد مستوحى من ذيول وثنية قديمة للاحتفال بقدوم الخريف حيث كان أهل الجاهلية الأولى يقيمون طقوسا يعتقدون أنها دينية لطرد الأرواح الشريرة من حولهم . وبالتالي قضاء موسم شتاء متخم بالخيرات التي يرغب بها الانسان للاستمتاع بحياته لاسيما وأن موسم الشتاء لدى أهل الغرب قديما كان مرتبطا بالصقيع والوحل والظلام وقلة الانتاج والحاجة إلى تخزين المؤن لسد أوار الجوع وكذلك الوقود من حطب ونفط للتدفئة .....
بمرور الزمن تطور الأمر والحال فأخذت الأرض بعض زينتها وبات الانسان في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي أكثر ثقة وإيمانا بقدراته التي يعتقد أنها نتاج عقله وتفكيره الذاتي وليس نعمة من الله عز وجل فبدأ هذا العيد يأخذ منحى آخر جمع بين قشور القديم وواقع الحديث الموغل في المادية والمحسوس العلمي وتدافعت في دهاليزه ومداخلة الكنيسة والعلمانية بالمناكب..
على أية حال يظل التجديد على علاته سنة الحياة الدنيا . وفيما يختص بهذا العيد فمن ضمن ما تبقى من الوثني القديم هو سريان اعتقاد بعض الكهنة الدرويديون أن ملك الموت يدعو خلال ليلة الهالووين كافة الأرواح الشريرة التي مات أصحابها خلال العام المنصرم .. يدعوها للحضور أمامه فيدخلها إلى أبدان ما يستجد خلقه في أرحام بعض الحيوانات والوحوش الضارية والكلاب والقطط حتى تستأنف مسيرة العذاب بالانتقال اتوماتيكيا بعد ذلك من بدن حيوان إلى آخر ..... وحيث يلاحظ أن هذه أيضا قناعات راسخة لدى العديد من عبدة الأوثان والأرواح الشريرة في أفريقيا والهندوس والبوذيين في آسيا.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن تعاليم الإسلام وما تبقى من حقائق التوراة ترفضان مثل هذه المعتقدات وتؤكد على عذاب القبر لفترة قد تقصر أو تطول . وأن الأرواح تعرج إلى بارئها في النهاية لتستقر داخل البوق الذي يحمله الملك إسرافيل إلى حين إطلاقها يوم النفخة الكبرى لبعث الخلائق تمهيدا ليوم الحساب على ميزان العدل الإلهي.
ومن مظاهر الاحتفال التي كانت سائدة قديما والتي يشبه بعضها مظاهر احتفال الشعب المصري مسلمهم ومسيحييهم بعيد شم النسيم الفرعوني الأصل حيث يعكفون على تناول البصل الأخضر والفسيخ (أسماك مملحة متفسخة غير مطهية) والبيض المسلوق بعد تلوينه ؛ فإنه وبالمقابل نجد أن أهم مظاهر الهالووين تناول النبيذ بالطبع وتقديم أطباق مكونة بشكل أساسي أو يدخل في خلطتها كل ما هو يرتقالي أو أسود وأهمها القرع العسلي والزيتون الأسود والفاصوليا السوداء وهذه يمكن طبخها مع اللحوم العجالي أوالخنزير مع ضرورة أن تكون حراقة ومضافا إليها الكثير من البهارات مثل الشطة والفلفل كما يستحب التحلية بتفاح أخضر.... وقصة التفاحة والحية السوداء والشيطان لدى الذهنية الغربية المسيحية معروفة بالطبع كونها تتعلق بقصة آدم وحواء والخروج من الجنة وفق أساطيرهم......
وفي جانب الملابس والأزياء فقد كان ولا يزال يستحب ارتداء أقنعة لوجوه مجرمين وأشرار وحيوانات شرسة وأبالسة والعياذ بالله....
وهذه النوعية من الأزياء التنكرية كان المقصور ارتدائه محتشما حتى منتصف القرن العشرين ولكن رويدا رويدا تغير الحال وأصبحت الأزياء النسائية أكثر سخونة وتعبير صريح عن الشبق والإشتهاء والرغبة في لفت أنظار الذكور وإحياء وتحريك وإذكاء نار الذكورة في وسط أضلاعهم وشرايينهم وأطرافهم التي تثلجت وتكلست لأسباب تتعلق بندرة الغذاء الطبيعي والطازج والقلق والتوتر النفسي وتفشي الأمراض المزمنة وسطهم . وانعدام التراحم والركض خلف الأرزاق والمال كحصن أمان .
وبالرغم من فرض العلمانية الغربية لرؤاها الخاصة بها في مظاهر هذه الاحتفالية ذات الإيحاءات الدينية لكن يظل لدى الطرفين المتدين والعلماني جوانب مشتركة فيما يتعلق بالمدلول الديني المحسوس .. النار .. اللون الأسود ... اللون البرتقالي .. التفاحة .. الحية السوداء .. الأرواح الشريرة .... نوعية الهدايا الرمزية.
هكذا إذن اختلطت المنفعة التجارية بالعلمانية وبالتوجهات الدينية فتعددت أشكال الاحتفال بالهالووين وأصبح معظمها شبيها باحتفالات أعياد الميلاد ومدعاة لجني الأرباح عبر إحياء الاحتفالات الصاخبة داخل الحانات والصالات والحدائق العامة التي ينفق خلالها الإنسان الأوروبي مدخراته ولسان حاله يردد أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب .. المهم هو اغتنام الفرصة والبهجة الليلة وليس غدا لأن الغد مجهول قد يأتي وقد لا يأتي .... هذه هي فلسفة وقناعات وشعارات الراسمالية دائما لدفع المستهلك نحو إفراغ جيوبه حتى تدور عجلة الاقتصاد.

صـور متعددة لاحتفالات الهالووين

لوحة Snap-Apple Night

رسمها الفنان الإيرلندي (دانيال ماكلايس) عام 1833 تصويرا لحفل هالووين مقام في إيرلندا دعي إليه عام 1832م   

 

احتفال الهالووين عام 2009م ... إزداد الصخب وقلت الملابس

 

 

أم تشارك إبنتها حفر وتشكيل ثمرة القرع العسلي ... ذكريات لن تنسى على مدى التاريخ وحتما ستفعل الصغيرة نفس الموقف مع إبنتها ذات يوم في المستقبل 

جـحــا الأوروبي ..... 

 

(الأرامل السوداء) عناكب الهالووين القاتلة تنسج خيوطها (مدلول خرافي عن نوازع الشر الخفية التي تختبيء حولهم بغية الانقضاض في الوقت المناسب) ... نموذج صناعي بلاستيكي علقه أصحاب المسكن كمشاركة في الاحتفال 

استغلوا المساحة الشاغرة فعلق بعض الظرفاء  لوحة كتبوا عليها (خطأ 404 ... المبنى لم يعثر عليه) ... مدلول خرافي يعبر عن القناعة بقدرة الأرواح الشريرة على العبث بحياة الأحياء  

التفاحة والحية السوداء وأوراق الشجر المخصوفة على العورة المغلظة .....  مدلول ديني راسخ لدى جمهور أهل الديانة المسيحية في التعبير عن حواء لا يعرفون من أين تأتي وإلى أين تذهب  

 

المدلول الجنسي واضح هنا  .... وترغب الأنثى حين تضع سماعة الطبيب الجراح الملطخ بالدماء على أطراف لسانها ... ترغب أن يعاود الذكر الإنصات بإهتمام  إلى ما يجول في دواخلها من عواطف ورغبات دفينة .... ولكن الذكر البارد اللعين يدعي الغباء

 

4 ÷ 2 .... قسمة لم تعد ضيزى في الغرب

 

 

أسود وأحمر وأخضر .... وخمــر وتعــري .. ولكن لا حياة لمن تنادي

 

الشيطان الأحمر يتوعد والثور الأسود في غاية الهيجان والإناث يحملن كؤوس خمر و حائرات في الوسط بين العنف والرغبة والحاجة إلى الحنان

 

خمر وعنف وجبروت وسلطة وأسلحة بيضاء ورغبات أخرى 

 

كأنها جاءت لتحتسي الخمر بكلتا يديها  

 

يقال أن المرأة في الغرب تحن منذ فترة إلى قناعات العصر الحجري ... ولكن هيهات .... لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء ..... وفي الوقت الذي يعتقد فيه أن المرأة قد نالت معظم ما تطالب به من الحريات الشخصية والحقوق المتعلقة بالمساواة مع الرجل إلا أنها باتت تفتقد أحضانه الدافئة

 

كل التناقضات اجتمعت في أنثى واحدة 

 

يتنكّــرن وهُــنّ سـافـرات




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات