عيد المسيح مناسبة ولكن !
يُمثل عيد ميلاد سيدنا المسيح أبن مريم عليه وعلى ولادته السلام مناسبة عظيمة تٌقام لها الاحتفالات وتدخل من أجلها المجتمعات في فرحٍ وسرور , تلك المناسبة تٌشكل للبعض ناقوس خطر فهي خطرٌ على الأمة وعلى مقدساتها وهي الكارثة المحدقة بالأجيال , تهنئة المسيحيين بتلك المناسبة فعلٌ وسلوك مٌحرم عند البعض أما عند آخرين وسيلة للتقارب والتعايش وتحقيق التسامح , الصوت المتزمت الذي لا يؤمن بالآخر يرى التهنئة محرمة ومن ينادي بها متصهين متمسح بالإسلام رؤية شخصية فمن حق المتزمت رؤية الأشياء من زاويته لكن ليس من حقه منع الآخرين من ممارسة حرياتهم ومنع الناس من الفرح ومشاركة بنو الإنسان أفراحهم ومناسباتهم الدينية والوطنية والقومية .
الوطن العربي والعالم الإسلامي متعدد العرقيات والانتماءات تنوع مٌثري لكن التزمت والخوف من التنوع وعدم استثماره بشكلٍ طبيعي جعل من الاحتفال بعيد المسيح على سبيل المثال كارثة تستنفر من أجلها المؤسسات طاقاتها لمواجهة مد التغريب وإيقاف زحف المؤامرة على القيم والعادات ؟ ماذا لو أحتفل المسلمون بعيد ميلاد المسيح واستثمروه بشكلٍ ايجابي النتيجة قطعاً لن تخرج عن مد جسور التواصل بين المجتمعات " الدبلوماسية الشعبية " وفتح نوافذ التقارب وتشجيع مبادرات التعددية والتسامح والتعايش وإيقاف صوت التزمت الذي إن رأى إنسانية المجتمعات طاغية فسوف يتقوقع على ذاته و يختبيء بعيداً عن الأنظار .
الصوت المتزمت يٌريد من المجتمعات أن تكره العالم ويكرهها تزدريه ويزدريها يٌريد أن يعيش بمعزلٍ عن العالم ويٌريد غزو العالم بعدما يتمكن من عالمه الخاص به الذي يراه ظلالاً فوق ظلال , الإنسانية والعقل والمنطق تحث الإنسان على مشاركة الآخرين أفراحهم وأحزانهم واستثمار مختلف المناسبات لتعزيز القيم وبعث رسائل الود والتقارب وتصحيح الصور المغلوطة لكن المتزمت عكس الإنسانية والعقل والمنطق يستثمر المناسبات لبث الكراهية وزيادة الاحتقان واختلاق القضايا المختلفة التي لا فائدة منها سوى المزيد من الصور المغلوطة والكراهية المتقدة بالنفوس , عيد ميلاد المسيح وعاشوراء وغيرهما الكثير من المناسبات لم تستثمرها المجتمعات من محيطها لخليجها والسبب الصوت المتزمت الذي يخشى كل شيء ويخاف من كل شيء فإلى متى ومصير المجتمعات مرتبط بذلك الصوت الذي لا يرى الأشياء بوضوح ؟
التعليقات (0)