مواضيع اليوم

عيد العمال ,العلامة السيد محمد علي الحسيني قال:

محمد كنفودي

2011-04-29 09:42:38

0

عيد العمال ,العلامة السيد محمد علي الحسيني قال:
- الأول من أيار في ثمانينيات القرن التاسع عشر أعدمت الحكومة الأميركية النقابيين الأميركيين <ساكو وفنزيتي>؛ إثر مظاهرة عمّالية احتجاجاً على ظروف العمل القاسية؛ حيث حدثت اشتباكات بين المتظاهرين وقوّات الشرطة، فقُتل رجل بوليس، وتم القبض على القياديين النقابيين (ساكو) و(فنزيتي)، فحوكما، وصدر الحكم بإعدامهما، ثم نفّذ الحكم رغم العديد من الاحتجاجات وعدم كفاية الأدلة· وقد ثبت بعد ذلك أن القتيل قُتِل بيد أحد زملائه، وأن الرصاصة انطلقت من مسدس شرطة! وهكذا اتخذ العالم الغربي هذا التاريخ وهو الأول من أيار من كل عام عيدا للعمال، ليكرّموا العامل، ويبرزوا فضله على المجتمع الإنساني·
مهما يكن من شيء، فإن الشريعة الإسلامية أولت العمل والعمّال عناية كبيرة، فأناطت جزاء الإنسان بقدر عمله، فقال تعالى في سورة النحل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}· وجاء في الحديث: <الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله>·
وقد أعطى الأنبياء (عليهم السلام) الأنموذج للإنسان العامل والفعال، فكانوا القدوة عندما عملوا في مجالات مختلفة، فقد عمل آدم (عليه السلام) بالزراعة، وداود (عليه السلام) بالحدادة ، وعيسى (عليه السلام) بالصباغة، ومحمد # بالتجارة· وهذه الامثلة تدحض مزاعم البعض بترك العمل بذريعة التفرغ للعبادة أو التواكل· فإن هذا غير جائز شرعا، لما فيه من المهانة والتحقير للنفس·
قال رسول الله #: الأيدي ثلاث: يد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد المُعطى أسفل الأيدي، فاستعِفّوا عن السؤال ما استطعتم·
إن الأرزاق دونها حجب، فمن شاء قنى حياءه، وأخذ رزقه، ومن شاء هتك الحجاب، وأخذ رزقه، والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلا، ثم يدخل عرض هذا الوادي، فيحتطب حتى لا يلتقي طرفاه، ثم يدخل به السوق، فيبيعه بمد من تمر، ويأخذ ثلثه ويتصدق بثلثيه، خير له من أن يسأل الناس أعطَوه أو حرموه>·
ولم تقف الشريعة عند بيان أهمية العمل، بل وضعت له ما يحتاج لتنظيم قانون العمل في شتى أنواع المعاملات، فشرعت قانونا للبيع والشراء، والإجارة، والجعالة، والمضاربة، والزراعة، والتجارة··· وحفظت حقوق العامل: في بيان أحكام الأجر، وبطلان المعاملة بدون تعيينه، واستحقاق الأجير أجرة المثل حال الجهالة، أو انكشاف كونه مغبونا، فقال تعالى: وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}· كما ألزمت المستأجر أن يسارع في دفع الأجرة، فقال #: <اعطِ الأجير حقه، قبل أن يجف عرقه>·
كما أمرت الشريعة بعدم تحميل العامل ما لا يطيق، وأن يُحافظ على كرامته، فلا يهان ولا يذل· وحفظت حقه في الرعاية حين الوصول إلى سن التقاعد· فيروي الشيخ الحر العاملي: <أن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان يمشي في سكك الكوفة، فنظر إلى رجل يستعطي الناس: فوجه الإمام السؤال إلى من حولـه من الناس قائلاً: ما هذا؟ فقالوا: إنه نصراني كبر وشاخ ولم يقدر على العمل، وليس لـه مال يعيش به، فيكتنف الناس· فقال الإمام ـ في غضب ـ : استعملتموه على شبابه حتى إذا كبر تركتموه؟ ثم جعل الإمام عليه السلام لذاك النصراني من بيت مال المسلمين مرتباً خاصاً ليعيش به حتى يأتيه الموت>·
ومن هنا نهيب بالجميع إلى السعي للتعلم والتدرب على الحرف والصنائع المفتوحة آفاقها والمحتاج إليها الجميع· ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لإعمار هذا الكون على الوجه الذي يريده منا ويرتضيه، وأن يوسع أرزاقنا، ويطيل أعمارنا في طاعته ومرضاته في خير ولطف وعافية· والحمد لله رب العالمين· info@alhuseini.net

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات