عيد الحب هو عادة إجتماعية يمارس طقوسها أغلب سكان الكرة الأرضية ، وكلٌّ يحتفل بها بطريقته الخاصة ، وإجماعهم هذا ليس عن إتفاق على خلفيات المناسبة وأصلها ، بقدر ماهو إتفاق على أن عنوانها فقط يكفي لإجماعهم على دورها الحيوي في ترسيخ رابط (الحب) بين البشر ، فهل هناك رابط أقوى من الحب يستحق الإحتفاء به على مستوى العالم ؟ .. لا أعتقد ..
فالمناسبة تستحق فعلا إبعادها عن كل ما من شأنه الإنتقاص من أهميتها ، لأن الوضع العالمي الراهن بحاجة لوقفات كهذه من أجل التنفيس عن صعوبات العصر التي ألقت بظلالها على كل جوانب الحياة ، وحتى النفسية منها .. ولايضر العالمين شيئا لو تذكروا إهتمامهم بغيرهم وضرورة التعبير لهم عن مشاطرتهم أجزاءاً من حياتهم ..
ورأي مشايخ الإسلام في قضية عيد الحب ليس مطلوبا لأن حكمهم المسبق والجاهز منذ عقود مضت ينص على حرمته وبدون إجماع كعادتهم ، لكن المنطق الذي يتماشى بالفطرة مع الأخلاق الإسلامية يقول بأن العادة والعرف يؤخذ بهما لإستنباط الأحكام والفتاوى ، وهذا العيد عادة ، وعادة حميدة أيضا لهدفها السامي في تعزيز الروابط الإنسانية ، وتوطيد صلات الأرحام ، أما مظاهر الإحتفال بها في المجتمعات الإسلامية فهي لاتطابق نظيرتها في العوالم الغير مسلمة ، كل ذلك دون تدخلات من أحد للإشراف على حسن سيرها..
ومن جانب آخر فالإسلام الذي يتخذه الكثير من العلماء ذريعة لتحريم كل شيء يدعوا أيضا إلى الحب ، بل إن الرسالة المحمدية مبنية على الحب لاغير ، وتنبذ كل مظاهر العداء والإحتقان والقطيعة ، أليس هذا سببا كافيا لنا كمسلمين لنقول لمن نحب إننا نحبهم ؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن : 02 - 2010
التعليقات (0)