هذا ما زرعوه فينا منذ صغرنا ، هذا ما علمونا إياه ، هذا ما تشدقت به أفواه السياسيين والزعماء ، يشاركون بنسج هذه الكذبة حول أعناقنا .
بسنة (1920) ولد لبنان ، بس بهديك الفترة كان
الفرنسي هون محتل بحجة الإنتداب ، بحجة إنّو نحنا عيال ، وهوّي قادر يغيّر ، يبدّل
، يكبّر .
وبسنة (1943) ، قال الشعب لأ . نحنا رجال ، منّا عيال . فوصّل بشارة الخوري عَ الرئاسة ، ورياض الصلح عَ الحكومة ، لّي نفّذوا إرادة الشعب ، وقاموا بتعديل الدستور ، وطالبوا باستقلال الوطن عن كل أجنبي .
الفرنسي ما صدّق إنّو الصغير بيكبر . لبنان منّو صغير . لبنان متل الأرز كبير كبير . فمسك رجال الإستقلال . وبقلعة راشيا حاول يخنق حريتنا .
الشعب ما قبل . ثار ونزل ع الشارع يتظاهر . الفرنسي وقّف بوجّو ، إيدو عَ زنادو . الشعب كمّل طريقو . قاللّو وقّف . الشعب قال كلمتو . الحرية أغلى من الحياة . الفرنسي قوّص . صارو الشهدا أكتر . والحرية متل الحلم لّي عم يتحقق ، صارت أقرب وأقرب .
وبسرعة ببشامون ، تشكلت حكومة وطنية ، غيّرت العَلَم وأعلنت الجمهورية . والشعب ثاير . والعَلَم بخيالو عم برفرف . والفرنسي حاير . هيك بتكون الديمقراطية .
الدول العظمى تدخلت . ووصل كاترو المندوب الفرنسي ، رجّع الأسرى ، ورجعت الحرية .
رجال الإستقلال ، متل الحلم ، رفعوا العَلَم بوسطو أرزة . اللبناني أرزة . جذوره صامدة ، ما بهزّه ريح . الإستقلال تحقق ، والعَلَم لّي رفرف بخيال الشهدا ، صار رمز بقلب كل وطني .
وبقي كم جندي أجنبي ، قالو بركي مننـزع فرحة الإستقلال . الشعب ما قبل ، وبسنة (1946) كان آخر جندي عم يترك أرض الوطن . ليعيش الوطن ، كل الوطن ، فرحة الإستقلال ، وعيد الإستقلال ، ويوم الإستقلال كل يوم ، لآخر يوم .
عشتم وعاش الإستقلال ، عشتم وعاش لبنان .
ألا يكفينا كذباً ؟
ألا نعيش كل لحظة لاإستقلالية شؤوننا ؟
ألا نعيش على وقع التدخلات من الدول "الشقيقة" و"القريبة" و"البعيدة" ؟!
ألم تكن كذبة الإستقلال فبركة من المحتل لنبقى له مرتهنين ؟
ألم نستقل بسبب الخلاف بين المحتل البريطاني والمحتل الفرنسي على تقسيم الكعكة العربية ؟!
فلماذا نكذب على أولادنا ؟ ولماذا نكذب على أنفسنا ؟
كفانا كذباً !
التعليقات (0)