مواضيع اليوم

عيب..و الله عيب

Saleem Moschtafa

2012-02-05 15:20:05

0

 

 

في بعض الأحيان، أو من المفروض أنه في أغلب الأحيان، يجب علينا نحن كبشر يقال أننا نملك ضمائر و عاطفة أن ننظر الى الآخر المقابل لنا ليس على أساس انه عنصر في طائفة أو مذهب أو عرق أو جنس، بل على أساس أنه انسان، و انسان فقط.. انسان حكمت عليه ظروف قاهرة بأن يكون في حاجة الى انسان غيره.

و لكن هذا، و للأسف الشديد، ليس واقع الحال مع ما يعيشه اللاجؤون السوريون في مواطن لجوئهم، خاصة في دول الجوار و على وجه الخصوص في لبنان، الذي يقال عنه أنه "قطعة سماء" فلم يستطع أن يكون مجرد جغرافية أمان لأناس لم يطلبوا أكثر من الأمان.

الدولة اللبنانية أو المزارع الطائفية التي تكوّن الدولة اللبنانية يبقى الهاجس الطائفي هو الذي يحكم كل خطواتها و تعاطيها السياسي أو غيره، و للمفارقة حتى الإنتاج الزراعي في لبنان تحكمه المحاصصة الطائفية، لكن أن يتسرّب هذا الهاجس الطائفي المقيت الى مكوّنات المجتمع المدني اللبناني فهذا أمر غير مقبول و حتى أمر معيب.

فأين المجتمع المدني في لبنان من الظروف الماساوية التي يعيشها اللاجؤون السوريون و الذين على ما يبدو استجاروا من الرمضاء بالنار؟ أين التكتلات الشبابية المدنية الذين لاطالما نادوا بالغاء الطائفية السياسية في لبنان؟ أم أن النشاط المدني بالنسبة لهم ينحصر فقط في تنظيم الماراطونات أو الحديث عن فوائد الزواج المدني.

ابان الثورة الليبية استقبلت تونس حوالي مليون عابر بينهم 400 ألف لاجئ ليبي بقوا في تونس لأكثر من تسعة أشهر، و كان في اغلبهم لاجؤون من العرق الأمازيغي، مع أسفي الشديد على هذا المنطق الذي أتحدث به، و كان الجميع يعلم ذلك و لكن لاأحد تناول هذا الموضوع من قريب أو بعيد و لم يطرح أحد مخاوف من قبيل امكانية أن يؤثر هذا الأمر على النسيج الديموغرافي في تونس، بل على العكس من ذلك و لحالات انسانية في الغالب، وقعت حالات مصاهرة يصل عددها بالمئات بين عائلات تونسية و اخرى ليبية.

و هو نفس الشئ الذي الحدث عندما فتحت العائلات السورية بيوتها لللاجئيين اللبنانيين ابان عدوان 2006، و لم يتسائل احد آن ذاك عن مذهبهم أو طائفتهم لأن الاولوية المطلقة و الوحيدة كانت لغوث الملهوفين و نقطة على السطر، و اليوم و نحن نرى الأوضاع الماساوية التي يعيش فيها الأخوة السوريين في لبنان نقف على حقيقة مرّة و هي أن التضامن الإنساني كذبة كبيرة هذا فضلا عن اي حديث عن تضامن عربي، و أن المشكلة ليست دائما في حكامنا و في زعاماتنا السياسية.. ففي ذواتنا يمكن أن يقبع انسان متخلف يفكر بعقلية عصور ما قبل الإنسانية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !