مواضيع اليوم

عولمة الأعياد والمناسبات عيد الحب نموذجا

Nooor Alaml

2011-02-14 17:40:29

0

عولمة الأعياد والمناسبات
عيد الحب نموذجا

من المظاهر التي أفرزتها العولمة في بعدها الثقافي والانساني وفرضتها على جميع شعوب العالم مسألة الأعياد والمناسبات الغربية التي أصبحت أعيادا عالمية تحتفل بها شعوب الأرض قاطبة على اختلاف أجناسها وأديانها وثقافاتها، وتعترف بها الأمم المتحدة وتضعها في برنامجها السنوي. بحيث نستطيع القول أن جميع المناسبات السنوية التي وضع لها يوم محدد في السنة للاحتفال والاستذكار هي في أصلها غربية كيوم المرأة والأم والعمال والمعلمين والممرضات والحب والبيئة…الخ. ومن المعلوم أن الكثير من هذه المناسبات وضعت استذكارا لحوادث تاريخية تعرض فيها الانسان الغربي للظلم والقتل والتشريد وهي ما يخلو منها تاريخنا الذي لم يسجل على صفحاته تلك الانتهاكات لحقوق الانسان.

ومن تلك المناسبات التي أصبح لها في السنوات الأخيرة رواج كبير عندنا ما يسمى بـ(عيد الحب)، حيث ازداد اهتمام شبابنا فتيانا وفتيات وللأسف بذلك اليوم وأصبحوا يتبادلون فيه العواطف الزائفة باسم الحب ويقدمون الورود الحمراء لبعضهم وقد يجتازون الخطوط الحمراء في علاقاتهم الجنسية المحرمة، وتلعب وسائل الاعلام بطبيعة الحال دورا مهما في ذلك وتذكر الشباب بتلك المناسبة وتحثهم على تبادل الورود وما يسمى بمشاعر الحب.

إن تلك المناسبة والتي يحتفل بها سنويا في الرابع عشر من شهر شباط هي في الحقيقة ظلم لكلمة الحب قبل كل شىء واختزال لمعناها في أضيق نطاق وهو الحب بين الجنسين. في حين أن مفهوم الحب أكبر من ذلك بكثير، ان الحب في المفهوم الاسلامي هو حب الله تعالى، وحب نبيه الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) وجميع الأنبياء الآخرين، وحب الوالدين، وحب كل مسلم على وجه الخليقة يشهد أن لا اله الا الله، وحب الطبيعة ومظاهر الابداع الالهي المبثوثة في جنباتها، وحب الوطن والقوم والعشيرة دون عصبية. وتعيين يوم واحد في السنة للحب يحمل مفهوما مخالفا وهو أن بقية الأيام هي يوم للكراهية والحقد.

أما عن حقيقة هذا اليوم فقد قيل عنه الكثير واختلفت الروايات حوله، والكثير من هذه الرويات هي أساطير غير واقعية اختلقها الناس بمرور الزمن، ومن هذه الروايات ما يقال أن الرومان في وثنيتهم وقبل أن يتحولوا الى المسيحية كانوا يعتقدون أن مؤسس مدينة روما (رومليوس) قد أرضعته ذئبة واكتسب على اثرها القوة ورجاحة العقل! فكانوا يحتفلون في منتصف شهر شباط إحياء لهذه الذكرى، وكان من مظاهر هذا الاحتفال انهم كانوا يذبحون شاة أو كلبا ويلطخون شابين بدمائها ويتجولون في الشوارع ضمن قافلة كبيرة وكان الشابان يسيران في مقدمة القافلة وبأيديهما قطعة من جلد الشاة أو الكلب ويلطخون اي احد يصادفونه في الطريق وكانت النساء على وجه الخصوص يتعمدن أن يصيبهن الدم الذي على الجلد ويعتقدن انه يساعد على الولادة ويزيد من خصوبتهن، ولذلك كان الرومان يسمون ذلك العيد بعيد الخصب وكانوا يحتفلون به سنويا على شرف آلهة الخصوبة عندهم المسمى (خونو – Juno) في الخامس عشر من شهر شباط.

وبعد أن اعتنق الرومان المسيحية غيروا تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة الى الرابع عشر من شباط وذلك بعد أن حدثت حادثة أخرى وهي حادثة القسيس فالنتاين.

ففي أواخر القرن الثالث الميلادي منع الامبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) جنوده من الزواج لأن له تأثيرا سلبيا عليهم ويميت فيهم روح الجندية والقتال حسبما كان يعتقد، وكان هناك قسيس يسمى (فالنتاين) يقوم بعقود الزواج للجنود بشكل سري، وبعد أن عرف الامبراطور بذلك اعتقله، وفي السجن يقع فالنتاين في حب ابنة الامبراطور العمياء، ويدّعون بأن عينيها قد شفيتا بعد علاقتها بالقسيس، وبعد ذلك يطلب الامبراطور من فالنتاين أن يترك المسيحية ويعتقد بآلهة الرومان، لكنه يرفض ذلك ويبقى على مسيحيته فيقرر الامبراطور أن يقتله، وقبيل إعدامه يكتب فالنتاين رسالة حب الى ابنة الامبراطور.

وهناك رأي آخر يقول بأن المسيحية عندما انتشرت في أوروبا كان هناك عيد روماني قديم يجتمع فيه الشباب والشابات في مكان مغلق ويتم كتابة أسمائهم على أوراق ويختار كل شاب ورقة فيها اسم إحدى الفتيات فتبقى هذه الفتاة عند هذا الشاب لمدة سنة، وكان الشاب يبعث اليها رسالة حب يكتب فيها: باسم الآلهة الأم أبعث اليك هذه الرسالة. وبعد انتهاء السنة كان الشاب والشابة يرتبطان بعقد زواج إذا راقهما ذلك وإلا فإنهما يعيدان الكرة ويبقيان معا سنة أخرى. وعندما لم يتمكن المسيحيون من القضاء على هذا العيد عدّلوا فيها بعض الشىء وغيروا العبارة الواردة في الرسالة الى: باسم القسيس فالنتاين أبعث اليك هذه الرسالة.

هذه هي حقيقة هذا العيد الذي يحتفل به شبابنا وشاباتنا وللأسف، وهذا الاحتفال هو مظهر من مظاهر الانهزام الروحي والانتكاس الحضاري للمسلمين، ولذلك أفتى الكثير من علماء المسلمين بحرمة الاحتفال بهذه المناسبة بجميع مظاهرها وأشكالها.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !