يا ليت فيني ردك على بطني ...فنجرت عينيها وتركت لشفاهها ان تعبر عن دهشتها بلا اي رقابة ::ليش يا ماما بدك ابقى ببطنك؟
لا يا حبيبتي بدي ما حدا ياخدك مني
تضحك الصغيرة لخوف امها :: مين بدو يا خدني
احلى ما في الاطفال انهم لا يرون في الكبار الا انهم عمالقة في الحجم والمقدرة..يؤمنون ان للكبار قدرات هائلة فهم يستطيعون ان يقدودوا السيارة ويقتلوا حشرة تختفي في زوايا المنزل وهم يستطيعون ان يكتبوا بسرعة ويقرأوا الكتب بالاحرف الصغيرة ,هم عمالقة وان اكتشفوا يوما انهم عمالقة من ورق فخابت امالهم.
لا اعرف كيف اصبحت ابنتي بين يدي اعصرها باصابعي العشرة وكأنني اريد حقا ان اعيدها الى بطني...
ليش خايفة يا ماما؟
الكبار عمالقة لا يخافون وامها لم تخف من الحرب في لبنان ولم تخف من السفر في الطائرة ولم تخف من الصبي ابن الجيران الذي هرع خلف الطفلة الصغيرة ليحلش شعرها ..
تختلس النظر الى عيني امها ثم تهرب تريد ان تلعب لا تريد ان تعود الى حيث جاءت ..تريد ان تختبر الحياة بيديها , ان تجرب وتختار ان تنجح وتفشل ان تحارب القدر وتنتصر عليه..
اولادكم ليسوا لكم انهم اولاد الحياة كم رددت انا قول جبران خليل جبران وانا صغيرة ..عندما ارادت امي ان تضعني في علبة لتحميني من الزمن ...ها انا اليوم اريد ان اعيد ابنتي الى بطني لاحميها ..اخاف عليها...
الانها طفلة وحيدة او لانها طفلة ؟ الانها صغيرة او لانها ابنتي .او لانني اشعر بخطر ما يهددهها او يهددني او يهددنا معا؟؟؟
هل هي الحرب ؟ هل هو المرض؟ هل هو الزمن الغدار الذي يخفي ملامحه في جيبه ويخرجها عندما يشاء...ام انه...؟
ابنتي ,حبيبتي اخرجي الى الحياة كما خرجتي من بطني ...لا تخافي لن تكوني وحدك يوما ,لن تصارعي غدر الزمن ولن تحاربي القدر ...رموش عيوني تراقبك من بعيد ,قلبي يحضنك ويزودك بأطيب حنان وعقلي ملاك يحرسك ولو من بعيد...
يا ليت فيني ردك على بطني ...
فنجري عينيك اتركي لشفاهك ان تعبر
لن اعيدك الى من حيث جئت ....اعرف تماما انك تفهمين جيدا قواعد اللعبة وانك ستهزمين غدر الزمن وتنتصرين حتى على القدر ...
التعليقات (0)