لأول مرة بعد الانسحاب الامريكي..يلتئم البرلمان العراقي بكامل مكوناته السياسية بعد العودة الموفقة للقائمة العراقية الى التواصل مع باقي الفرقاء السياسيين تحت خيمة الشرعية الشعبية وادارة التناقضات السياسية في اطار العمل الوطني البرلماني وما يمثله ذلك من دفع هائل للجهود الحثيثة والمباركة الهادفة الى انهاء الازمة السياسية من خلال تفكيك مبتدئاتها وخصوصا في هذا المناخ الاقليمي الحرج الذي يؤثر بشكل بالغ الخطورة على مستقبل العملية السياسية في العراق..
وهذه العودة المرحب بها تمثل التزاما عاليا من قيادات القائمة العراقية بالثوابت العليا للشعب وجهدا مباركا نحو تصحيح آليات العمل الوطني تجاه تحقيق اماني المواطن في السعي والبناء نحو ترميم المشتركات الوطنية التي غيبتها الهجمات الظلامية وسنوات الجمر التي خلفتها ندوبا في تاريخ الوطن المكلوم واضاعته في دروب المزايدات وبشاعة الاغتراب عن الهوية والدار والوطن..
ولكن هذه العودة المباركة قد ترافقت للاسف الشديد مع سعار اعلامي من قبل بعض الاطراف الرافضة للانفراج السياسي بين الاطراف السياسية العراقية اتخذت محورين متناقضين في الاتجاه ومتقاربين بالشدة والالحاح يتجلى اولهما من اظهار هذه العودة الشجاعة والمسؤولة كنوع من خضوع واذعان احد الاطراف تجاه اشتراطات الطرف الآخر ويظهر الاتجاه الثاني من على شكل تصعيد غير مبرر باللهجة والخطاب التثويري المولول بشعارات التقاطع والعناد المتناقض مع جو الارتياح الذي ساد الاوساط الشعبية العراقية من موقف القائمة العراقية الملتزم والمسؤول..
لا ينكر ان الخلافات السياسية بين الفرقاء المتشاركين في العملية السياسية قد عكرت على العراقيين فرحتهم باليوم الذي انبلج صبحه على العراق وهو محمي بايدي وسواعد ابنائه النجباء..ونغصت استبشارهم بالعراق المنتفض من رماده والطال والمهل بنوره البهي فاعلا ومتفاعلا وباعثا ومشعا لقيم الخير والعدل والمساواة..العراق المنار للشعوب المتطلعة للتحرر والانعتاق والمستقبل الواعد الذي يكتب فيه التاريخ بايدي ابنائه وتحترم فيه الحريات وحقوق الانسان..
ان تقديرنا لدور ومكانة وموقع القائمة العراقية نابع من اعتزازنا وتشاركنا مع الناخب العراقي البطل الذي اختار القائمة كممثل عن اماله وتطلعاته وكعنصر فاعل لادامة وتطوير المسيرة الواعدة لعمليتنا السياسية الرائدة..ولكننا لا نملك الا التساؤل عن مصلحة هذا الناخب في الانتهاج المنظم من قبل بعض الواجهات الاعلامية لبعض مكونات القائمة في لسياسة اسقاط الجهد الوطني التراكمي للعملية السياسية الجارية في العراق والتبشير باعادة انتاج متكررة لمرحلة التأسيس الرخوة..والتمدد في انتقاد الحكومة حتى تصل الى التقاطع مع الدولة نفسها.. والتهوين المستمر لنضالات ومنجزات القوى السياسية وعدم البناء على المنجز النضالي لمجمل القوى السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني ومساهمتها في تعبيد درب ومسيرة التحول نحو الغد المشرق المستقل..
كما انه لا يمكن انكار الدور بالغ السوء للفوضى المربكة التي تسود الخطاب الاعلامي غير المنضبط لبعض اشرطة الاخبار المسيسة في التأثير على اللحمة الوطنية العراقية وتطور الحراك السياسي لمرحلة ما بعد التغيير وتعارضه مع الاليات الديمقراطية التعددية المبنية على الخيار الفردي المعبر عنه عن طريق صناديق الاقتراع الحر والمباشر..
ان الشعب العراقي العظيم يرنو الى نخبه السياسية..ويأمل به التسامي على الخلافات والتقاطعات والعمل على ضبط الواجهات الاعلامية والتصريحات المفخخة التي قد تدفع ببلدنا الجريح نحو المزيد من الاحتقان والتوتر والتعامل مع المنعطفات السياسية حسب حقائق وقواعد الحراك السياسي المبني على اسس التعددية والدستور وقيم الديمقراطية ونبذ الآليات والممارسات الشمولية الموروثة من ثقافات القمع والاستبداد والاقصاء والتهميش وتغييب الآخر..وهو ما نتظره من عناويننا السياسية وثقتنا قد تكون مبررة ومحقة اعتمادا على الموقف الواضح والقوي للقائمة العراقية وعلى تلقف الفرقاء لهذه الخطوة الشجاعة بما تستحقه من اكبار وترحيب..
التعليقات (0)