تصويت البرلمان التركي على مشروع السماح للقوات التركية دخول الحرب ضد داعش في كل من العراق وسوريا قد أربك القادة الإيرانيين الذين ينظرون بريبة الى العودة القوية لتركيا في سوريا بعد أن نأت عن نفسها لفترة تمتد أكثر من عام مما يحدث في سوريا. يخشى النظام الإيراني من أن تشكل العودة التركية لسوريا ومساهمتها الفاعلة في التحالف الدولي والعربي ضد داعش من أن تشكل البداية الحقيقية لسقوط الحليف الإيراني ، نظام بشار الأسد في سوريا لما تشكله تركيا من دور إقليمي ودولي مميز وبما تمتلكه من موقع جغرافي حساس و وأيضاً امتلاكها لأقوى جيوش المنطقة .
القلق الإيراني من دخول تركيا الحرب في سوريا بدأت تعبّر عنه وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية فقد كالت صحافة فارس التابعة للحرس الثوري في تحليل إخباري لها التهم ضد تركيا متهمة دخول تركيا في الحرب على أنها مسألة غير مفهومة لطهران لأن تركيا حسب رأي الإيرانيين هم الداعمون الرئيسيون لداعش بالإضافة الى قطر و السعودية مما يثير تدخلهم في سوريا الشكوك بأنّ هدفهم ليس داعش بقدر ما هو النظام السوري.
اذاً فإنّ عودة تركيا لسوريا وبقوة كبيرة هذه المرة من خلال دعمها للتحالف و تأكيدها على التدخل العسكري في سوريا والعراق بات يقلق طهران لأنه لا يتسق مع أهدافها في هذا البلد. فمن ضمن أهداف طهران بقاء الأسد في سدة الحكم وهذا ما لا يتفق عليه الأتراك. من هذا المنطلق يمكننا معرفة سبب التشدد الإيراني الأخير والمعارض الى توسيع رقعة الحرب ضد داعش من العراق الى سوريا فلو حصرت الحرب ضد داعش في العراق فقط لما تحفظت طهران و لا تشددت لكنها تخشى أن تكون سوريا كعب أخيل قد تعرض هذه الحرب مصالحها الى خطر حقيقي. لكن لو تعاملت طهران بمرونة مع القضايا الإقليمية و عدّلت سياساتها تجاه الدول العربية سوف تكفل و ستضمن مصالحها في المنطقة وإلا فلا .
للمزيد الرجاء زيارة الموقع التالي:
http://arabic.farsnews.com/NewsText.aspx?nn=13930709000262
التعليقات (0)