عودة المروج إلى أرض العرب

مصعب المشرّف

18 يناير 2021

شهدت منطقة عسير التي تقع في جنوب غرب المملكة العربية السعودية درجات حرارة منخفضة بلغت 2 درجة تحت الصفر. وهو ما أدى إلى تساقط الثلوج . وتحوّل أرضها إلى بطانية بيضاء.

تساقط الثلوج يعني بالضرورة توافر الماء ومنح الحياة للعديد من النباتات للعودة من جديد . وعودة النبات تعني بمضي الزمن إعتدال الطقس وجذب المزيد من الأمطار والثلوج .

وعودة أرض العرب مروجاً وأنهار هي إحدى علامات الساعة الصغرى  ؛ وفق ما حدثنا به سيدنا أشرف الخلق محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن أبوهريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لاتقومالساعةحتىيكثرالمالويفيض،حتىيخرجالرجلبزكاةمالهفلايجدأحدايقبلهامنه،وحتىتعودأرضالعربمروجاوأنهارا].

وفي قوله صلى الله عليه وسلم " وحتى تعود " . معناه أن صحاري شبه جزيرة العرب كانت في الماضي مروجاً وأنهارا . وهو ما يشير إلى أنها كانت مهبط سيدنا آدم عليه السلام وحواء . فما كانا ليهبطا إلاً في أشرف بقاع الأرض عند الله عز وجل والمسلمين.

وأرض العرب الواردة في الحديث النبوي الشريف هي شبه الجزيرة العربية.

ووفقا لما ورد في القرآن الكريم . فقد كان هبوط آدم وحواء في توقيت واحد ومكان واحد . وليس كما تدعي الإسرائيليات دون سند من شرع. فقد قال الله عز وجل في محكم تنزيله من الآية (38)  في سورة البقرة [ قُلْنَااهْبِطُوامِنْهَاجَمِيعًا  فَإِمَّايَأْتِيَنَّكُممِّنِّيهُدًىفَمَنتَبِعَهُدَايَفَلَاخَوْفٌعَلَيْهِمْوَلَاهُمْيَحْزَنُونَ].

وجاء الهبوط على صيغة الجمع بما يدل على أنه يشمل أكثر من إثنين . وهم آدم عليه السلام وحواء رضي الله عنها وإبليس اللعين . وربما كان في معيتهم خلق آخر من قبيلة إبليس ذلك أن إبليس اللعين كانت له زوجة (إسمها سُميّة) والله أعلم.

ثم وأن الهبوط كان مباشرة إلى الأرض . ودليل ذلك قوله عز وجل من الآية: (فإما يأتينكم مني هدى) . ذلك أن الهدى إنما جاء على أيدي الرسل والأنبياء .

والثابت من القرآن الكريم أن هؤلاء الرسل والأنبياء قد بعثهم الله عز وجل بشراً في الأرض. ودليل ذلك قوله عز وجل في الآية (213) من سورة البقرة.

[كَانَالنَّاسُأُمَّةًوَاحِدَةًفَبَعَثَاللَّهُالنَّبِيِّينَمُبَشِّرِينَوَمُنذِرِينَوَأَنزَلَمَعَهُمُالْكِتَابَبِالْحَقِّلِيَحْكُمَبَيْنَ

النَّاسِفِيمَااخْتَلَفُوافِيهِۚوَمَااخْتَلَفَفِيهِإِلَّاالَّذِينَأُوتُوهُمِنبَعْدِمَاجَاءَتْهُمُالْبَيِّنَاتُبَغْيًابَيْنَهُمْۖفَهَدَىا

للَّهُالَّذِينَآمَنُوالِمَااخْتَلَفُوافِيهِمِنَالْحَقِّبِإِذْنِهِۗوَاللَّهُيَهْدِيمَنيَشَاءُإِلَىٰصِرَاطٍمُّسْتَقِيمٍ].

وكذلك فإن  المقصود من قوله عز وجل في الآية (فإما يأتينكم مني هدى) فقد جاء في تفسير أشهر الفقهاء أمثال إبن كثير رحمه الله أنه قصد بها الذريّة . والله أعلم.