مواضيع اليوم

عودة الجماعات الإسلامية

عودة الجماعات الإسلامية

بدلت سيارتي بأخرى أحدث منا بعض الشيء.
أولادي الصغار- أحضروا كفاً معدنياً صغيراً لونه أزرق مكتوب عليه المعوذتين. وعلقوه في مرآة السيارة الداخلية .

كثيرون يؤمنون بالحسد . وقليلون يعتقدون أن تعليق الكف أو الخرزه الزرقاء أو .... أو ..... يمنع الحسد .

أثناء سيرى بسيارتي . وعند منعطف حاد داخل المدينة يستدعي أن تقلل السرعه لأقل حد ممكن .
رأيت ثلاثة أشخاص يقفون على أحد جانبي الشارع.


لم يلفت منظرهم إنتباهي ، فبعد الثورة كثر أمثال هؤلاء ، و أنتشروا في كل مكان . ببساطه "ملوا البلد" ،

ما إن مررت بجوارهم حتى نزل أحدهم إلى نهر الطاريق . ودق على مؤخرة سيارتي بكلتا يديه طرقأً عنيفا . جعلني أعتقد أني صدمت أحداً أو أرتكبت شيئاً خطيراً.


وقوفهم ثلاثتهم لم يجعلني أعتقد أنه مجنون أو حتى مجرد مريض نفسي.


سرعة السيارة بطيئة لدرجة مكنتنى من سماعه بوضوح وهو يصرخ فى قائلا : " شيل الماشا الله اللي أنت معلقها" "شيل شيل. حرام. حرام "


أشرت اليه – دون أن أتوقف – إشارة شائعة لدينا يعرفها ا ولاد البلد ، معناها أنت مجنون .


رأيته في مرآة السيارة يلوح لي بإشارة معناها " هاأوريك – أو هاأربيك و المبالغون يعتقدونها هاأضربك و المبالغون أكثر يفسرونها هاأدبحك"


أكملت سيري ولم أرد أو أتوقف.


ولكنه بفعلته – وبإنتشارهم وكثرتهم- جعلني أجتر بالذكريات.


في الجامعة في النصف الثاني من السبعينيات ، و مع بداية ظهور الجماعات الأسلامية – صنيعة السادات - ، كي يقاوموا الشيوعيين والتيار الناصري في أيامها ، وكان جديدا علينا ان نرى الجلباب القصير ومن تحته البنطال الأبيض ،

وكان جديدا علينا ان نرى زى الأفغان ولباس الهنود والبنغال ينتشر فى الجامعة .
وكان الأحدث منه لجوء الجماعات للعنف . كي يفرقوا بين طالب وطالبه يقفان سوياً ، سواء وقفه بريئه أو حتى عاطفيه .

وتذكرت هدمهم للمسارح وإلغاء الحفلات . وتذكرت منعهم للرحلات المختلطة.
وتذكرت فصلهم بين الطلبة و الطالبات في السكاشن و المدرجات .
وتذكرت تعطيلهم لكافة الأنشطة الطلابية . وتذكرت تمزيقهم لمجلات الحائط المخالفة لفكرهم.
وتذكرت إيقاظهم لنا في المدينة الجامعية كي نصلي الفجر رغماً عنا. وتذكرت ميكروفون مسجد المدينة الجامعية وهو يلقي المواعظ والإرشادات بعد الفجر دون مراعاة لطالب نائم أو طالب يستذكر دروسه عنده اختبار بعد سويعات.


وتذكرت الملواني وحسن مصطفى ومحيي وأبوالعلا ومجدي الطويل وطلعت فؤاد والفاروق وعباس ومحمد عباس و قاسم وعبد العال وناجح وجمال وكرم زهد ي وصفوت ، وكثيرين محاهم الزمن من على لوح الذاكرة .


تذكرت كل هؤلاء وبعضهم يحمل الجنازير والمطاوى ،

والبعض يحمل العصى والهراوات.

والبعض يحبس العميد في مكتبه ، ويجبر أستاذ أجهزة القياس على إلغاء ندبه وترك الكلية .


لما رأيت من يتدخل في نزع شيء معلق داخل سيارتي وتلويحه بإستخدام القوة،

أيقنت بعودة الجماعات الإسلامية .

 

 

eg_eisa@yahoo.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !