بعد قطيعة استمرت ثلاثة أعوام على خلفية الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد ودعم حماس للمعارضة السورية شهدت العلاقات الإيرانية الحمساوية فترة من البرود والتوتر.لكن أحداث غزة و دعم إيران الكامل والشامل للحرب بين إسرائيل وحماس تعتبرمؤشراً يبرهن على انتهاء حقبة الطلاق السياسي بين الفصيل الفلسطيني و نظام ولي الفقيه. إنّ ظهور خالد مشعل وقيادات فلسطينية أخرى في صورة خاصة بالزعيم الإيراني علي خامنئي و على الحساب الخاص به على شبكة التواصل الإجتماعي مثل "التويتر و غوغل بلاس" يشيّد لفترة جديدة من العلاقة الحميمة والدفء بين طهران و غزة التي كانت تسود بين الجانبين لعقود ماضية. وعودة سريعة لهذه الحركة الفلسطينية للعب دورمكمل في المحور الإيراني في المنطقة العربية.
الصورة التي تمّ نشرها على الصفحة الخاصة بالمرشد تعود للقاء جمع قيادات رفيعة لحماس مع المرشد في طهران في الأشهر القليلة الماضية ما يبرهن على أنّ التطبيع في العلاقة بين طهران وحماس لم يكن وليد حرب غزة وإنما تمّ التخطيط له منذ أشهر ماضية. و من دلالات عودة العلاقات تخطي كلا الطرفين عائق الثورة السورية واجتياز اختلاف الرؤى و المواقف الإيديولوجية مما يجري في العالم العربي من تمترس في المواقف السياسية.
كان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قد أعلن قبل أشهر خلال مؤتمر صحفي أنّ العلاقات الثنائية بين حماس وطهران قد عادت بالفعل الى مسارها الطبيعي التي كانت عليه متخطية العقبات التي طرأت على تلك العلاقات.وتذكر بعض وسائل الإعلام العربية أنّ عودة العلاقات الإيرانية الحمساوية لم تحسم لو لا تدخل و وساطة بعض الدول العربية التي لديها علاقات وطيدة مع الطرفين. وكان موقع الدبلوماسية الإيرانية التابع للدبلوماسي الإيراني المخضرم "صادق لاريجاني قد أكد أنّ انتخاب خالد مشعل لولاية ثانية قد أحيا العلاقات الإيرانية الحمساوية وذلك عبر لقاء وفد فلسطيني في السفارة الإيرانية في بيروت تم عبره تقديم طلب مرفوع من قبل قيادات حمساوية ينصّ على عودة العلاقات بين الطرفين و فتح باب المساعدات المالية الإيرانية لحماس وهذا ما حصل بالفعل حسب رأي الموقع.
إنّ من أهم الدلالات التي تشير اليها الصورة التي تجمع القيادات الفلسطينية الحليفة لطهران مع المرشد الإيراني وعلى صفحة علي خامنئي الشخصية هي أنّ مسار التحالفات الإيرانية قد عادت وإنّ النفوذ الإيراني في المنطقة لم تغيره أحداث الثورات العربية ولا حتى سقوط الإخوان في مصر بل إنّ إستقواء الأسد من جديد وعودة حماس للحضن الإيراني توحي بأنّ نفوذ إيران في العالم العربي يمتد الى البحر الأبيض المتوسط فعلاً حسبما بشرت به القيادات الإيرانية .فبعيداً عن صدق أو مغالات الإيرانيين في مشروعهم وتمددهم في المنطقة لكن المهم أن يعملوا على لعب دور إيجابي يلتمس منه السلام بين دول المنطقة واستخدام نفوذهم لإطفاء نار الحرب المشتعلة بين حماس وإسرائيل من جهة و الحرب الأهلية في العراق وسوريا ويبدو أنّ روحاني وحكومته قادرين على تحقيق هذه الأهداف لو أنيطت بهم تلك المهام بعيداً عن تدخلات المتشددين وجنرالات الحرس الثوري في إيران و قرار إيراني صادر عن المرشد مثلما فعل فيما يتعلق بالملف النووي.
التعليقات (0)