عوالم السينما
السينما فن من فنون الأدب والثقافة ووسيلة وأداة حضارية معرفية تنقل صور مسكوت عنها تٌقدم قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية ودينية جدلية للمشاهد الذي يفكك رموزها ويضع أصبعه على الجٌرح فالمشاهد قد يكون ناقداً أو مثقفاً حقيقياً " المثقف الحقيقي لا يستغل القضايا لتحقيق أهداف معينة " أو صاحب سلطة وقد يكون متابعاً غايته قضاء وقت الفراغ أو غايته مشاهدة ما يٌثير الغرائز فقط ؟
السينما المصرية من أكثر السينما حضوراً في المهرجانات والمسابقات الفنية ومن أكثرها متابعة من قبل المشاهدين العرب فهي مدرسة وهي الوسيلة ذات التاريخ القديم في العالم العربي , تختلف السينما كفن مٌقدم للمشاهد من مجتمع لأخر فكل فيلم يختلف باختلاف المجتمع المستهدف والنابع منه عكس السينما المصرية التي يرى فيها المشاهد رؤية مغايرة فهي تتكلم بلسان حال المجتمعات العربية قاطبة حتى وإن اختزلت الواقع المصري فيما تعرضه ؟
الشيء المٌثير في عالم السينما ليس المشاهد الخادشة للحياء وليس ملابس الفنانة وليس إثارة مكامن الغريزة عند المشاهد البسيط بل في تكرار مناقشة القضايا بقوالب مختلفة , تسليط الضوء على قضية معينة بقوالب مختلفة وأساليب متنوعة يخدم القضية إذا خلا من الهزلية القالب الهزلي لا يخدم القضية بل يجعلها محل تندر وتهكم وينسى المجتمع القضية بعد انتهاء العرض السينمائي بدقائق معدودة ؟
الخليج العربي تٌشكل له مصر امتداد طبيعي سياسياً وثقافياً وحضارياً الخ تغيب عنه السينما المنتجة محلياً لأسباب كثيرة لعل من أهمها قلة المنتجين والمٌخرجين وغياب الكٌتاب عن السينما وبقائهم بمنطقة الدراما فضلاً عن الغياب لأسباب فكرية كحال الأم الخليجية الكٌبرى "السعودية " التي من المٌفترض أن تكون رائدة ومٌصدرة لكل شيء يخدم الإنسان ويٌنمي المكان ويخدم الأدب والثقافة والمعرفة بشكل مباشر .
عالم السينما العربية عالمٌ مليء بالقصص والحكايا التي تعكس صورة المجتمعات ذلك العالم بات يٌكثر من المشاهد الإيحائية الجنسية في محاولة بائسة لكسب قدرٍ أكبر من المشاهدين الذي اتجهوا لمواقع التواصل الاجتماعي كمنتجين ومشاهدين وناقدين " اليوتيوب كمثال " ,سبب اتجاه المشاهدين " من الشباب والشابات" لمواقع التواصل الاجتماعي " اليوتيوب" هو الملل الذي أصابهم من كمية المشاهد المٌكررة ومللهم من حقيقة مٌره تخفى عليهم وهي مدى تأثير تلك الوسائل " السينما , الإعلام الخ " على صٌناع القرار فتلك الوسائل ليس من أهدافها علاج القضايا والمشكلات فهدفها الوحيد والمٌقدس هو تسليط الضوء على القضايا والمشكلات فقط ؟
عالم السينما عالمٌ كبير بحاجة لغربلة وإعادة كتابة ونقد من جديد والمتابع والناقد يؤمل في رائدة الفنون ومدرسة العالم وأيقونة حضارته "مصر " الشيء الكثير فمن السينما المصرية تكون بداية التصحيح والغربلة فهي " مصر " الأم والمدرسة الأولى والامتداد الطبيعي للخليج والعرب قاطبة !.
التعليقات (0)