إنّ العلاقة التي تربط روحاني بخامنئي يشوبها الكثير من التعقيد وهي ملتبسة في نفس الوقت كما علاقة أركان ركطاالنظام ببعضهم البعض والأجواء هي ضبابية في أتموسفير الجمهورية الإسلامية في إيران.إنّ قبول خامنئي بترشّح روحاني لرئاسة الجمهورية لا يعني أنهما على صراع أو وفاق تام بقدر ما هي علاقات مصالح النظام تحتّم على المرشد قبول أو رفض من يتولّى منصب رئاسة الجمهورية و إنّ وئام خامنئي مع روحاني يمكن وصفها على أنها استراحة محارب عندما عجز النظام عن خوض المعارك الداخلية والخارجية دون أن يتخلّى عن مبدأ المعركة في الداخل والخارج.
علاقة خامنئي بروحاني وطيدة للغاية وهو جسر واصل بين خامنئي و رفسنجاني رغم وجود أفق فكرية وسياسية مختلفة بين الإثنين لكن ليس مسغرباً أن يتّجه الإثنان نحو نهج موحّد خدمة للمصالح العليا للنظام رغم إمكانية حدوث بعض الإشكاليات بين الإثنين في المستقبل .فقد عوّدنا خامنئي فيما سبق بأن يصف نجاد على أنه هو الأقرب الى أفكاره من بين من ترشّحوا لرئاسة الجمهورية قبل تسعة أعوام لكنّ سرعان ما انقلب السحر على الساحر و تحوّلت تلك العلاقة الحميمة الى صدام و رفض نجاد لتطبيق أوامر المرشد على الرغم اعتبار العبض لنجاد على أنه الطفل المدلل لخامنئي.
إنّ التعرّف على سيكولوجية المرشد الإيراني الحالي وخلفيته العقائدية تتبيّن من خلال قراءة في تأريخ العلاقات التي حكمت علي خامنئي وعلاقته بالسلطة في إيران و رؤساء جمهور سابقين كانوا على صدام مستمر معه. عندما كان خامنئي رئيس جمهور في عهد الخوميني كان على خلاف مستمر مع رئيس وزراءه مير حسين موسوي في ثمانينات القرن الماضي و تطورذلك الصدام ليصل لحد عزله من منصبه لولا تدخل المرشد السابق و ما حدث في عام 2009 من صراع بين المرشح الأسبق مير حسين موسوي و المرشد علي خامنئي لهو انعكاس لعلاقة الرجلين ببعضهما البعض .
إنّ علاقة خامنئي مازالت حافلة بالصدام مع رؤساء الجمهورية السابقين مثل رفسنجاني و خاتمي . وإنّ العلاقات اليوم بين الإثنين كما تبيّنه صورة المرشد مع روحاني هي علاقة لا يمكن أن تعبث بها رياح المتغيّرات الداخلية و لا الإقليمية وذلك لعدة أسباب منها أنّ روحاني على عكس الرؤساء السابقين يتمتّع بقبول واسع بين القوى الأمنية في إيران و قادة في الحرس الثوري و تيّاريات متصادمة هي تيّار البراغماتي الذي يقوده رفسنجاني و تيّار الإصلاح بقيادة خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق و كذلك تيّار المرشد وبيته. ولروحاني علاقة قوية بالسوق و المدارس الدينية و القوى السياسية والإجتماعية في البلاد مما يجعل منه بيضة قبان للنظام الإيراني وبناءاً على كل هذه الخلفية تبنى علاقة روحاني بالمرشد فقرارات الإثنان هي بالواقع علاقة النظام بأسره وليست علاقة شخصين أو تيارين.
التعليقات (0)