مواضيع اليوم

عن حنَّا حِيمُو.. عن سادنِ الرِّيحِ !

سعد الياسري

2012-08-28 10:16:09

0

عن حنَّا حِيمُو.. عن سادنِ الرِّيحِ !
قراءة في ديوان: الهواءُ ثُلثا زجاجتي.. ونديميَ البحرُ
لـ: حنَّا حيمو


 

مُفتَتَح:
عبْر ديوانِ (الهواءُ ثُلثا زجاجتي.. ونديميَ البحرُ)، للشَّاعر السُّوري المقيمِ في السُّويد (حنَّا حِيمُو)؛ أطلقتْ دار (نون) في دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة | إمارة رأس الخيمة، في صيفِ العام الجاري 2012.. باكورةَ منشوراتِها. وقد وقع الديوان في ثلاثٍ وثلاثينَ قصيدةً تفاوتت في الطُّول والقيمة والفكرة والإذعان لسطوةِ الشِّعرِ ورهافتهِ. توزَّعتِ القصائدُ على امتدادِ 136 صفحةً من القطع المتوسِّط؛ سيطرَ عليها هاجسُ الوجودِ وحُمَّى الاغتراب كمفهومِ وطنٍ وهُويَّةٍ.. إضافةً إلى جدوى مرارة الخوضِ في هكذا تجارب على أيَّةِ حال، مع مساحةٍ لبعض النُّصوص الغِنائيَّةِ الهادئةِ من ذوات النَّفَس العاطفي دون إسهابٍ في الـ "أنا"؛ أو وقوعٍ في فخِّ الإفراطِ الذَّاتيِّ | الشَّخصيِّ، مع إيماننا – كشُعراء وقرَّاء – باستحالةِ فصلِ الشَّاعر عن نصَّهِ فصلاً تامًّا وإنْ حرصنا.

في أنَّ الرِّياحَ تمرحُ في القصيدة:
لم أصادفْ شاعرًا مأخوذًا بمفردة "الرِّيح أو الرِّياح" كما في حالة حنَّا حيمو. فالشَّاعر هنا لا يقف أمام الرِّياح مجرَّدةً؛ بل هو يجتهد في أنْ يمنحها معنىً أعمَّ وأشملَ وأقربَ إلى صنعِ حياةِ نَصٍّ يخوضُ حربَهُ. وإذا كان النَّاس قد قالوا قديمًا أنْ كلَّ شيءٍ يصلحُ لأنْ يكونَ حُلُمًا، فإنَّ شاعرَنا يبدو كمن يودُّ القول: كلُّ شيءٍ يصلحُ أنْ تنهبَهُ الرِّيحُ !
تحضر الرِّيح في نصِّ (تأمُّلاتُ غريبٍ) لمرَّتين؛ الأولى بصلابةٍ مفتَّتة في سياقِ تشظٍّ، كمَن يمنحُ الخواءَ جسدًا؛ ليتلفَهُ:
مُتشَظٍّ..
كالرِّيحِ
على قارعةِ طريقٍ مُقفرٍ:
قلبي.

فيما الثَّانيةُ لا تخدمُ سِوى الهباءِ بمفهومه الشِّعريِّ الجليلِ:
أتشَهَّى الوَجَعَ؛
كساحِلٍ
يُشرفُ على الرِّيحِ.

أمَّا في نصِّ (ها هنا.. في سريرِها) فالرِّيحُ مِن مصنَّفاتِ المَجاز الرُّوحيِّ الذي يَطغى – لُغةً – على بعضِ مفاصلِ شِعريَّةِ حنَّا:
أُعاودُ تصنيفَ المَجازِ:
قنديلٌ لأضرحةٍ سوفَ تُقامُ
صلاةٌ للرِّيحِ
وردٌ للصَّدأ الصَّاعدِ
على جُدرانِ الذِّكرى.

سليلةً للخرابِ الجميل تهبُّ "رياح" حنَّا في نصِّ (رغبةٌ أخيرةٌ)، حيثُ تردُ نافرةً في فقرتيْنِ لا يفصلُ بينهما سِوى فراغِ سطرٍ يقومُ مقامَ طوقِ نجاةٍ للإيقاعِ.. والبَصر:
مُبتلاًّ باللَّهفةِ؛
أولِمُ للرِّيحِ نوافذي الخابيةَ.

لا أفتقدُني حيثُ ذَهَبتُ!
لمْ أبنِ ما لا تَهدُّهُ الرِّياحُ...

ومرَّةً أخرى تحضرُ في ثوبِ الغيبِ؛ إنَّما مع مفردةِ "آلهة".. في النصِّ الوجوديِّ (ماذا تريدُ ؟) المفعمِ بشبقِ السُّؤالِ الذي لا ينجحُ – وإنْ اجتهدَ – بتعديلِ مكياجِ متاهةِ الخلاصِ الفَرديِّ:
عندما تسألُها آلهةُ الرِّيحِ
حارسةُ ممالكِ الأبديَّةِ
سؤالَها الأوحدَ:
ماذا تُريدُ؟

بسورياليَّةٍ خفيفةٍ؛ وبكامل أناقةِ الفوضى حضرتْ الرِّياحُ على ظَهر جَوادٍ بريٍّ، في نصِّ (دعوةٌ إلى البحرِ). النَّصُّ الذي يحملُ عشرينَ تأويلاً للموتِ ومعنىً واحدًا فقط لنجاةٍ في لجَّةِ العَتمةِ:
مراكبُنا التي تتوالدُ كالمَحَارِ
لمْ تعُدْ تَحلُمُ بامتطاءِ الرِّيحِ
جلُّ ما تَنتظرُهُ..
نادلٌ يحملُ لها النَّبيذَ.

على غِرار الملاَّحينَ السُّعداء بهزائمِهم وبتعاساتِهم البحريَّةِ؛ يبحرُ حنَّا في نصِّ (هزائم) ليعطيَ للرِّيحِ مَعنى البوصلةِ التي لنْ تقودَهُ – وهو يدركُ ذلك – إلى غير جهةِ الكآبةِ:
قَلقي يَرتمي في الممالكِ المُغَيَّبَةِ؛
يَنثُرُ الهَواجسَ في اتِّجاهاتِ الرِّيحِ،
ويَحصُدُ المَرافئَ الكئيبةَ.

يحاولُ الشَّاعرُ في نصِّ (تعالوا.. كُلوا جَسَدي!) أنْ يلعبَ دورَ المخلِّصِ المنفيِّ في فكرتهِ. أعني المَسيحَ على صليبهِ؛ وللآخرينَ هولُ التَّجربةِ. هو نصٌّ كُتبْ بلغةٍ "رَسوليَّةٍ" باديةٍ، فكانتْ الرِّياحُ قرينةَ التَّرانيمِ أيضًا:
تعالوا إليَّ!
أوَزِّعْ عليكمُ إرثيَ
فاقتسموهْ:
ضبابٌ أعشىً للأشرعَةِ
ترنيمةٌ لرياحِ الضَّجيجِ
نارٌ لتحضيرِ الرَّمادِ
شوارعُ لكلِّ الضَّياعاتِ
مِلحٌ للجُروحِ المُشرَعةِ للعِشقِ.

بالتَّمجيدِ – كطَقسِ تسبيحٍ للعاصفةِ – تأتي الرِّياحُ في نصِّ (تفاصيلُ لتكوينِ المَعنى)، و التي تتوسَّطُ أناشيدُها مَنزلتيْنِ: بعد السَّطوةِ وقبلَ السُّقوطِ، ممَّا يضعُنا أمامَ أكثر من تأويلٍ للمُرادِ، مِن بينها النَّسجُ على منوالِ الأناجيلِ.. وإنْ لغايةٍ أخرى:
المجدُ للخواءِ
ظِلِّنا المائلِ فوقَ الحُطامِ
حوارِ الأبديَّةِ المُنفردِ
سطوَةِ الغَيبةِ
أنشودةِ الرِّياحِ العاريةِ
إلاَّ مِن السُّقوطِ..

في واحدةٍ من لوحاتِ ديوانِ حنَّا حِيمو؛ وقفتُ متأمِّلاً مشهدَ الضَّراعةِ وعلاقتهِ الوطيدةِ بالرِّيحِ. هو مشهدٌ فيهِ إتقانٌ بَصريٌّ ومَعرفيٌّ بوظيفةِ اللُّغةِ شِعرًا: كملفوظٍ يحيلُ إلى صورةٍ ثمَّ تأثيرٍ. في نَصِّ (هنا.. في البعيدِ) يقولُ:
برويَّةٍ
أَصعَدُ تلالَ الحنينِ
الذي تكدَّسَ كرابيَةٍ تتضرَّعُ للرِّيحِ
وتنكَمشُ..

والأمرُ ذاتهُ – مع بعضِ الحِيطةِ – يمكنُ له أنْ ينطبقَ على نَصِّ (إلى ساعي بريدِ الغَرقى)؛ الذي يحتفي بمعمارٍ لُغويٍّ بائنٍ، تخوضُ فيهِ الرِّياحُ (لُغةً) تجربةَ التِّيهِ:
حينَ خَرَجتُ أطلُبُ مُلكاً
على السَّرابِ!
بيدَيَّ هاتَيْنِ
مَشَّطتُ الرِّيحَ
عن وَليمَةِ الرِّمالِ.

أمَّا في نَصِّ (نحنُ الغرباءُ)؛ الذي اعتمدَ مبدأ الومضةِ والشَّذراتِ نهائيةِ التَّركيبِ، كمن أثقلتْهُ الحقيقةُ فقذفَ بها إلى السَّماءِ لتقعَ عليهِ مجدَّدًا. كانَ النَّصُّ في عمومهِ وفيًّا لهذا المَعنى؛ فيما كانتِ الرِّياحُ فيهِ زوَّادةَ الغرباءِ.. ويا للمأساةِ! حينَ يكونُ الحقلُ ريحًا والخبزُ هباءً.. حينَ يكونُ الصَّوتُ صدىً والصَّدى وليمةً للرِّيحِ:
مِن حقولِ الرِّيحِ
يُعجَنُ خُبزُ الغرباءِ!

أو في:
لا يرثُ الصَّدى سِوى الرِّيحِ...
وأخيرًا؛ في نَصِّ (خطوة).. يختصرُ الشَّاعرُ الرِّياحَ. إنَّهُ غيرُ مَعنيٍّ بمآلاتِ حكايتِهِ.. لماذا؟ لأنَّهُ سيهَبُها راضيًا للرِّيحِ؛ في إشارةٍ إلى تلفِ الغايةِ.. أو لا جَدوى كلِّ ما يمكنُ قولهُ:
على متاهاتِهِ
سأُسَطِّرُ حكايتي
وأهبُها للرِّيحِ؛
ثُمَّ أُتابِعُ سُعاليَ المطعونَ باللَّذَّةِ...

يَبقى أنْ أشيرَ إلى أنَّ الشَّاعرَ لمْ يكتفِ بالرِّياحِ؛ فجنحَ إلى استعمالِ شقيقتِها كما في (العاصفة)، وأخيها غيرِ الشَّّقيقِ كما في (الهواء).. إلخ!

إشراقات:
كنتُ قد أشرتُ – وهو رأيٌّ يتوخَّى الإنصافَ – في مقدِّمةِ مقالتي هذهِ؛ إلى تفاوتِ مستوى النُّصوصِ من حيثُ قيمتها أو مدى احتفائها بالشِّعريِّ الذي يكادُ أنْ يكونَ صافيًا. وهو أمرٌ طبيعيٌّ لا مثلبةَ في ذِكرهِ، إذْ أنَّ كتابةَ النَّصِّ الإبداعيِّ تخضعُ – بالضَّرورةِ – لصعودٍ وهبوطٍ في درجةِ اشتعالِها. مِن هنا؛ يمكنُني أنْ أرصدَ أشياءَ مشعَّةً من قبيلِ:
"سوفَ تطفو؛ كحُزنٍ في عينيْ أرملةٍ" (نصُّ: غيابكَ)
"جاثياً في عَراءِ الفكرةِ؛ أمتحنُ اليباسَ، وأُصغي للخرابِ" (نصُّ: هَباء)
"تُداريَ زَلَّةَ الارتباكِ؛ حينَ يَعتريها قمرٌ" (نصُّ: أنشودةُ اللَّمسِ)
"في غيابِ الذَّاكرةِ؛ فلتكُنْ مَشيئةُ الهواجسِ!" (نصُّ: تأمُّلاتُ غريبٍ)
"أنزَوي؛ كما يدخُلُ ظِلٌّ إلى شجرتِهِ.. في المساءِ" (نصُّ: عن انتظارِها)
"أشتَهي سيجارةً أخيرةً؛ أكتبُ على قَسماتِ دخَّانِها: نَعْيي!" (نصُّ: رغبةٌ أخيرةٌ)
"أترُكُ لِنجمةٍ شاردةٍ أنْ تَثقُبَ ظلِّي" (نصُّ: خيبةٌ)
"حتَّى الموتُ، واجهَني كخَصيٍّ مُنتَقمٍ" (نصُّ: عن الموتِ)
"أَقطِفُ أزرارَ قميصِكِ؛ فيما عينايَ تَختزلانِ عَطَشَ الحُقولِ" (نصُّ: عن غيِّها)
"القَفرِ والخيبةِ؛ كحافريْنِ يتعاقبانِ على صَدري" (نصُّ: هنا في البعيدِ)
"خَرَجتُ أطلُبُ مُلكاً على السَّرابِ" (نصُّ: إلى ساعي بريدِ الغَرقى)

وغيرُ ذلك كثيرٌ في نصوصِ حنَّا؛ لمن يودُّ قنصَ أرانبَ القصيدةِ المهمومة بالحذرِ، وثعالبَ المَعنى الماكرِ.. المَعنى الذي يُسرُّ بهِ السَّيِّدُ الشِّعرُ!

ملامح:
أوَّلاً. اعتمدَ الشَّاعرُ على مقدرةٍ بَصريَّةٍ لافتةٍ، وهو مَدينٌ للفوتغراف (ثابتًا) والسِّينما (سيَّالةً) في اجتراحِ بعضِ بُنى قصائدهِ؛ مجتهدًا في الوفاءِ لتقنياتِ كتابة نصِّ النَّثر دون استغراقٍ في نمطيَّةٍ سائدةٍ ومنفِّرةٍ.. وذا ممَّا يُحسبُ لهُ.
ثانيًّا. اجتهدتْ عناوينُ القصائدِ في الحفاظِ على خصوصيَّةِ المتونِ، ولعلَّ التلقائيَّةَ الباديَّةَ في نحتِ بعضِ هذه العناوينِ قد خدمتْ القارئَ – قبلَ غيرهِ – في الدُّخولِ إلى عالمِ حنَّا حِيمو دونَ كثيرِ عناءٍ.
ثالثًا. جاءَ عنوانُ العملِ (الهواءُ ثُلثا زجاجتي.. ونديميَ البحرُ) ثريًّا متوافقًا مع اشتغالاتِ الشَّاعرِ في اقتفاءِ أثرِ التَّركيبِ مُفرطِ الحساسيَّةِ؛ والذي عادةً ما يكونُ جملةً اسميَّةً – إخباريَّةً - لا فعلَ فيها، ولا طلبٌ يزيحُ المَعنى إلى نقيضهِ أو إلى حدودِ نهائيتهِ.
رابعًا. تحضرُ مفرداتُ الطَّقسِ الرُّوحانيِّ بقوَّة في نصوصِ حنَّا حِيمو؛ وليكادُ المرءُ أنْ لا يغفلَ عنها في أيِّ نَصٍّ. مفرداتُ: (الرَّبُ، الثَّالوثُ، الصَّليبُ، التجربةُ، ثنائيات النبيذ | الدم والخبز | الجسد، الإثمُ، الخطيئةُ، الكاهنُ، الاعترافُ، الصَّفحُ، الجُلجلُةُ، الكنيسةُ، الإيقونةُ، التَّرنيمةُ، الإنكارُ ثلاثًا، العذراءُ، يعقوب، يوسُف، سبعٌ عجاف.. إلخ). كلُّ هذه المفرداتِ لاذتْ بأستارِ الزخَمِ الميتافيزيقيِّ – أعني على تخومِ اللُّغةِ دونَ تبشيرٍ– لتُؤسِّسَ بدورِها مظهرًا لعلاقةٍ خاصَّةٍ ومستوىً جديدًا في قراءةِ النَّصِّ.
خامسًا. كانتْ مفردةُ "المنفى" وأيضًا اشتقاقاتُها وشقيقاتُها: (الشَّتاتُ، الاغترابُ، الدِّياسبورا، الضَّياعُ، الحنينُ.. إلخ) حاضرةً بقوَّةٍ في الدِّيوانِ ككُلٍّ. وكما أسلفْنا فإنَّ الشَّاعرَ مسكونٌ بهذا الرُّوحِ ملتبسِ المصيرِ.. والذي قد اكتسبَهُ مِن خلالِ معايشةٍ حيَّةٍ وذاكرةٍ وحدوسٍ ومشاعرَ سبقيَّةٍ.. أو ما يُسمَّى – لدى النُّقَّادِ - (الضَّميرُ الجَمعيُّ للمبدعِ).

مُختَتَم:
في ديوانهِ الأوَّلِ بالغِ الجدِّيَّةِ (الهواءُ ثُلثا زجاجتي.. ونديميَ البحرُ)؛ يعلنُ حنَّا حيمو عن شِعريَّةٍ نابضةٍ، وتلقائيَّةٍ سائلةٍ، ونصٍّ وعدُهُ الخصوبةُ. ثمَّةَ تاريخٌ شخصيٌّ أيضًا، وصراعُ ذاكرةٍ، وراحلونَ، وحاضرونَ سيرحلونَ، وباقونَ حتَّى النِّهايةِ.. هؤلاءِ كلُّهم مثَّلوا شهادةَ الشَّاعرِ على نفسهِ المحمومةِ بضروبِ القلقِ؛ وهل الشِّعرُ إلاَّ قلقُنا النَّافرُ؛ كورمٍ في الرُّوحِ.. كورمٍ جَميل!

 

 

حنَّا حيمو: شاعرٌ سوريٌّ | السُّويد - ستوكهولم

نُشرت المقالة في صحيفة "العالَم" العراقيَّة
عدد 5 | آب | 2012

 

 

 

سعد الياسري
آب | 2012
الكويت
الموقع الشّخصيّ




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !