أوباما يهنئ المسلمين بشهر رمضان
ولكن عن أية عــــــــــــــدالة يتحدّث؟
محسن الندوي
بداية نرد على التهنئة بالشكر ، حيث هنّأ الرئيس الأميركي باراك أوباما المسلمين في أميركا والعالم بحلول شهر رمضان، معتبراً أن هذه المناسبة تذكر بدور الإسلام في دفع العدالة والتقدم والتسامح قدماً.
وأضاف في بيان نشره البيت الأبيض "أود أن أقدم أفضل التمنيات للمسلمين في أميركا والعالم.. ورمضان كريم".
وقال أيضا "اليوم، أود أن أعبر عن خالص تمنياتي إلى مليار ونصف مليار مسلم في العالم، وعائلاتكم وأصدقائكم، في بداية شهر رمضان".
وأردف بأن رمضان "هو وقت يفكر فيه المسلمون في مختلف أنحاء العالم بالحكمة والإرشاد الذي يأتي مع الإيمان، ومسؤولية البشر تجاه بعضهم البعض وتجاه الله".
وشدد أوباما على ضرورة "أن نتذكر جميعاً أنه يتوجب أن يبدأ العالم الذي نرغب ببنائه من قلوبنا ومن مجتمعاتنا", وقال إن رمضان "يذكرنا بالمبادئ التي نتشاركها، وبدور الإسلام في نشر العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل البشر".
ولكن ..
مادام اوباما يتحدث عن العدالة، فليكن صدره رحبا وليستمع منا ..
أين هي العدالة في الانحياز الامريكي الكامل لشعب يهودي اتى من مختلف الاوطان في العالم وأراد بالقوة أن ينتزع ارضا ليس من حقه؟ أليس من العدالة ان يعود الشعب اليهودي من حيث أتى ؟ وترك الفلسطينيين يعيشون في أرضهم كاملة دون زيادة او نقضان ؟
أين العدالة في استيطان شعب يهودي في أرض شعب عربي بالقوة؟
أين العدالة في احتلال بلد العراق بكل قوة واستبداد وغطرسة من امريكا وحلفائها وتدمير تاريخ وحضارة العراق العريقة التي تعود الى مئات بل الاف السنين .
أين العدالة في احتلال افغانستان وقتل المدنيين يوميا بدون اي سبب قانوني او اخلاقي، ذنبهم سوى انهم اختاروا بكل حرية ان يعيشوا وفق نمط عيش مختلف عن نمط عيش امريكا والغرب.
أين العدالة في فرض عقوبات على بلد مسلم وهو إيران بخصوص إمكانية امتلاكه للسلاح النووي وبالمقابل الصمت على امتلاك اسرائيل للعشرات من الرؤوس النووية؟
أين العدالة في الصمت عن حرب الاعلانات اليوم بعدة جهات بأمريكا تحرّض على كراهية الاسلام والمسلمين ، فقد أوردت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن جماعة تطلق على نفسها اسم "أوقفوا أسلمة أمريكا" بدأت بإلصاق إعلانات دعائية في حافلات نقل الركاب العامة في المدن الكبرى الامريكية تحث فيها المسلمين على الردة عن دينهم.
اين العدالة في الدعوة اليوم من داخل امريكا الى حرق القرآن الكريم ، فقد حثّ راعي كنيسة "مركز اليمامة للتواصل العالمي" القس تيري جونز -أحد أكثر المناهضين للإسلام في الولايات المتحدة ومؤلف كتاب "الإسلام من الشيطان"- أتباعه على مواجهة الفكر الإسلامي أو ما اعتبره "شرّ الإسلام"، فضلًا عن أنه يرى أن القرآن يقود الناس إلى الجحيم، ما يعني وجوب وضعه في مكانه داخل النار.
وأعلن قساوسة إنجيليون أنهم سوف يحرقون القرآن موجهين دعواتهم للآخرين كي يحذوا حذوهم، وأسسوا لهذا الغرض صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت شعار "اليوم العالمي لحرق القرآن".
هل هذه هي العدالة التي يتحدث عنها اوباما ؟
وهل من العدالة ان تكونوا أنتم دائما في القمة تتزعمون العالم والمسلمون في الحضيض؟
التعليقات (0)