سادتى الشهداء
المجد للموتى وللشعب الحي في ضميره ودمه المباح
الحرية للصحفي الذي اختار المقص ليقول كلاما عن الفارق البسيط بين أمس قريب وغد بعيد
...
بلغني أن الثورة الشعبية تحولت بقدرة الشعب إلى لحظة تاريخية فارقة في مسيرة البناء لتونس الخضراء وقامت لوحدها بتأسيس تجربة تونسية نحو التعايش الديمقراطي وتفعيل المبادرات السياسية والاجتماعية وتطوير العملية الاقتصادية
لأجل النهوض بالشعب والتوزيع العادل للثروات بين الجهات وغيرها من الوقائع...
بلغني لأني مشارك في رصد ملامح الثورة الشعبية ونجاحاتها التاريخية المحددة لمسار الشعب التونسي ولمختلف ركائز المجتمع نحو التنمية والعدالة والشفافية في طرح المواضيع الحارقة. كما أن تفعيل الثورة يبدأ أساسا من التعاطي بذكاء وفطنة مع الراهن وذلك باقتراح بعض النقاط التي أراها ممكنة وهي:
العمل على إقصاء رموز النظام السابق نهائيا من الحياة السياسية والمدنية إلى حين تنتهي البلاد من ترميم جراحاتها
دعوة الحكومة إلى تغيير أسلوب تعاطيها مع الراهن التونسي وتمكينها من أبواب للخروج من أزمتها التواصلية مع الشعب
دعوة أعضاء الحكومة الى الإلتزام بمبدأ المشاركة الشعبية عبر اللجان وعبر المكونات الأصلية للمجتمع المدني في تصريف شؤون البلاد
دعوة أعضاء الحكومة إلى التريث وعدم المغالاة في الظهور الإعلامي حتى لا تحصل القطيعة بين المسؤول الحكومي وبين الشعب
دعوة أعضاء الحكومة وممثلي المؤسسات الوطنية تبني خطاب اتصالي عقلاني بعيدا عن التشنج الحزبي والمزايدات السياسية حتى لا تسقط الثورة في جيوبهم وأفكارهم ويبقى الشعب منعزلا عنهم.
القطع النهائي عن ممارسة النشاط الحزبي في صلب الوزارة والمؤسسات الوطنية والمنشآت العمومية
إن الخصوصية السياسة للمرحلة الوقتية للحكومة تقتضي العمل على تلبية المطالب الشعبية في حدود الإمكان وعدم التسرع في اتخاذ خطوات عكسية ضد عقارب الساعة الثورية بمعنى أن تتبنى الحكومة المطالب الشعبية الحينية والمؤجلة إلى حين
ان الاهتمام الشعبي بمسار الدولة وبكوناتها يقتضي العمل والسير على خطى الحداثة بعيدا عن التهميش العلني للشباب وتشريك الفئات المكونة للمجتمع وأن تكون الحكومة العين الساهرة فعلا -دون الحاجة الى شرب المنبهات- على تنفيذ المخططات الشعبية وبرامجها لإصلاح ما يتوجب إصلاحه
تكليف الهيئات الوطنية بمهمة الرقابة الميدانية للمنجز السياسي والإقتصادي ومدى حضوره على أرض ااواقع
إن الثورة الشعبية الماركة الوحيدة التي صنعت في تونس لحما ودما وحرية وهي نتاج تراكمات تاريخية واسقاطات النظام السابق بكل تعلاته وهي اي الثورة تشكل في ذاتها ركيزة معرفية للقطع الجذري مع المسكوت عنه والانطلاق عاليا وبعيدا بتونس الخضراء إلى مسار الديمقراطية.
شعبنا البهي يحتاج إلى الكرامة السياسية والمدنية وذلك بتأسيس قنوات حوار وتواصل شفافة بعدية عن المزايدات الحزبية الضيقة وشعبنا لن يفرط في أية حبة من العنقود الثوري لأنه صنع بدمه وماله وبقوة الشباب مستقبل الثورات العربية والدولية... إنها أن شئنا وصفها بالقطيعة المعرفية -كما قال عنها قاستون باشلار يوماما-..
تعيش البلاد على الصدمة التاريخية من بعض رموز الحكومة والمرتدين من النظام السابق الذين سقطوا في اول امتحان شعبي لقدراتهم السياسية والمدنية وخرجوا بحماية الجيش الشعبي- سنفرد له تحية في عدد قادم- وتلاشت قناعتهم حتى في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة
وسأعلنها من اليوم أننا بصحبة الثوار منضبطين مع إيقاع الحكومة المؤقتة وساعين إلى تفكيك رمانة الديمقراطية المحلية ولكن بعيون مفتوحة وبقلوب خاشعة للموتى وللشهداء الذين رددوا يوما ما : نموت نموت ويحيا الوطن
التعليقات (0)