عن التفاعلية الرقمية: مشتاق عباس يساهم في الثورة العلمية :
لقد أحدثت الثورة المعلوماتية ثورة كبيرة وعظيمة فاقت قيمتها الثورة الزراعية والصناعية، وأصبحت وسيلة ميسرة لتبادل المعلومات والأفكار والثقافات. ولهذه الثورة تأثير كبير على الحياة الأدبية والفنية اليوم بحيث دخل المبدع العربي عموما إليها بإنتاجاته المتنوعة والمختلفة من شعر وقصة ورواية ونقد وموسيقى ونثر وفير....، وبالتالي فمساهمة المبدع العربي في هذه الثورة وهذا التحول الفكري والثقافي عند إنسان اليوم كانت قادرة على جعل الثقافة العربية عموما من الثقافات واللغات الرائجة في هذا العالم الافتراضي، بل أعطى لثقافتنا العربية القيمة التي كانت بدأت تفقدها سياسيا واقتصاديا.
لقد أصبحت الإنترنيت اليوم منبرا حرا للتعبير والرأي والتفاعل الثقافي والبحث والتنقيب عن الأفكار والآراء المختلفة، واليوم نشاهد تأثير المبدع والمثقف العربي مساهما في هذه التفاعلية – الرقمية من خلال إصداره للعديد من الإصدارات والمجموعات الأدبية المختلفة، ونذكر منها على سبيل المثال المجموعة الشعرية العربية الأولى في العالم العربي (تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق) للشاعر المبدع الدكتور مشتاق عباس معن الذي استطاع أن يبدع في إخراجها وتصديرها. هذا العمل العطيم الذي يعتبر الأول من نوعه في عالمنا العربي يمكننا أن نفتخر به وأن نجعله عنوانا لمساهمتنا كمبدعين وأدباء ومثقفين عرب في هذه الثورة العظيمة التي استطاعت أن تغير وجه العالم ثقافيا وسياسيا وفكريا.
إن كل إبداع يمنح العروبة وجودا وتأثيرا في الآخرين يجعلنا نفتخر به ونؤمن بقدرته على الفعل والتفاعل وإظهار حقيقة صورتنا الحضارية والإنسانية التي يريد البعض زجها في معترك الديني والفكري والثقافي بوجهه السلبي لا الايجابي. ولذلك فإعجابنا بمجموعة الدكتور مشتاق عباس معن إعجاب له ما يبرره وله ما يجعله تاجا على رؤوسنا لأنه ساهم ويساهم في رقي ثقافتنا وتقدمها.
هذا العمل الذي أقدم عليه الدكتور مشتاق كان عملا رائعا وجميلا أعجبت به ايما إعجاب وأنا أمر به وأقرأه قراءة متأنية جعلتني أباركه وأبارك هذه القدرة الإبداعية الكبيرة على إنتاج وإصدار مثل هذا المنتوج الكبير والراقي.
إن التفاعلية – الرقمية التي أصبحت اليوم من بين الثورات التكنولوجية والعلمية المتميزة في عالم اليوم استطاعت أن تخلق تفاعلا ثقافيا وفكريا وأدبيا راقيا وجميلا ومبدعا. هذه الثورة التي خلقت تبادلا فكريا وأدبيا جعل من أدباء العرب يتعرفون على بعضهم ويطلعون على إنتاجات بعضهم البعض، وتمكنت من خلق علاقات متبادلة فيما بينهم وتتأثر بكل جديد في عالم الإبداع الفكري والأدبي في عالمنا العربي. ولا ننسى قدرتها على إيجاد موطئ قدم في الثقافة العالمية والتعريف بالإنتاج الفكري والأدبي في العالم عموما.
ما يمكننا أن نقوله في هذا الموضوع هو أن هذه الثورة المعلوماتية القيمة والتي خلقت تبادلا فكريا وأدبيا عالميا بحكم وجود بعض المبدعين العرب في كل مناطق العالم اليوم وتمكنت من ترويج الثقافة العربية في العالم كله وترجمة إبداعات عالمية إلى اللغة العربية وإبداعات عربية إلى لغات عالمية أخرى، استطاعت أن تكون ثورة رقمية وعلمية تفوقت على نظيرتها من الثورات العلمية والفكرية والاقتصادية في تاريخ البشرية....
عزيز العرباوي
كاتب
التعليقات (0)