عن الأطفال في غزة
شعر ناصر ثابت
(1)
سأكتبُ مرة أخرى
عن الأطفال في غزة
عن الشهداءِ
عن دنيا، وعن إيمان، عن أحمد
هم الأطفالُ والشهداءْ
تموتُ عيونهم وقلوبهم تنبضْ
تموتُ شفاههم ودموعهم كالنهرِ فوقَ الأرضْ
وغزةُ كالعروس اليومَ تلبسُ ثوبها الأبيض
وغزةُ دائماً يشتدُ فيها القصفْ
وغزةُ دائماً وحش الخرابِ يدكها دكا
وغزة يزرعُ المحتلُ في أرجائها الشوكا
ولكن عند طلة يومها التالي
يفيقُ البحرُ والأزهارُ والأطفالْ
كأن القصفَ ما كانا
وأن الموتَ ما كانا
(2)
وغزةُ دائماً يشتدُّ فيها القصفْ
ولكن حين يولدُ يومُها التالي
نرى الأطفال فيها يخرجون إلى مدارسهم
كأن القصفَ ما كانا
وأن الموتَ ما كانا
وعند الحصة الآولى
يعدُّون الدفاترَ
والشطائرَ
والوجوهَ
ويعرفون بأنها نقصتْ
وأن هناكَ وجهاً غائباً في الصفْ
مكاناً شاغراً في المقعد الأولْ
لطفلٍ ماتَ تحت القصفْ
وأصبحَ زهرةً في جنةِ الشهداءْ
وأصبحْ فكرة ستظلُّ طولَ العمر ترهقنا
وتسألنا
لماذا يُقتلُ الأطفال في غزة؟
لماذا يُحرقُ الأطفال بالفسفور والنبالمْ؟
(3)
وإن قلنا... اقتلوا الأطفالَ في غزة
أناء الليلْ
فهل تحتاجُ إسرائيلُ طائرةً تدكُّ قلوبهم دكاً؟
(4)
وإن قلنا
خذوا الأوطان واحتلوا شواطئها
ولكن يا وحوشَ الليل
يا جبناءُ
يا أبناءَ إسرائيلْ
خذوها واتركوا الأطفال
نياما في أسرتهم
فهم في الصبح قد يتوجهون الى مدارسهم
وكم هو مؤلمٌ أن يعرفوا في الحصة الآولى
بأن هناكَ وجهاً غائباً في الصفْ
مكاناً شاغراً في المقعد الأولْ
لطفلٍ ماتَ تحت القصفْ
(4)
لماذا يُقتل في الأطفالُ في غزة؟
لماذا يُقتل الأطفالُ في العالمْ؟
لماذا تعجنون عيونَهم وقلوبهم وشفاههم عجناً
مع الأنقاضْ
لماذا في الظلامِ تبعثرونَ دفاتر الأطفال؟
وعمَّ تفتشون وطائراتُ الموتِ تحملكم الى غزة
وهل يرثُ الحقيقةَ من يدكًّ مدارسَ الأطفال؟
(5)
وغزة أرضنا
وسماؤنا
وحياتنا الآولى
وغزة أبنة التاريخِ
تصمدُ تحت هذا القصفِ أجيالاً
ولا تركعْ
ولكن أيها القتلة
لماذا تقصفون أسرَّة الرُّضَّعْ؟
(6)
وغزةُ دائماً تلدُ الصباحَ المشرقَ الهادي
وتحلم بالنهار الحالمِ العادي
ولكن أيها القتلة
ولكن أيها الجبناءُ
أنتم من يَصبُّ الموتَ والبارودَ والفسفور
على أحيائها ليلا
ويزرعُ رملها ناراً
ويحرقُ أرضَها وسماءَها بالحقدِ والنابالم
ويغتالُ البراءَةََ
والسلامَ
ويقهرُ الأطفالْ
ولكن أيها الجبناءُ
يا أبناء إسرائيلْ
خذوا درساً من الشعبِ الأبيِّ الحرِّ في غزة
خذوا درساً من الأبطالْ
ومن أطفالنا الرضَّعْ
سنصمدُ ثم ندحركمْ، ولن نركعْ
14 تشرين ثانٍ 2012
كاليفورنيا
التعليقات (0)