رفع بعض إخواني في الجزائر شعار [التغيير] منذ تسعينات القرن الماضي . لكنهم ما غيروا شيئاً . لأنهم ما حددوا هدفا لذلك التغيير. وحالهم في ذلك كحال مناطق عديدة من العالم . ومن الشارع الإسلامي تحديدا . فهؤلاء وغيرهم إنساقوا خلف تيارات مناهضة للحريات مع أنها تدّعي العكس . وإلا لما طالبت بترسيم الحدود المكانية بين الآخر - فقط - لأنه يختلف عنها. هو حر أليس كذلك ؟ . طبعا هوحر في عدم إتفاقه معها . لكن لايمنع ذلك أن يعيشوا في مكان واحد مادام يسع الجميع . ويشعرون فيه بالأمان . وبالإنتماء رغم الإختلاف .
وإذا بحثنا بعين المنطق في دعاويهم . نجدها قائمة على أسس هشة . فوضوية . وليست في المسار السوي للتغيير . لأن هذا الأخير هو : محاولة لنقلة إيجابية نحو مستويات أرقى . وما حدث في مناطق القبائل بالجزائر. ومايحدث في دارفور بالسودان. وكذا بمناطق الحوثيين باليمن . وفي مناطق أخرى متفرقة لمعاقل طالبان باكستان وأفغانستان . دليل واضح على خلل في تطبيق معادلة التغيير تلك . لأنها جميعا نماذج لحركات هدمت . ولازالت تهدم أكثر مما (تلوك) بألسنتها شعارات البناء (المستقبلي) والتشييد . واستنزفت من طاقات أوطانها مايكفي لقطع أشواط فعلية في التنمية الوطنية المشتركة.
أي مستقبل يراه هؤلاء بمحاولاتهم إستحداث دويلات في مناطق هم يحطمون بُناها التحتية ؟ . أي مستقبل يطمح إليه هؤلاء إذا كانت دولهم الحالية قائمة منذ قرون لكنها لاتزال تتخبط في تخلفها وبما أوتيت من موارد وإمكانات ؟ .
الأسئلة كثيرة ومُحيّرة . لكن الأمر الأكيد أن التغييرهوأكثر من مجرد شعارات (زائفة) لـ : 01-الهوية : لأن الهوية لاتعني بالضرورة إقامة كيانات مستقلة لأجل حفظها . 02-التاريخ : لأن التاريخ لايحتاج إلى حيزا لاحتواء مجرياته وتخليده في نطاقه.03-المعتقد : لأن المعتقد لايحتاج إلى (رهبنة) وانكماش على الذات والإبتعاد عن الآخر أو نبذه.
ــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)