مواضيع اليوم

عن أي إسلام يتحدثون؟!

سلمان عبدالأعلى

2012-01-02 13:05:22

0

عن أي إسلام يتحدثون؟!

بقلم: سلمان عبدالأعلى

إن من يتابع المشهد الإسلامي المعاصر يلاحظ كثرة السجالات التي تدور حول الإسلام، فالكثير من العلماء والدعاة والمفكرون و... ذوو الطبعة أو النزعة الإسلامية يعتقدون بأن سبب مشاكلنا الراهنة يكمن في البعد عن الدين الإسلامي، ولهذا نراهم كثيراً ما يؤكدون بأن الحل الأمثل لهذه المشاكل هو في اللجوء إلى الإسلام وبسط حكمه وهيمنته على أرض الواقع.

ولكن ثمة تساؤل هام عادة ما يتجاهله الكثير من هؤلاء وهو: عن أي إسلام يتحدثون؟! فالإسلام المعاصر أصبح ذو ألوان ونكهات متعددة، وهؤلاء يتحدثون عن الإسلام دون أن يحددوا لنا ملامحه الواضحة، فهل يقصدون يا ترى إسلام طالبان وتنظيم القاعدة؟ أم إسلام الجمهورية الإسلامية في إيران؟ أم إسلام المملكة العربية السعودية ؟ أم ماذا ؟ وماذا ؟!!

فكل هذه النماذج المقدمة تدعي التزامها بالإسلام وتنفيذها لأوامره وتوجيهاته، مع أنها كما يبدو مختلفة ومتناقضة مع بعضها إلى حد ليس بالبسيط، ومع ذلك يوجد لكل منها أنصار ومعاونون متحمسون !

إن مشكلة هؤلاء أنهم يتحدثون بشكل هلامي غير محدد وبخيالية أفلاطونية مفرطة، فهم يطالبون بالإسلام دون أن يحددوا لنا مواصفاته التي من الممكن أن يتم الاتفاق عليها من قبل الجميع، وإذا اعترض عليهم أحدهم مذكراً إياهم بأخطاء المسلمين الذين ارتكبوها -حتى وهم يدعون تنفيذ أوامر الإسلام وتوجيهاته- أجابوه بعبارتهم التقليدية الشهيرة: ((إن الإسلام غير المسلمين فلا تحملوا الإسلام أخطاء اقترفتها أيدي المسلمين)).

وهذا صحيح، غير أنه أيضاً يكاد يكون قاعدة عامة لكل التيارات الدينية وغير الدينية، فالمسيحية غير المسيحيين وكذلك اليهودية، والعلمانية أيضاً غير العلمانيين، والليبرالية غير الليبراليين، والماركسية غير الماركسيين وهكذا. لذا نحتاج لبحث المسألة بصورة أفضل ولا نكتفي فقط بهذا التبرير، لأنه يمكن اعتماده أيضاً من قبل كل التيارات الأخرى، سواءً كانت دينية أو غير دينية.

ومن المؤسف حقاً أن يتم استنزاف الجهود في التفكير وفي الحديث عن كيفية جعل الإسلام مفروضاً ومسيطراً على المجتمع، بينما لم تُولى الأهمية الكافية لبحث كيفية جعله مرغوباً ومطلوباً، فبدلاً من التفكير في كيفية جعله مرغوباً ومطلوباً من الناس، نفكر في كيفية جعله مفروضاً ومسيطراً عليهم (بالقوة)، وهذا بالطبع غير صحيح، لأن الفرض من عادته أن يفضي للرفض، وما الفائدة المرجوة يا ترى إذا كان الإسلام مفروضاً على الأرض بينما هو مرفوضاً من النفوس؟!


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !