مواضيع اليوم

عن أيّة ريادة يتحدّث المصريون؟

علي مغازي

2009-11-24 18:16:24

0

 

عن أيّة ريادة يتحدّث المصريون؟

الريادة المصرية

بقلم: إبراهيم قرصاص
الثلاثاء, 24 نوفمبر 2009 11:50

 

أسئلة الألم العربي تتفاقم يوما بعد يوم، بفعل تراكمات الذهنية العربية التسويفية، المتباكية على مشجب الوحدة والمصير المشترك، دون القدرة على امتلاك الشجاعة في مواجهة الواقع المتقلّب، بفعل مواقف مخزية. حتى كأن النخبة العربية الحاكمة والمتحاكمة، لم تتعلّم من دروس التاريخ إلا ّ الخوف على الوحدة العربية المغشوشة، بفعل التعتيم على الحقائق الصارخة، على صعيد الشارع العربي أو على صعيد الرأي العام العالمي، ومن ذلك العيوب المبدئية الخطيرة، التي يظهر عليها في كل ّ مرّة النظام المصري ومن ورائه النخب المصرية الموهومة بنظرية الريادة والزعامة الكاذبة، على صفحات تاريخ، ملطّخ بالعيوب والإعاقات الكارثية.

 

والأعجب من ذلك، النفسية المتهالكة بحب ّ هذا النظام المصري المتراجع، عن كل مبادئ وقيم التحرّر العربي، منذ فضيحة كامب ديفيد، إلى اليوم، بل زادها التعفين في رغبة السيطرة على الحكم، هاجسا تستعمل فيه كل أوراق الكراهية ضد ّ من يكون عكس طريق الاستيلاء على السلطة، سواء داخل مصر أو خارجها، ولو كان بلدا عربيا آخر، مثلما افتضح ذلك في الحرب الإعلامية والسياسية القذرة للنظام الحاكم في مصر ضدّ الجزائر، على خلفية مقابلة في كرة القدم، لأن رهان النظام المصري على تكميم أفواه 80 مليون مصري بلعبة التأهل إلى بطولة كأس العالم، هو الذي سيجلب صمت الشارع المصري الغارق في مواجهة الفقر والفساد الأخلاقي والدّيني، حتى يتمكّن ابن الرئيس حسني مبارك من الجلوس على كرسي والده، الذي اغتصبه من المصريين الغلابى، بقوة البوليس والانصياع إلى الأوامر الإسرائيلية، مقابل خلوده وفنائه هو وعائلته على عرش مصر، ضمانا لمصالح إسرائيل في لعبتها داخل منطقة الشرق الأوسط.

 

لقد نجح حسني مبارك في تأليب النخب المصرية وعامة الشعب المصري، عن طريق تهجينه، حتى أصبح مقتدرا على كراهية العرب التي لا تنخرط معه في مؤامرته على قضية العرب الأولى، القدس الشريف، بل استطاع أن يعمّق مفهوم الولاء للدولة، على حساب الانتماء الحضاري للإسلام وعلى حساب القومية العربية، بمزيد من الحرص على أداء دوره، مكان إسرائيل، في التكلّم باسم العرب حول قضاياهم.

إنها معضلة قاتلة بالفعل، إذا تمت موازنتها، بعيدا عن عاطفة الدهماء من أشباه المثقفين وأشباه السياسيين العرب، الطامحين إلى التموقع داخل مناصب هذا النظام، بل إن ّ خطورة الإدعاء بأن ّ مصر هي رائدة العرب والوصية عليهم في التفاوض المباشر وغير المباشر، حول مصائرهم، يدعّم نظرية "الإقتتال الذاتي" التي سادت داخل فلسطين، على حساب محاربة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، كما هو الشأن في معظم الأنظمة العربية، غير المدركة لدور العمالة المصرية، تنفيذا لأجندة إسرائيلية، تمتلك صلابة التحكّم في رقاب المصريين، من خلال الاقتصاد والثقافة، حتى أن ّ بناء كبريات المنشآت المصرية هي من الخزينة الأميركية، مقابل ما قدّمت مصر من خدمات للولايات المتحدة وإسرائيل، من مثل التدخل العسكري المصري في الحرب الأهلية بين الإخوة في اليمن ودعم الأميركيين في حربهم على الأشقاء في العراق، ناهيك عن مساندتها التشاديين في حربهم على الشقيقة ليبيا، والأمثلة الممجوجة عن مصر كثيرة، جعلت العرب يتحاشونها، لأسباب لابد أن يأتي وقت دراستها وتمحيصها، حتى تفتضح زغرودة الريادة المصرية الطاعنة في طعن العرب في الظهر وفي الوجه، أمام الملأ الأعظم من العالم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات