مواضيع اليوم

عن أوجه الشبه بين المجلس الوطني السوري وسلطة الأسد

خلف علي الخلف

2012-02-13 05:16:52

0

عجزت.. دودة:

كثيرة هي الأشياء التي ورثها الولدُ عن أبيه، ومن هذه الأشياء «البعض». وعندما كنت صغيراً وأسمع خطابات والده، كنت أريد أن أعرف هؤلاء «البعض». وعلى أثر أحد خطاباته صدف أن كان عندنا قريب بعثي [وكنت أعتقد حينها أن كل بعثي مطلع] فسألته عن «البعض» الذين ذكرهم في خطابه. قال لي حينها أنه يقصد الملك حسين. فاستقر في ذهني أنه كلما ذكر «البعض» أبدلها بـ «الملك حسين» كي أفهم «الأمور» وأسرار السياسة!.
في الخطاب التالي كلما وضعت «الملك حسين» مكان «البعض» يزداد الأمر تعقيداً فما علاقة الملك حسين بـ «البعض» الفاسدين في الإدارة المحلية!؟ 
صار شغلي الشاغل معرفة من هم «البعض» فصرت أركز على الجمل التي تذكرهم وأدونها على ورقة كي أحزر من هم... وبعد تحليل طفولي معمق وجدت أنهم ليسوا أشخاص أو جهة أو دولة محددة فهم يتبدولون من أشرار مرة إلى متآمرين إلى ناس على نياتهم ولا يعرفون «الأمور»، إلى ناس مخلصين يقدمون اقتراحات مفيدة للبلد، إلى إرهابيين... 
التحليلات الكمية التي صدرت حول خطاب «الأبله» لم تحص كم مرة استخدم «البعض».. وياريت حدا يحزر من يقصد في كل مرة استخدمها؟ 


السوريون يعلمون:
ليس لدي شك بأن العالم لم يكن يتمنى الثورة السورية؛ الأسباب عديدة ومتناقضة ومعلومة للسوريين على الأقل.
وليس لدي شك أن العالم كله وضمنا الدول العربية صمتت لوقت طويل متوقعة ومتمنية أن يسحق النظام هذه الثورة. 
وليس لدي شك بأن كثيرا من الدول الفاعلة في العالم اقترحت وما زالت تقترح تسويات تبقي هذا النظام. بل أوعزت له بسحق الاحتجاجات كي يقبل الجميع بالتسوية التي تبقيه.
وليس لدي شك بأن أطراف تحسب على المعارضة زودت «الدبلوماسية» العربية والعالمية بمعلومات مضللة عن قدرة النظام على سحق الثورة.
لكن ليس لدي شك أبداً أن السوريين الشجعان؛ الذين يتابعهم العالم كأسطور حية تبث على الهواء مباشرة؛ هم الذين أفشلوا كل هذه التآمرات والخطط والتسويات المقترحة.
وليس لدي شك أبداً بأنهم سيثبتون للعالم أن العصابات الحاكمة تطير مهما كانت الأوراق التي لديها ومهما بلغ وزنها العربي والاقليمي والدولي.


أوجه الشبه بين المجلس الوطني «يمثلني» وسلطة الأسد الحاكمة في دمشق:
1- سلطة الأسد الحاكمة في دمشق تسيطر عليها المخابرات ذراع عائلة الأسد وهناك أشخاص آخرين كمالة عدد. بينما يسيطر على المجلس تيارين رئيسيين هما الإسلاميون بقيادة البيانوني [لامنصب رسمي له في «الجماعة»] وإعلان دمشق بقيادة فعلية لرياض الترك [لامنصب رسمي له في الاعلان].. وهناك جهات أخرى وأعضاء آخرين كمالة عدد.
2- في سلطة الأسد يمكن لك إذا كان معك «أموال» أن تحصل على نفوذ، وفي المجلس كذلك حصل أشخاص عديدون على نفوذ لأنهم ضخوا أموال. [مطلوبة ولازمة للمجلس بكل تأكيد.]
3- في سلطة الأسد لا يعين الأشخاص وفقا للكفاءة بل وفقاً للمحسوبيات والجهات التي تقف خلفهم والتزلف... وفي المجلس عين الكثير من الاعضاء وفقا لهذه المعايير.
4- في سلطة الأسد يختارون الأشخاص الذين لايمكن أن يقولوا: لا. وفي المجلس كان أحد المعايير الأساسية لاختيار «المستقلين» هو أن «لا يعمل مشاكل: حرفياً» وتعني أنه لايعارض القوى المسيطرة على المجلس.
5- في سلطة الأسد يضعون طبيباً رئيس لجنة مشتريات في مؤسسة الاتصالات [مثالا] وفي المجلس الوطني وضع أشخاص في المكتب الاعلامي [مثالاً] لايفرقون بين الحديث الاعلامي وبين خطبة الجمعة.
6- في سلطة الأسد رفضوا الشراكة مع أيّ كان وتعاملوا مع سوريا كمزرعة. وفي المجلس الوطني سائرون في درب احتكار سلطة المعارضة والسلطة المؤقتة القادمة بنفس العناد.
7- في سلطة الأسد هناك رثاثة في الأداء السياسي وهناك دائما مؤامرات ودسائس وحفر من تحت لتحت ولا يوجد قرش شفافية. وفي المجلس الوطني تجد هذا الأمر نهجاً مكرساً ولو كنت زرقاء اليمامة لن تستشف نهجاً واضحا في آليات عمله.
مع ذلك ما زال المجلس الوطني يمثلني لأنه لابديل له من وجهة نظري حتى الان. لكن عليه أن يعرف أن صبرنا قد نفذ وعليه أن يعرف أن العين السورية قاومت مخرز الأسد وجيشه ومخابراته وزبانيته وعليه أن يدرك هذا ويتعض منه.

هوايات:
أوصلوا سلامي للعقيد رياض الاسعد قائد جيشنا الحر وقولوا له على لساني: الله يعطيك العافية انت والجيش الحر ويقويكم.. لكن إذا كنت كل يوم تصرح لثلاث جرايد ووكالتي أنباء وثلاث مواقع الكترونية وفضائيتين ومحطتي راديو.. فياريت تتفرغ لهذا الأمر وتعين قائداً للجيش الحر بدلا عنك.. وحينها يمكنك فتح حساب على الفيس بوك لكي «ندردش» معك قليلاً نحن الذين قلبنا مع الجيش الحر ونفهم «شو في مافي»... لاتزعل من الصراحة.. مافي أحلى من الصراحة.

أسامينا:
بعض الشباب المؤيدين للثورة ممن تعاملت معهم كانوا يحملون اسماء مستعارة. لاحقاً و بعد قرارهم كشف شخصياتهم وأسماءهم الحقيقية؛ بدت اسماؤهم الجديدة غريبة عني، بقيت أناديهم بأسمائهم القديمة المستعارة فهي التي أعرفها وأحبها.

مناقصة:
إلى شباب التنسيقيات والمتظاهرين في عموم سوريا مطلوب رفع عشرين لافتة الجمعة القادمة تمتدح «هيئة التنسيق» بسعر لا يتجاوز 200 دولار للافتة الواحدة. ترسل الطلبات الى مكتب الناشط الحقوقي البحريني هيثم مناع.

معجزات:
السوريون كل يوم يثبتون معجزة. هاهم يثبتون أن الشمس تلد. وأنهم أبناؤها. أبناء الضوء، والحرية..

تريد اذكرك إذا ناسي:
هل أوقف الأمير بندر صرف الرواتب؟ فلم تعد تأت سيرته على قناة الدنيا وأخواتها؟

انتصارات بعثية:
الرفاق البعثيين مشهورين بتعويض عجزهم الواقعي فيما يخص مقارعة الاعداء تحديدا، بالخطابة واعتبار «الكلام» معادلا ومساويا بل متقدما على الفعل. وكان تطلع معهم «نهفات» يصلح تسجيلها نهفات خالدة. من هذه النهفات الخالدة ما قاله «يلعن روحك» في خطاب له في الثمانينات: «سنجعل الجولان وسط سوريا وليس على حدودها».
كان ينظرإلى الحاضرين بكل جدية وثقة، دون أن ترمش عينه. صفق الحاضرون بقوة كما لو أن الجولان أصبحت فعلا وسط سوريا.


ذاكرة المجزرة:
لم يكتب الكثير عن مجزرة حماة (1982)... وأعتقد أنه ما زال الكثير في ذاكرة الحمويين ليروى. وهذه الحكاية التي رواها لي شخص منذ فترة طويلة ما زالت تسكن ذاكرتي:
جاء عناصر المخابرات وجنود القوات الخاصة إلى بيت عمي، سألوه: هنا بيت فلان الفلاني؟ فقال لهم: نعم.
- خذ جثة ابنك فلان استلمها...
نظر عمي إلى وجه ابنه القتيل، ظل متماسكاً، رفع رأسه الى قائد المجموعة:
- هذا ليس ابني، ابني في السعودية!. أكد لقائد المجموعة بشواهد عديدة أنه ليس ابنه.
حين ذهبوا أخبر عمي زوجته أن ابنها قد مات وانهم أتوا بجثمانه الآن ولم يستلمه.! بدأ عمي وزوجته بالبكاء وبدأت تلومه وهي تندب ابنها.
قال عمي لها ولنا لاحقا: 
- الله يرحمها مات. لو استلمت جثمانه لقتلوا اخوته الاربعة. الحي أبقى من الميت.
الآن ونحن نشاهد كيف يخاطر شباب لاحد لشجاعتهم بحياتهم لسحب جثمان شهيد، وكيف سقط شهداء وهم يحاولون سحب شهداء. وكيف تخطف عصابات الأسد جثث الشهداء. وكيف تخرج الجموع في تشييع الشهداء وهم يعرفون أنهم قد يسقطون شهداء أثناء التشييع... 
ونحن نشاهد كل هذا نعلم أن الزمن تغير. نعلم أن سوريا في 2011 - 2012 ليست سوريا 1982. هذا ما لايريد أن تعرفه عصابة الأسد وستتجرعه كالسم.

حارس الأمنيات:
في عام 2000 كنا نسهر رأس السنة في ايبلا في حلب ووصل الحديث إلى الأمنيات في العام الجديد؛ فوصل إليّ االسؤال:
- ماهي أمنيتك في العام الجديد؟. وقد كان جو الأمنيات ساخرا في الغالب. 
فقلت: أن يموت حافظ أسد. وبعد أن ساد الوجوم للحظات على وجوه الجميع، أضفت: إذا لم يمت هذه السنة سأموت أنا عنه. ومات حافظ أسد في تلك السنة.
أمنيتي في السنة الجديدة أن تموت عائلة الأسد.. وليختر لها ملك الموت الطريقة التي تستحقها.
تمنوا فالأمنيات لها جنود توصلها لمن هو قادر على تحقيقها.

علمانية آخر موديل:
كلما أيقن الطائفيون المتسترون بالعلمنة أن هذا النظام ساقط لامحالة ازداد سعارهم.. لذلك أنا أشفق عليهم.

قتلانا:
لابد بداية من التأكيد على أن أي قتيل في سوريا هو [قتيلنا]؛ حتى من أولئك الشبيحة الذين جندهم النظام وفق سيناريو طويل ومعروف للجميع وقتلوا أو ساهموا بقتل الناس؛ وبالتالي هم أيضا ضحايا هذا النظام.
لكن من الواضح أن «الولولة» و«النحيب» و«سرادق» العزاء تقام عند نظام الأسد وأعوانه ومؤيديه العلنيين والمستترين فقط عندما يقتل شخصاً من الشبيحة أو حتى بريء موالي في ظروف جميعها غامضة وينسب قتله للمحتجين. [إذ لا أحد يستطيع التحقق بطريقة مستقلةمن الواقعة التي يرويها النظام وأعوانه].
أقيمت المناحة على نضال جنود، حتى حسبنا أنه لم يقتل غيره. والذي تواردت أنباء كثيرة عن أنه كان شبيحاً في بانياس وساهم في القتل المباشر للمحتجين.
وتقام مناحة الآن ضد عمار بالوش الذي قتل زملاء له، مارسوا كل أنواع العنف ضده وضد زملاء آخرين وسلموا عشرات الطلبة للأمن واختفوا في أقبيته؛ حتى أنك تحسب أنه لم يقتل أحد في سوريا بعد جنّود غير الذين قتلهم عمار بالوش.
نعم إدانة القتل واجبة؛ لكن قبل إدانة البالوش على كل من يريد ذلك أن يدين بطريقة منفردة وبالاسم قتل 6000 آلاف قتيل، ولنترك عشرات الآلاف من المعتقلين حتى يتبين مقتلهم.
عندما لايوجد قانون، وعندما يدان الضحية، وعندما تصبح السلطة أداة للقتل والشبيحة أداة بيدها. وعندما لايبق أمام الناس غير الله يلجأوا له من الطبيعي أن يلجأ شخص إلى سلاحه لأخذ حقه بيده.

يرحلون:
رحل إبراهيم أصلان وبقي مالك الحزين.
ذلك «الطائر» الذي «"أبدعه» سيظل أبداً يذكر به
وستظل روحه ترفرف مع «عصافير النيل» إلى أبد القراءة.

تابعوني على تويتر والفيسبوك:
http://www.facebook.com/khalaf.a
http://twitter.com/alkhalaf




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات