عمل أنتوني ليك كأحد المستشارين الرئيسيين في العلاقات الخارجية خلال الحملة الانتخابية للرئيس باراك أوباما، وكان دائمًا ما يتبادل معه الرسائل الإلكترونية على نحو منتظم، لكن الوضع الآن تغير. فبما أن أوباما قد أصبح الآن رئيس الولايات المتحدة فلم يعد ليك يملك عنوان البريد الإلكتروني الخاص بأوباما.
وعندما سئل عما إذا كان يعرف عنوان البريد الإلكتروني الجديد للرئيس قال: «كلا، أنا لا أملكه».
إلى جانب ليك فإن كلا من نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب أو ستيني هويار زعيم الأغلبية لا يعلمان البريد الإلكتروني للرئيس، لكنهم لا يستخدمون البريد الإلكتروني بتلك الكثرة على أية حال. وكذلك فإن ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، والمغرم باستخدام جهاز بلاكبيري، وعدد كبير من الوزراء في الحكومة بمن فيهم وزير الدفاع، روبرت غيتس، لا يعرفون البريد الإلكتروني لأوباما.
يقتصر العالمون بالعنوان البريد الإلكتروني للرئيس على نائبه جوزيف بايدن وكذلك كبير موظفي البيت الأبيض وكبار مستشاريه وبعض أصدقائه القدامى في شيكاغو.
وربما يكون البريد الإلكتروني بحوزة السيناتور الديمقراطي عن ولاية إلينوي، ريتشارد ديربن، لكنه لا يرغب في الإفصاح عن ذلك. وقال المتحدث باسمه جو شوميكر عندما سئل عن السبب: «لن نناقش تلك المسألة، فالأمر واضح تمامًا».
وقد كان أوباما موضع الأنظار الأسبوع الماضي عندما كان يحاول تجربة جهاز بلاكبيري الجديد - أو جهاز أكثر تطورًا - ويقول المساعدون إنه يستخدم حاسوبًا في المكتبة المجاورة من المكتب البيضاوي، لكنه وافق على تحديد عدد الأفراد الذين يتبادل معهم البريد الإلكتروني. وفي هذه العملية ابتكر إجراءً جديداً لواشنطن للحكم على من يمكنه التواصل مع الرئيس.
ستكون تلك هي المرة الأولى التي يستخدم فيها البريد الإلكتروني للرئيس من مكتب القائد الأعلى. وتقول جويل بي جونسون، كبيرة مستشاري البيت الأبيض في عهد إدارة كلينتون: «هذه هي نسخة القرن الحادي والعشرين من طريقة التواصل الخاصة التي يستطيع من خلالها أشخاص معينون التواصل مع الرئيس، ففي عهد فرانكلين روزفلت كان هاري هوبكنز وهارول إيكس، ومن ثم ستكون هناك قلة منتقاة مشابهة في البيت الأبيض».
من جهة أخرى، تحدثت بعض المصادر المطلعة، عن تلك القلة القليلة التي تحتفظ بالبريد الإلكتروني لأوباما، بالقول إنها تضم رام إيمانويل كبير موظفي البيت الأبيض، وديفيد أكسيلورد وفاليري جاريت، وكلاهما من كبار المستشارين، وروبرت غيبس السكرتير الصحفي، لكن أعضاء الوزارة مثل كين سالازار وزير الداخلية قال إنه لا يملكه، أما هيلاري كلينتون والتي تستخدم بلاكبيري بصفة مستمرة، فقال المتحدث باسمها إنه لا يعلم ما إذا كانت تعرفه أم لا.
أما روبرت غيتس فيقول جيوف موريل السكرتير الصحفي للبنتاغون إنه لا يستعمل البريد الإلكتروني في عمله، إلى جانب ذلك فهو يرى الرئيس بما يكفي لدرجة تجعله في غير حاجة إلى التواصل معه عبر البريد الإلكتروني، وقال: «إذا كنت وزير الزراعة أو الداخلية أو شيء من هذا القبيل فربما يكون مفيدًا، فالتعامل المباشر لن يشكل أهمية بالنسبة له». كان أوباما قد سخر من الطبيعة الحصرية لقائمة بريده الإلكتروني في عشاء نادي ألفالفا السنوي في واشنطن ليلة السبت فتساءل «يا لها من حصرية، فالكل ينظر إلى الشخص الجالس علي يسارك، والآن انظروا إلى الشخص الجالس على يمينك لا أحد منكم يعلم البريد الإلكتروني الخاص بي».
ليس الحصر أمرًا من قبيل حماية وقت الرئيس الثمين أو حتى حمايته من الرسائل الإلكترونية غير الضرورية، فأوباما يعرف كيف لا يرسل معلومات عن حسابه البنكي إلى رجال الأعمال النيجيريين الدوليين الذين يملأون صندوق الرسائل الإلكترونية الواردة. لكن أفراد الحماية الشخصية يخشون من أن يكون انتشار عنوانه البريدي قد يجعله عرضة للقراصنة أو أسوأ من ذلك مهاجمي الشبكات من روسيا أو الصين على سبيل المثال.
وقال الأشخاص المطلعون على الاحتياطات الأمنية الخاصة بالرئيس إنه للحد من هذه الخطورة قام خبراء التكنولوجيا التابعون للحكومة بمنع إرسال أي رسالة من الرئيس أو إرسال مرفقات له، وأن من المتوقع تغيير البريد الإلكتروني بصورة منتظمة أيضاً، وأن أصدقاء الرئيس والفريق المعاون له يعلمون بشأن إجراءات الأمن هذه.
لذا فإن البريد الإلكتروني القادم للرئيس أوباما من أصدقائه يكون موضع تدقيق شديد، وتكشف الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية التي بعث بها الرئيس لأكثر من أربعين من كبار مساعديه وأقاربه وأصدقائه وزملائه السياسيين عن مدى ضيق تلك الدائرة التي تعرف ذلك العنوان.
والتحدي بالنسبة لهؤلاء الذين يتميزون بحصولهم على البريد الإلكتروني هو الوقت الذي يمكنهم استخدامه فيه، وما هو الإتيكيت في إرسال رسالة إلى الرئيس؟ فالعديد من الأصدقاء والمساعدين قالوا إنهم سيضغطون على زر «الرد» وليس زر «الرسائل الجديدة»، أو بعبارة أخرى لن يرسلوا حتى يتلقوا منه هو أولا.
ويقول ألكسي جيانويولياس بوزارة الخزانة في إلينوي وصديق أوباما «لن أزعجه بأمر جاد أو غير جاد، فأنا أعرف أنه إذا أراد التحدث إليّ على النطاق الاجتماعي يستطيع أن يجدني بكل سهولة، ولذا فإن أصدقاءه بحاجة إلى تغيير في العقلية، فهو لم يعد باراك أوباما. إنه مؤسسة». واشنطن: بيتر بيكر «نيويورك تايمز»
التعليقات (0)