بسم الله الرحمن الرحيم
منذ اسبوع وانا احاول الكتابة عن الشأن السوري وكلما وصلت الفكرة الى درجة التعبير تتغير الوقائع على الارض التي تجعل الفكرة تحتاج الى اعادة الكتابة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث( بي حلفت لاتيحن لهم فتنة تدع فيها الحليم حيرانا )
المهم هو ان هناك حقيقة واضحة وهي ان المبادئ والمفاهيم تضيع في دهاليز السياسة وغالبا ما تتجلى في الصراع على الدين لاستغلاله واستخدامه لمارب السياسة وتسخيره في احكام السيطرة على الشعوب ومقدراتها سواء في التعبير عن ذلك ياسم الارهاب او القاعدة او استخدام الفتاوى الدينية لتسخير الشعوب واخضاعها لارادة الحاكم.
والاهم من ذلك كله هو التغييرفي واجهة اللافتة المرفوعة من قبل الشعوب من مبادئ الحرية الانسانية الفطرية التي عبر عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.لتتحول هذه اللافتة الى احكام السيطرة على الامة باسم محاربة الارهاب ومحاربة الطائفية وكان كلمة الحرية تعني رفع شعار الطائفية وهذه هو عين الخلط بين المصطلحات.
ولعل الخبط العشواء لمنايا الثورة, ميزت بين الحكومات العربية واسباب اندثارها وفنائها الى درجة السفاهة والحماقة في التعبير عن هذه الاسباب الواهية التي تقزز النفس والتي تجعل الانسان ينفر منها حتى تصل الى درجة احتقار الكذابين على انفسهم والذين احاطت بهم خطيئتهم الى درجة ان الشيطان بدأ يستجير من كذبهم وظلمهم لانفسهم قبل ظلم الاخرين.
فمثلا ايران التي تدافع عن البحرين باسم الحرية لا تجد في سورية اية حق لمطالب الشعب السوري واتهامه بالطائفية وان النظام العلوي في سورية هو قمة العدل في تلبية مطالب الشعوب,واما سورية فبينما تجد في مصر الثورة الحقيقية لاسقاط كمب ديفيد تجد في ليبيا صورة للاستعمار الصليبي والهجوم على مقدرات الشعوب, كما ان الادهى والأمر هو حال حماس الذين يدافعون عن نظام سورية يفتحون جبهة غزة ضد اسرائيل لكي يعطوا النظام السوري الفرصة في التكلم عن المؤامرة التي تستهدف مقاومة سورية لاسرائيل والمقاومة منها براء وكانهم هم ليسوا الذين قتلوا الفلسطينيون في تل الزعتر في لبنان.
والحقيقة هي ان الاوراق الحقيقية هي في يد من يملك القوة على الارض وهي الشعوب التي قهرت الخوف وتعرف ماتريد وتريد ان تعيش حرة ولم تعد تبالي العواقب لان دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة,
وفي النهاية ان النظام السوري الذي كعادته يظن ان اللعب بالاوراق يمكن ان ينقذه من سقوطه المحتم وهو لايعرف ان هذه الاوراق عليه وليست له, فوقوعه في مركز منطقة لو فقد السيطرة عليها واقتربت من الفوضى ستكون السبب في رحيل النظام لافي بقائه ,كما حدث في مصر فالقوى العظمى لاتتحمل اية فوضى في هذه المنطقة والتي لم يعد في قوة النظام السوري المحافظة على استمرارها وستختار الدول الكبرى النظام الجديد بسرعة كما في مصر قبل لن تفقد الاوراق من يدها ولتضمن استمرار الاستقرار الهش الذي كان النظام السوري يلعب في اوراقه لضمان استمراره في الحكم, ولعل تركيا اول من تخاف من انهيار الاستقرار في حدودها الجنوبية والتي تتمثل في الاكراد والعلويون .اما العراق فانتشار الفتنة الطائفية اليه هو اكثر ما تخشاه الدول الكبرى , وهذا ما يفسر استخدام النظام لورقة الطائفية والتلويح بها لتخويف الغرب من عدم الاستقرار في المنطقة التي قد يجر المنطقة الى حروب طائفية وخاصة في الهلال الشيعي الذي تحاول ايران تأسيسه من لبنان الى العراق والخليج واليمن.
ان النظام يجهل ان هذه الورقة هي الورقة الوحيدة التي لن يسمح له الغرب باستخدامها. والتي يعلم النظام نفسه انها ورقة ساقطة لسببين
الاول :هو ان المناطق في سورية وجوارها معزولة طائفيا فاتحاد مناطق السنة في سورية والعراق والاردن سيشكل عائقا كبيرا في وجه الهلال الشيعي. كما ان الوعي الموجود لدى هذه المنطقة اذا انضمت اليها الفئات الكردية سيحول دون تدهور المنطقة الى الحرب الطائفية التي ستقف عند حدود السنة في العراق والموصل والذي يتمثل في حدود الدولة الاموية سابقا.
ثانيا:ان الطوائف التي يراهن النظام عليها هي اول من ترفض التعامل مع هذا النظام لانه لايمثلها ويستغلها لمصالحه ويطلب منها ان تدفع الثمن لبقائه في السلطة.
اما اسرائيل فمن المعلوم انها اكثر من تخاف من انهيار الاستقرار الذي لم يعد النظام السوري المحافظة عليه.والذي كان المسؤول عن الكونترول على الورقة الفلسطينية.كما ان على النظام السوري ان يعلم ان الغرب لن ينسى له مواقفه السابقة الى جانب ايران وتدخله السافر في لبنان.
واخيرا على النظام السوري ان يعلم ان عدم رؤية ضوء الشمس بوضع يده على عينه لايعني غياب ضوء الشمس وان الشمس ستشرق لامحالة وصدق الله العظيم (يريدون ليطقئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).
التعليقات (0)