مواضيع اليوم

عنكبوتيات

كمال البهجوري

2013-03-28 20:05:31

0

عنكبوتيات

بقلم: حسين أحمد سليم

أيا عنكباً طاووساً, لا شبيه لهُ بين العناكبِ الطّواويسِ في العنفوان والكبرياءْ... يتماهى سموّا ورفعةً, يعرجُ واثق النّفسِ, متبختراً في رحابِ السّماءْ... يتطلّعُ أملاً مُحقّقاً بالمحاكاةِ, لريادة الفراديس الإلهيّة الموشّاة باللينوفار المقدّسْ بالبهاءْ...
أيا عنكباً لمْ ولنْ ولا يُشبه عالمهُ الواقعي, عالم الغشّ والنّفاقِ واللفّ والدّورانِ والرّياء... وُلِدَ كيداً عنفوانيّا من رحم عنفوان الكيدِ الأعظمْ, وأتى داهيةً تاريخيّةً, قُدَّ تشكيلا من قلب سياسة خفايا الدّهاءْ...
أيا عنكباً من نوع آخرْ... مارس الكيدَ فلسفةً أخرى, يُحاكي فنون الذّكاءَ في لعبة الذّكاءْ... لهُ حنتِ التّانغرامِ الذّكيّةُ هامتها طوعاً وكرهاً, ووهبَتهُ خماسيّتها التّكوينيّةُ للأذكياءْ, تتشكّلُ فنوناً أخرى في فلسفة لعبةَ القادةِ النُّبلاءْ...
أيا عنكباً تمرّس في أساليب السّياسة الحقيقيّة الوضحاءْ... ساسَ حِنكةً عنكبوتيّةً عتيقةً, ما لمْ ولنْ ولا يُسَسْ على السّواءْ, قدْ تعلّمَ من عنكبوتةٍ قدريّةٍ, عجنتها الأيّام وخبزتها التّجاربُ والأنواءْ...
أيا عنكبوتاً خبيراً وجهبوذاً لا مثيل له بين العناكب الأقوياءْ... تعلّمَ من حياته أسرار الدّبلوماسيّة في فنون تشكيلِ البناء... وكيفَ تُقامُ صروح العلاقات بفنون التّواصل, وكيف تُشادُ مرتكزةً على أسس رِفعةِ الآداب, للعلا بالعِزّةِ والعنفوانِ والإباءْ... وكرمِ عاليَ المناقب, وعظيم قويمِ الأخلاق, ومساراتِ سبلِ الإرتقاءْ...
أيا عنكباً مُتمكّناً وقويّاً وحاذقاً وفطنَ الإنتباه وخارق الذّكاءْ... لمْ ولنْ ولا تقوى عنكبوتاً حرفيّةً في الصّنع, أو فنّانةً تشكيليّةً تقليديّةً في الأداءْ... لمْ ولنْ ولا تقوى على الإيقاع به في حبائلها وخيوطها الحريريّة لبيوتها الواهية البناءْ, ولمْ ولنْ ولا تقوى إغوائه وإغرائه, مهما أوتيتْ من فنون الكيد وتشكيلات الإغواء ومظاهرّ الإغراءْ...
يا عنكبوتاً فنّانةً تشكيليّةً, مريضةً بالوسواسِ القهريِّ, ومغرورةً على فراغ وخواءْ... تشمخينَ برأسكِ الأجوفِ عالياً, وأنفكِ الأفطسُ, وما تشمخُ إلاّ الأنوفُ الجرباءُ والهامات الجوفاءْ... يُوسوِسُ لكِ شيطانكِ الذي يُضاجعكِ فعلَ زنىً بكلِّ القهر والبلاءْ... ويُزيّنُ لكِ متاهات الشّرور ويُجمِّلَ لكِ مسارات أفعال الإعتداءْ... 
يا عنكبوتاً تتنافخ كفنّانةً تشكيليّةً مُتسرّعةً جامحةً ورعناءْ, مغرورةً في نفسها الأمّارة بما في النّفس قدْ ساءْ... أتظنّين أنّك تظفرين بتحقيق أضغاث أحلامٍ تُراودكِ عهراً  وتكيدين بالنّفاقِ والرّياءْ؟!...
  مهلاً يا عنكبوتاً تتداهى جهلا فوق جهلٍ لتنعم جهلاءْ... تستحمرً النّاس في كيدها وتكيد كيداءْ... وما تستحمرين إلاّ ذاتكِ يا أتاناً جرباءْ... ما أغباكِ تجهلين لعبةَ الألوان في خفايا فلسفة الحرباءْ... 
تبّا لك من عنكبوتٍ لمْ ولنْ ولا تعي فنون الدّهاءِ بالدّهاءْ... يتراءى لكِ أنّ فنون الدّهاءَ بألاعيب فنون الإغواءْ؟!... وتكيدين زاعمةً تحقيق الحلمَ بالرّجاءْ؟!... قدْ وسوس قهراً لكِ  شيطانها بالإغراءْ... فحيثُ نسجتِ خيوطكِ الحريريّة البيضاءْ... وأقمتِ بيتكِ الواهي للفناءْ... قدْ هويتِ وسقطتِ ذهلى بلواكِ في أتون البلاءْ...
يا عنكبوتاً إنتهازيّة إستغلاليّةً عرجاءْ... تُنادين عنكباً ينصركِ, قد حاق بكِ أخبث الدّاءْ... قد تشرنقتِ في دوائركِ حركات فعل غباءْ... لمْ تعدْ تنفعُ خيوط حريركِ البيضاءْ... ولمْ ولنْولا يستجبْ موج أثيركِ بالنّداءْ... قدْ إستدار عنكبُ الحبِّ المخلصُ بالوفاءْ... وعادَ من حيث إليكِ أتى وجاءْ... قدْ ساحقتِ نفسكِ بغيا بالبغاءْ... تُبّا لكِ من عنكبوتٍ موبوءةٍ يأكلكِ الوباءْ... فدواء الدّاء ليس كما تحلمينَ بداء الدّواءْ...
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !