العنصريه .. التعصب .. التباهي .. التنابذ
يشعر الكثير من العرب المقيمين في الدول الغربيه بغصه في الحلق نتيجه للكثير من الممارسات "العنصريه" والتي يعانوا منها في هذه الدول الغربيه نتيجه ملامحهم الشرق أوسطيه أو لون بشرتهم الذي يتراوح بين كل درجات السمره أو حتي أحيانا ملبسهم العربي أو الاسلامي ويمتد هذا الأمر الي الزائرين لمدد مؤقته أو حتي للسياحه في هذه الدول فأقل شيئ يمكن أن يعانوا منه هو "النظره الدونيه" لكل ما هو شرق أوسطي أو عربي أو مسلم
وهذه الممارسات مرفوضه تماما علي كل المستويات والأصعده حتي أن الصحافه العربيه تتصيد هذه الممارسات وتلقي الضوء عليها لتكوين رأي عام عربي مضاد ورافض لكل هذه الممارسات العنصريه
ولكن بقراءه هادئه وعاقله لواقعنا نحن كأمه عربيه الا توجد لدينا عنصريه أو تعصب أو تباهي أو تنابذ ليس تجاه الغرب وانما تجاه ابناء جلدتنا؟؟؟؟؟؟
الحقيقه هي أننا مبدعون في هذا الأمر ..فنحن وجدنا في القرأن والأحاديث النبويه ما يثبت أننا "خير أمه أخرجت للناس" وتباهينا في كل أحاديثنا وخطبنا بأننا خير أمه أخرجت للناس وتناسينا تماما أن لذلك شروط وضعها الخالق سبحانه وتعالي ...وهذا التباهي الأممي "كأمه" بين الأمم الأخري
ثم بعد ذلك انسلخ البعض من هذه الأمه تباهيا بأنهم من طبقه الأشراف أي من السلاله النبويه الشريفه بين باقي أفراد الأمه التي لاتملك هذا النسب
ثم تدرج الأمر الي مستوي الدول والجنسيات فهذا سعودي وذاك يمني .. وهذا مصري وذاك سوداني .. وهكذا تدرج الأمر في الأمه العربيه ككل الي دول هذه الأمه الي أفراد دولها العربيه .. فهذا مواطن وذاك وافد .. وهذا يحمل الجنسيه وذاك بدون .. هذا خادم وذاك سيد .. هذا بدوي وذاك حضري .. هذا فلاح وذاك ابن مدينه .. هذا جاهل وذاك متعلم .. هذا تعليم عالي وذاك تعليم متوسط .. هذا أبيض البشره وذاك أسود الوجه
هذا يحمل دكتوراه وذاك مجرد يحمل شهاده جامعيه .. هذا ضابط وذاك مواطن هذا يعمل موظف حكومي وذاك موظف قطاع خاص .. هذا طبيب وذاك مدرس . هذا لديه نفوذ واتصالات وذاك لايعرف أي مسؤل .. هذا يمتلك بنايه وذاك يسكن بالايجار .. هذا يمتلك أطيان زراعيه وذاك معدم .. هذا يمتلك سياره وذاك لايمتلك سياره .. هذا سيارته حديثه وذاك سيارته موديل قديم .. هذه امرأه ولود وتلك امرأه عاقر .. هذه شعرها ناعم وتلك شعرها مجعد .. هذا ابن فلان وذاك ابن علان .. هذه زوجه فلان وتلك زوجه علان هذه تلد اناث وتلك تلد ذكور "طبقا لمفهومهن" .. هذا يدرس في كذا وذاك يدرس في كيت .. كل شيئ وأي شيئ .. ولم نترك شيئ الا ونتباهي أو نتنابز به بين بعضنا البعض ...منتهي العنصريه والطبقيه والتعصب والتنابذ والتباهي .. بين الدول العربيه وبعضها .. وبين المدن والقري .. وبين الباديه والحضر .. وبين الأسر وبعضها.. وبين الجيران وجيرانهم .. بل وبكل أسف يظهر كل هذا جليا واضحا حتي بين أفراد الأسره والواحده .. وبين الأخ وأخيه والأخت وأختها
دعونا لانضحك علي أنفسنا كعادتنا وننكر ونتبرأ من كل ذلك .. وحتي لانغوص أكثر وأكثر في مستنقعات العنصريه والطبقيه والتعصب والتباهي والتنابذ .. وتري أعيننا أكثر وأكثر سوءات الأخرين ونقبحها ونستهجنها .. ولا نري في أنفسنا سوي الكمال والذي هو "لله" وحده … ولكن كما أن لدينا أعين تري سوءات الأخرين .. الأخرون أيضا لديهم أعين تري وتفحص سوءاتنا أكثر بكثير من أعيننا ولكن من المستحيل أن نري أنفسنا بعيونهم .. والعالم اليوم أصبح بلا حدود ولا تفصل بين بلدانه مسافات أو حدود وانما عيون وعسس وأكثرها اليكتروني يري ويسمع ويحلل دبيب النمله بينما نحن نلوي أعناقنا تيه وفخرا بما نملك وماحصلنا عليه وما تحقق لنا علي أهلنا وذوينا فقط أقرب المقربين الينا.. وننظر لسوءات الغرب وعنصريته تجاهنا .. وليس لعنصريتنا لأبناء جلدتنا لأشقائنا في الدين والدم واللغه والوطن لأننا لا ولن نري أخطائنا .. لأننا لا نعرف كلمه اسمها "حساب النفس" لانمتلك مرأه داخليه نري من خلالها سوءاتنا بل نعرف كيف ننصب المشانق للاخرين فقط ولهذا نحن نفتقد أهم عناصر الرقي والتقدم ثم نتباكي علي أحوال الأمه وما ألت اليه من ضعف وهوان ونسينا أن الله "لن يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" ما "بالأنفس" وليس ما بالملبس أو المظهر أو ..أو .. الي أخره
التعليقات (0)