عند البعض لحم البشر حلال
لحوم العلماء دون غيرهم مسمومة هذه عبارة تُنسب لإبن عساكر الدمشقي الذي لو كان يعلم الغيب ما قالها ، فالكل بات يتستر ويلوح بها إذا تعرض للنقد البناء ويستخدمها السيئون لتمرير آرائهم المدمرة فالمجتمعات تهرب من التسمم خصوصاً إذا كان المصدر جسد شخص ملتحي حفظ أشياء وغابت عنه أشياء ، في أقسام الدراسات الإسلامية بالجامعات السعودية الكثير والكثير من المصائب والأهوال فهناك تفسيرات وآراء فقهية قديمة تُجيز للمُضطر أكل لحم الزاني وشارب الخمر والمُحارب ، فكتاب المغني وفتاوى الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء السعودية وفتاوى مشيخة الأزهر مليئة بنصوص فقهية لفقهاء قدامى أجازت أكل لحوم البشر وهذه كارثة فقهية تتنافى مع مباديء حقوق الإنسان ، قد يقول قائل إن تلك الآراء أجازت الأكل في نِطاقِ ضيق وحصرته بالضرورة والضرورة عند الفقهاء في هذه المسألة تعني البقاء على قيد الحياة ، قولُ صحيح لكن أليس الآدمي مخلوق مُكرم بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه وفكره وسلوكه أليس هو خليفة الله في أرضه ، أليس مثل تلك الآراء القديمة والمتداولة قد تكون سبباً في حدوث كوارث بعدما يستغلها المتطرفون أمثال داعش وجماعات الإسلام السياسي الذين لا يتورعون عن إرتكاب الجرائم الدموية وقد حدث إن قامت داعش بأكل لحوم البشر أحياءً وأمواتا فالحي من النساء ممن وقعن بقبضة داعش تحولن لأجساد ممُتعه لعناصر التنظيم وخليفته المزعومة وهذا أقبح أنواع الأكل ، المسألة ليست مسألة ضرورة بل مسألة فكرة خرجت للعلن وما تزال موجوده فكرة بشعه لا تمت للدين الإسلامي ولا للإنسانية بأي صله ، وجود مثل تلك الآراء بالمناهج الدينية يشكل خطراً على المجتمعات وعلى النشء الذي يتلقى العلوم ويتيه إذا لم يجد المعلم الأمين على النقل والتفسير المنطقي والعقلاني لمثل تلك المسائل ، نحن ومنذ زمنِ نحاول أن نُصافح الأخرين بيدِ تحمل غصن زيتون وزهرة إقحوان لكن هناك كمية هائلة من الآراء التي تحول دون بلوغ غايتنا النبيلة ، يحتم علينا الواجب الأخلاقي والديني تصحيح مثل تلك الآراء ووضعها تحت مجهر النقد فالإنسان لم يُخلق فريسة للبعض فأكله ميتاً ليس بجائز وإن قال بالجواز فلان من الناس قدس الله العلم والعقل عما قال .
التعليقات (0)