كتبت ريم الصالح في مجلة أيلاف متسائلتاً .
" لم يتظاهر السعوديون في الجمعة الموعودة ولم تكن الرياض هي قطعة الدومينو التي لحقت بالقاهرة وتونس وطرابلس كما توقع - أوربما تمنى – البعض ، فما هو الاختلاف ؟ ، هل وضع الإنسان السعودي مثاليا ؟ ، ألا توجد لدى المواطن السعودي مطالب ؟ " .
وبعد أن أعترفت بأن أهلنا في الجزيرة العربية هم بشر "لهم تطلعات ومطالب ، ولديهم ما يزعجهم " ، كما جاء في مقالها ، ألا انها وبعد جهد جهيد ، حاولت أقناعنا بان يوم الغضب السعودي قد فشل لأن ، " للإنسان السعودي طبيعة هادئة ، بعيدة عن الزعيق والثورية " .
كما زعمت الكاتبة ، أن شعب الجزيرة لم يثور لأن ، " طبيعة الحكم في السعودية ، ملكي وراثي ، لم يكذب على شعبه ، ولم يدع الديموقراطية ، ولا تداول السلطة ، وتعامل مع شعبه بوضوح بعكس الأنظمة العربية الأخرى التي تهاوت خلال الأشهرالقليلة الماضية والتي تشترك جميعا في الكذب على شعبها " .
وكذلك أدعت الكاتبة أن ، " المواطن السعودي يعرف أنه لو قلد تلك الدول فسيخسر الكثيرومطالبه في المشاركة السياسية أو خلق فرص العمل أو تطويرالقضاء ليست دافعا كافيا ليضحي بما هو أهم كالاستقرار والأمن " .
وكتب محمد آل الشيخ في جريدة الجزيرة عن يوم الغضب السعودي .
" غير أن ما فاجأني فعلاً ، وفاجأ كثير من المراقبين خارج المملكة أيضاً، هذا الفشل الذريع بكل ما تحمله الكلمة من معنى لدعاة التظاهر؛ فلم يخرج غير مجموعة من (الطائفيين) في المنطقة الشرقية، الذين لا قيمة لهم ، فضلاً عن أن عددهم بالكثير لا يتجاوز 30 فرداً " .
وكتب تركي عبدالله السديري في صحيفة الرياض .
ونحن ننتظر الحادي عشر من مارس ، كنا نتساءل عن مدى وعي مواطننا لتلك الحقائق ، هو المتواجد في طليعة النمو العربي ، والمرصود فعلاً لمستقبله القريب ما سيرفعه إلى دول المقدمة العالمية...
أذا فشعبنا في الجزيرة العربية ، هو شعب لا هم له ألا بطنه وفرجه بحسب ريم الصالح ، وتركي السديري ، ومحمد الشيخ ، فالدولة هي في طليعة النمو العربي حالياً ، وأنها ستصل الى المقدمة العالمية سريعاً ، وأن المواطن هناك يعيش في امن وأستقرار ، يضمن له الحصول على الأكل الوفير ، والسيارات الفارهة ، والبيت والزواج .
أما المطالبه " في المشاركة السياسية ، أو خلق فرص العمل ، أو تطويرالقضاء " ، وهي من ضمن الديموقراطية وحقوق الأنسان ، واللتي باتت مطالب أساسية لأي شعب نصف متحضر ، (ولا أقول متحضر )، يشعر بعزته وكرامته ، فهي ليست دافعا كافيا للمواطن في نجد والحجاز ليضحي بما هو أهم .
والأهم بالنسبة لكتاب السلاطين هؤلاء ، هو أن يكون المواطن مدجناً ، لايجعجع ولايثور ، كالمواطنين ، البحرينيين ، والعمانيين ، والمصريين ، والليبيين ، والتوانسة ، والعراقيين ، واليمنيين ، والجزائريين ، والأيرانيين ، والأكراد ، فهذه شعوب شعارات ، تتباكى على الديموقراطية ، وعلى القضاء العادل ، وحقوق المرأة في التعليم ، والعمل ، وقيادة السيارة ، والسفر ، وعلى منع الأجهزة الأمنية والسلطات التنفيذية من الأعتداء على الدستور وعلى حقوق المواطن ، وغيرها وغيرها من الحقوق اللتي لايحتاج اليها المواطن السعودي اللذي يعيش في أمن ، يضمن له الأكل والدواء والجنس فقط لاغير .
أما الآلاف اللتي خرجت في الأسابيع السابقة في جدة والرياض والأحساء ، واللتي قمعت بشدة لاتختلف كثيراً عن شدة مبارك والقذافي ، فأن هؤلاء ، وبحسب كتاب السلاطين ، هم ليسوا من الشعب ، ولا ينتمون الى شعب السعودية ، بل أنهم شعوبيون ، روافض ، لا قيمة لهم .
لانعرف ماذا نقول عن هذه النماذج من كتاب السلاطين ، اللذين لايتورعون عن الحط من قدر شعوبهم خدمة لأولياء نعمتهم ، فحتى كلمات الأشمئزاز الى حد القرف من هؤلاء اللذين باعوا أقلامهم الى الأنظمة ، لاتكفي للتعبير عن مدى الأنحطاط الأخلاقي لمثل هكذا أناس من المفترض انهم كتاب وصحفيون تقع على عاتقهم مسؤلية كشف مواطن الخلل في المجتمع والنظام أينما كان .
لم يكتب هؤلاء عن اسباب تأخر وصول السعودية الى المقدمة العالمية قبل عشرين أو ثلاثين عاماً ، وهي اللتي تمتلك كل تلك المؤهلات اللتي عددوها في مقالاتهم .
لم يقولوا أن التركيبة القبلية الوهابية اللتي أتخذت من السيف ، والسيف وحده ، شرعيتاً للنظام ، هي اللتي عطلت نصف االمجتمع بأعتباره عورة لايجوز الكشف عنها ، وعطلت ربعاً من النصف الباقي ، بأعتباره رافضياً ، لا قيمة له .
بل أن الكاتبة المرتزقة ريم الصالح جعلت من أقتداء النظام السعودي الوهابي بالأنظمة الأموية والعباسية اللتي أقامت ملكها بذات الطريقة قبل مئات السنين ، دون أي مراعاة للتأريخ والتطور الأنساني والحضاري ، منقبة ، ويالها من منقبة .
النظام السعودي ، كما كتبت ريم الصالح ، أقر منذ البدأ بلاديموقراطيته ، " ونحن نشهد بذلك" ، وأنه لم يكذب حينما أعتمد مبدأ السيف ، ودين وعاظ السلاطين الجديد ، في تداول السلطة ، دونا عن الديموقراطية والشورى ،" ونحن نشهد بذلك أيضاً " ، ألا اننا نجل شعبنا في الجزيرة العربية عن الصورة اللتي يحاول كتاب السلاطين هؤلاء ان يظهرونه عليها ، شعب أعرابي ، متخلف عن الحضارة الأنسانية ، لا يؤمن بالديموقراطية والحرية وبحقوق الأنسان ، ولا يشتكي فساد الأمراء ، ولا ضرب المطاوعة له بالعصي والخيزران ، ونحن نعرف بم يصف القرآن ، الأعراب .
أن يهين الكاتب نفسه ويرتزق من كتاباته في مدح الطواغيت فهذا شأنه ، أما ما ليس من شأنه هو أن يهين شعبه والشعوب الأخرى ، ويكفي هذه النماذج من الكتاب خزياً ما يسطرونه على صفحات جرائدهم ومجلاتهم ومواقعهم كل يوم .
التعليقات (0)