عندما ينفذ صبر المجتمع الدولي .

عندما ينفذ صبر المجتمع الدولي
قد تكون هذه المرة الاولى التي يتفق بها رؤوساء امريكا وروسيا والصين وهم قادة القوى التي تتحكم اليوم في كثير من السياسات الاقتصادية والعسكرية في العالم تجاه البرنامج النووي الايراني حيث اتفقوا وبسابقة نادرة على ان صبر المجتمع الدولي حيال مماطلة ايران في مايخص برنامجها النووي قد نفذ وان الطابع الدبلماسي لتعامل المجتمع الدولي مع هذا الملف قد اوشك على التغير الى خيارات اخرى اقلها فرض عقوبات قاسية على النظام الايراني تصيبه بالشلل الاقتصادي والسياسي والعسكري واشدها الخيار العسكري الذي يبدوا ان روسيا حليف ايران والطرف الذي اخر اي تعامل قوي مع ايران لحد الان من قبل المجتمع الدولي قد بداء يغير قناعاته بشان نوايا ايران النووية العسكرية مما يجعله يغير سياساته حيال ايران لاول مرة منذ سنوات مما يجعل ايران ولاول في وضع حرج لاتحسد عليه .

قد يكون تغير الموقف الروسي من ايران ناتج عن تصريحات ايرانية تحاول تشويه صورة روسيا امام حلفائها الخارجيين والراي العام الدولي واسواق السلاح بترويجها لاخبار واشاعات تقول ان روسيا اخلت باتفاق بينها وبين ايران لبيع صواريخ اس 300 , ان ما يحير هو هذا الموقف الايراني من روسيا مع علم ايران ان روسيا لديها اوراق كثيرة للضغط عليها واجبارها على تغيير سياستها في كثير من الملفات وعلى راسها الملف النووي فروسيا هي الممول الرئيسي لكل مفاعلات ايران النووية وهي قادرة على ايقاف البرنامج النووي الايراني بمجرد ايقافها تصدير اجزائه الى ايران ,قد تكون ايران تتبع هذا الاسلوب كضغط ابتزازي على روسيا لتسليمها تلك الصواريخ لكن يبدو ان النتيجة كانت عكسية فالدب الروسي صاحب التاريخ السياسي والعسكري الكبير لايمكن له ان يقبل بابتزاز من هذا النوع . السؤال هو هل هذا الامر ناتج عن غباء العنجهية الفارسية ام هل الملالي استلموا رسالة من المهدي لكي يتخذوا هذا الموقف من روسيا خاصة وانهم اعلنوا مؤخرا ان الخامنئي يملك سلطة من الله لان ارتباطه مباشر بصاحب الزمان .

هناك بعض الاسئلة التي ظهرت مؤخرا للواجهة في الصراع الدائر بين العالم والنظام الايراني فيما يخص برنامجها النووي اولها هل يمكن ان يكون تفضيل ايران تركيا على روسيا في مسالة تخزين اليورنيوم الايراني واطيء التخصيب هو محاولة من ايران للاقتراب من الحلف الاطلسي عن طريق البوابة التركية العضو في الحلف .. وقد يكون لعبة جديدة من الاعيب ايران فمحاولة الايحاء بانها تفضل تركيا على روسيا هي محاولة لجر الاطراف الدولية لمفاوضات جديدة تاخذ فترة شهر او شهرين تستفيد منها ايران في الاقتراب من التجربة النووية الاولى ,وثانيهما هو ,هل يمكن ان تغير ايران سياستها المتزمتة في الملف النووي نتيجة لتبدل الموقف الروسي وتقريبا تبدل الموقف الصيني الحليفين الرئيسيين لها في صراعها مع الغرب وهل حكومة نجاد المترنحة تحت ضربات الاصلاحيين مستعدة للمجازفة في مواجهة اكبر مع الداخل بعد ان جعلت من مسالة الملف النووي مسالة كرامة للامة الفارسية ومسالة حياة او موت بالنسبة للنظام مما يجعل اي تنازل فيها هو انتحار لحكومة احمدي نجاد وللولي الفقيه الذي يؤيده .

في النهاية نتمنى ان يركب الفرس رؤوسهم ويخرجوا عنادهم المتاصل ويرفضوا كل المقترحات التي يمكن ان تحل صراعهم مع الغرب بصورة دبلماسية , ونتمنى ان يصدق المجتمع الدولي هذه المرة ويستخدم معهم اللغة الوحيدة التي يفهموها والتي تبعد خطرهم عن العرب والمسلمين وكل العالم وهي لغة السلاح الذي استخدموه لقتلنا في اكثر من مكان لانهم اصبحوا كالداء الذي ينتشر في جسد العالم يعيث فيه فسادا فاذرعهم الشيطانية وصلت الى امريكا الجنوبية لتخرب حياة شعوبها بعد ان خربت حياة الشعوب العربية والاسلامية في لبنان والعراق وفلسطين واليمن وافغانستان واصبح خطرهم يهدد دول عربية مستقرة لها ثقلها وتاثيرها الايجابي في المحيط العربي والدولي ولهذا اصبح الحل الوحيد معهم هو اخر الدواء وهو الكي ...........