الموت الاكلينيكي.....
سمعت كثيرا عن الموت الاكلينيكي وعن الموت الرحيم للموتي اكلينيكيا …. ثم الفتاوي الدينيه ما بين جواز او رفض الابقاء علي حياه الميت اكلينيكيا ….
والموت الاكلينيكي بحسب ما علمت هو ان تتوقف جميع اجهزه الجسم عن العمل ويدخل المريض في غيبوبه طويله اي موت ولكن يتم تشغيل اجهزه الجسم بواسطه اجهزه اصطناعيه "معاونه" خارجيه بديله تجعل الجسد حيا ينبض ولكن هو ميت.....
فالجسد المسجي في هذه الحاله لا يربطه بالعالم سوي مجموعه الاجهزه المعاونه لانها تقوم بكل اعماله ويكون النظر الي والتخاطب مع .. هذه الاجهزه وليس معه هو لانه لا حيله له ولا حول علي الاطلاق ويبقي علي هذا الحال الي ان يأذن الله في أمره وتفصل هذه الاجهزه عنه......
هذا الامر متعارف عليه طبيا بل والكثير من العوام يعرفونه جيدا ولكن هذا الامر لو اردنا قياسه علي الحكام وخاصه في عالمنا الثالث او TERZO EL MONDO كما صنفونا من قبل....
فالرئيس ياسر عرفات مات اكلينيكيا في فرنسا ولكن ظل قلبه ينبض بالاجهزه المعاونه وتم افاقته عده مرات ليكشف عن اماكن ثروه الثوره الفلسطينيه ثم تم انتزاع الاجهزه ليموت بسلام...
والملك حسين مر بنفس الشيئ في الولايات المتحده وتم افاقته ليصدر قرار باستبدال ولي العهد ثم تم انتزاع الاجهزه ليموت بسلام ايضا...
ولكن هذين المثالين كانا لحكام "مرضي" موجودين في الغرب او تحت اجهزه "طبيه" معاونه من دول غربيه ….....
ولكن ان كان زعيم او قائد او ملك سليم معافي قابع في دولته وفي مقر حكمه وخاضع للاجهزه المعاونه المحليه وهي ليست اجهزه طبيه ولكن نوع اخر من الاجهزه المعاونه تكثر مسمياتها وتتعدد وظائفها وكما قلنا مسبقا لا يرتبط القائد او الزعيم او الملك بالعالم المحيط به سوي عن طريق هذه الاجهزه المعاونه.....
وان كان الزعيم او القائد او الملك يخرج الي شعبه بين الفينه والفينه ليثبت انه مازال حيا بالرغم من كونه ميت اكلينيكيا لان دفه الحكم تديرها هذه الاجهزه باقتدار وتحجب الزعيم او القائد او الملك عن الشعب بل وتحجب ايضا الشعب عنه فهو لايدري باي شيئ يدور من حوله …....
فالشعب يرسل الي القائد او الزعيم او الملك بمظلماته يوميا ولا تصل اليه بل يتم تحويل مظالم الشعب الي ظالميهم لتكون المواجهه الغير المتكافئه بين مظلوم ضعيف كليل مهيض وظالم جبار عتي وصلت الي يديه مظلمه هذا المظلوم الذي ظلمه والتي رفعها الي الزعيم او القائد او الملك فيكون التنكيل الممنهج من نصيبه وحتي لا يفكر مره اخري في ارسال شكواه الي اعلي سلطه بالبلد ....
بينما توضع امام الزعيم او القائد او الملك يوميا الاف التقارير والتي تحتاج شهور لدراستها ليقرأها يوميا فيسأل مقدم تلك التقارير عن فحواها فتأتي الاجابه التي تنشرح لها القلوب بأن كل شيئ تمام والشعب كله شبعان هيمان ولهان بحب الزعيم او القائد او الملك بل واناء الليل واطراف النهار يدعون له بطول …. العمر …. وكله تحت السيطره والتحكم اليدوي.....
وان كان هذا حال الزعيم او القائد او الملك فلننحيه جانبا ونتفحص بعض الشيئ للاجهزه المعاونه التي هي الحاكم الفعلي للكثير من بلدان العالم الثالث وهي نماذج متكرره في غالبيه بلدان العالم الثالث فهي اما ان تكون اجهزه شرطيه او مخابراتيه او حزبيه تدعمهم القوات المسلحه لهذا البلد او ذاك.....
فالاجهزه الشرطيه تجتهد تمام الاجتهاد فيما يسمي الامن السياسي اي تأمين كبار الشخصيات ووصولا لتأمين صغار المسؤولين الذين يعملون مع كبار المسؤولين وكذا تأمين السفارات والوزارات والمطارات والمصالح المهمه والتحركات والتنقلات الي أخره .....
والاجهزه المخابراتيه تجتهد تمام الاجتهاد في ملاحقه التنظيمات والجماعات المحليه المرتبطه بالتنظيمات والجماعات الخارجيه والتي تعمل في الخفاء لقلب انظمه الحكم او احداث ثورات وانتفاضات وفتن داخليه ....
والاجهزه الحزبيه تحكم وتتحكم في الشعب كل الشعب من اسفل صوره ضخمه ثلاثيه الابعاد للزعيم او القائد او الملك وكلما ارتفع صوت احد الكوادر الحزبيه قليلا اومأ له قائده ناحيه صوره الزعيم او القائد او الملك فيشرئب متطلعا لتلك الصوره المهيبه ويطأطئ احتراما واجلالا للصوره المهيبه......
ويتبقي الجيش متأهبا في مواجهه اعداء الداخل للحفاظ علي البلد من اي محاوله انقلاب او خروج علي الشرعيه المتمثله في الزعيم او القائد او الملك ….
وهكذا تظل هذه الاجهزه المعاونه عونا وسندا للزعيم او القائد او الملك وهي الحاكم الفعلي للبلد وهي احيانا تميل ميولا خفيفا للجهه الشرقيه او للجهه الغربيه والذي من خلاله تتحدد كميه وكيفيه السياسات الداخليه وتتحدد ايضا طريقه تعاملات الدوله مع شعبها وايضا مع الجهات الخارجيه علي حد سواء …...
ويبقي الزعيم او القائد او الملك هو الرمز الذي يحكم شعبه من خلال هذه الاجهزه المعاونه فقط......
مجدي المصري
التعليقات (0)