عندما يكون الإحصاء بالكوم أو باللّبشة

لفت نظرى فى المقالة الثانية للدكتور عثمان محمد عثمان المنشورة بالشروق 28/10 أن الأرقام والجداول المنشورة توضح أن وضع مصر يجب أن يكون أفضل من كل الدول التى قارن الوزير وضعنا بوضعها ومنها فرنسا والولايات المتحدة (!!) ، ولكن وضعنا فى الواقع المعاش - وليس كما توضح الجداول - سىء للغاية وأعتقد - وأنا لست خبير إقتصادى - أن هذا الكلام الإقتصادى يوضح لنا أن الإقتصاد عندنا يُحسب بالكوم " كالتبن" أو باللّبشة "كالقصب" .
نريد أن نعرف أولاً معنى الفقر وهل الفقر - الدكر - فى مصر بمكوناته وبمعناه الشامل يتساوى مع الفقر - فقط - فى فرنسا وغيرها ؟! ، وهل قيمة الدخل مقياس صحيح لحساب فئات المجتمع ، فمن دخله ألف جنيه شهرياً ولا يكفونه ويسكن فى منطقة عشوائية أو من ينفق خُمسهم فى علاجه وأسرته شهرياً ويدفع إيجار ربعهم ويدفع دروس خصوصية ثُمنهم ، أو من دخله ألف جنيه ويدفع نصفهم أقساط شقته التى إشتراها ، هل يعتبر هؤلاء من الطبقات المتوسطة ، وكنا نود أن يوضح ويُقسم لنا الوزير نسبة 10% الأغنياء بجدول يحدد على الأقل نصيب كل 1% منهم بالترتيب ويقسم لنا نصيب أغنى ألف شخص فى مصر بالنسبة للدول الأخرى ، ويوضح متوسط دخل الفرد فى الدول التى وضعها فى جداوله ، والواضح أمامنا أن السبب الأول فى مشاكلنا هو إنخفاض الدخل القومى فينصب ذلك على إنخفاض متوسط دخل الفرد - 15 ألف جنيه - فأين الخلل إذاً ؟! أعتقد أن جزء من الخلل يتمثل فى البذخ الحكومى وجور وتغول ميزانيات بعض الوزارات , وكعكة الدخل القومى واضحة وأهم ما فيها أن نصيب الأغنياء محفوظ ومصان لذلك لا تجد الحكومة الجائعة إلا أن تجور على نصيب الفئات الفقيرة فى الدولة .