قال مدرب الفنون الموسيقية في وفد ذي قار لمهرجان الاغنية التراثية والذي من المفترض ان ترعاه وزارة الشباب والرياضة بالبصرة لمدة ثلاثة أيام وبمشاركة 12 محافظة، إن إدارة المهرجان منعتهم من تأدية عرضهم الغنائي بعد صدور قرار وزارة الشباب بإلغاء المهرجان “لتعارضه مع الاعراف الدينية “.
وقال علي عبد عيد لوكالة (اصوات العراق) اليوم الجمعة “فوجئنا بمنع اللجنة المنظمة لمهرجان الاغنية التراثية، الذي ترعاه وزارة الشباب والرياضة بالبصرة لمدة ثلاثة أيام وبمشاركة 16 فرقة من 12 محافظة، وفدنا من تقديم عرضه بعد صدور قرار من وزارة الشباب والرياضة ظهر الجمعة بإلغاء المهرجان نتيجة ضغوط مارسها مجلس محافظة البصرة الذي عد المهرجان متعارضا مع الأعراف الاسلامية ولا يتلاءم مع الدستور الذي ينص على إن كل الأعمال يجب أن تتوافق مع الشريعة”، مضيفا”كنا ننوي تقديم وصلتين غنائيتين من تاريخ المحافظة لداخل حسن وحضيري أبو عزيز يؤديها الطالبان يشار رزاق واحمد محمد حسين”.
من جانبه قال المدرب محمد هادي لوكالة (اصوات العراق) “تمت الدعوة للمهرجان من قبل وزارة الشباب قبل 15 يوما ودعيت له مختلف المحافظات وهو مهرجان مركزي يهدف الى إحياء تراث بلد وهو تقليد متبع بمعظم دول العالم وحتى الاسلامية منها تمارسه ولم يكن الهدف منه إقامة حفل غنائي بعيد عن الاعراف والتقاليد التي يعد التراث الغنائي جزء أساسيا منه ضمن مختلف التصنيفات”.
وتساءل هادي “لا اعرف أين كان مجلس المحافظة والوزارة من مهرجان جاءته الوفود من مختلف مناطق العراق منذ الأمس وتدربنا على قاعات البصرة و الآن يتم المنع بتصرف غريب يؤشر وجود مزاجية عالية بالتصرف بعيدا عن كل قواعد السلوك السليم”.
وقال هادي إن الوفد المكون من 7 أعضاء “يعتبر إلغاء المهرجان اعتداء على تراث الشعب العراقي وليس مجرد تدخل بوازع ديني لان الذي جمعنا هو الموروث الحضاري لشعبنا بمختلف محافظاته “.
وقال المغني يشار رزاق لوكالة (اصوات العراق) “استعداداتنا للمهرجان كانت جيدة وكنت آمل أن أعيد جزء من الحان و أداء حضيري أبو عزيز للحياة من خلال طوره الذي تميز به والذي اثر كثيرا بالمطربين العراقيين بمختلف أجيالهم اللاحقة وكنت أتمنى أن نلقى دعما إعلامي وليس رفضا لان التراث ملك للجميع وهو ارث الأمة ولا يجب التعامل معه بهذه الطريقة المخجلة”.
يذكر أن مديرية الشباب والرياضة في البصرة أعلنت الأربعاء الماضي لوكالة (أصوات العراق) إنهاء استعداداتها لإقامة مهرجان الأغنية الريفية الثاني بمشاركة 16 وفدا فنيا شبابيا من كافة محافظات ويتضمن المهرجان عرض الأعمال الفنية التي تتنافس في فعاليات موسيقية وغنائية ريفية تعكس الواقع الريفي في المحافظات المشاركة بحسب علاء الدين طه منصور مسؤول الثقافة والفنون في المديرية.
وكان المهرجان الأول للأغنية الريفية في البصرة، أقيم في حزيران/ يونيو 2009 بمشاركة وفود من 14 محافظة عراقية، وحصلت البصرة على المركز الأول، وجاءت النجف وبابل في المركز الثاني، فيما حصلت محافظتي الديوانية و واسط على المركز الثالث.
وتقع مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار380كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد.
نقلا عن وكالة أصوات العراق المستقلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدو أن البصرة الفيحاء التي عرف عنها انفتاحها وتقبلها للآخر منذ القدم تعاني اليوم من طالبان جديد ومن نسخة عراقية من الملا محمد عمر..
فبعد أن تخلصت البصرة من طالبان مقتدى الذين عاثوا في الأرض فسادا وقتلوا وهددوا كل من خالفهم الرأي ومنعوا كل فعالية ثقافية وحرموا الغناء والموسيقى والسفور والمشروبات الكحولية بعد أن تخلصت البصرة من سطوة تلك الحثالات وتنفست الصعداء عادت اليوم لتعاني من جديد وهذه المرة على يد السيد محافظ البصرة شلتاغ المياحي الذي يسعى طوال الوقت الى لفت ألأضواء إليه للتغطية عن عجزه في تقديم أية خدمات للبصريين بعد مرور أكثر من عام على توليه منصبه..
قد لا يحق لنا لوم أتباع مقتدى فيما فعلوه أيام تسلطهم المشؤوم على البصرة فجلهم من الأميين وأرباب السوابق وعناصر مليشيات فدائيي صدام(وهو التنظيم الذي لم يضم سوى الفاشلين دراسيا والمنحطين أخلاقيا) لكن من حقنا أن نلوم الأستاذ الجامعي الذي لم يوصله الى منصبه الحالي إلا أصوات المواطنين الذين أرادوا أن يشكروا نوري المالكي على تخليصهم من المليشيات وعلى الهامش المقبول من الحرية الذي نالوه بعد صولة الفرسان فانتخبوا قائمته التي ترأسها في البصرة السيد شلتاغ المياح..أ فهكذا يا حضرة المحافظ ترد الجميل للناخبين؟؟
أم أنك نسيت أنها أربع سنوات منقضية ولن يكون مصيرك بعدها – أن بقيت على نهجك المقيت هذا- إلا كمصير المحافظ السابق محمد مصبح الذي لم يفلح حتى بالوصول الى المجلس الحالي كعضو..
أيضا قد نتفهم إصدار قرار من المحافظة بمنع تداول المشروبات الكحولية (رغم أنه قرار غير دستوري ولا قانوني وينتهك صميم الحريات الشخصية) لكننا مع هذا سنتجاوز عن هذا القرار لأننا قد تناولناه (كما تناوله العديد من الكتاب العراقيين) ولنبقى مع "الفرمان" الجديد لمجلس محافظة البصرة..
لا أعرف الوصف المناسب للضغوط التي مارسها مجلس المحافظة من أجل إلغاء المهرجان الذي كان سيكون متنفسا للأسر البصرية التي تعاني (كباقي الأسر العراقية) من قلة الفعاليات الفنية وعدم توفر فسحة للترويح عن النفس و(تغيير الجو)..
هل من المعقول أن يعادي أحد ما تراثه الفني بداعي مخالفة الدين؟؟
أي مخالفة للدين تمثلها رقصات الخشابة و أغنياتهم العذبة وأي انتهاك للحرمات يسببه الجالغي البغدادي أو ألجوبي أو الدبكات الكردية أو أغاني الريف العراقي؟؟
ثم أي دستور هذا الذي تتحدث عنه يا سيادة المحافظ والذي تدعي أن فيه أشارة الى عدم فعل أي شئ لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية؟؟
عدم التعارض مع الإسلام مشروط على النصوص القانونية فقط ولا يشمل الأفعال...فهل هذا تلاعب من سيادتكم أم هو جهل بالدستور ومواده؟؟
وهل سننتظر منك سيادة المحافظ قرار بتحريم عمل فرق الخشابة في البصرة وربما حظر صناعة آلة العود أيضا..
السيد المحافظ وأعضاء المجلس الباقون يجب أن يحالوا الى القضاء بتهمة محاولة طمس الهوية الثقافية العراقية والتعدي على التراث..ففعل كهذا لا يختلف كثيرا عن القيام بتخريب موقع أثري وتدمير محتوياته من الكنوز الأثرية أو التعرض لمتحف عراقي..هذا أن لم نعتبر ما قام به المحافظ محاولة للإساءة الى الهوية الوطنية العراقية من خلال محاولة طمس كل ما يتعلق بالتاريخ العراقي...
بماذا تختلف سيادة المحافظ عن نظام البعث الذي كان يوجه الناس باتجاه واحد...الم تتعلم من تلك التجربة أن كل ممنوع مرغوب وأن ما تمنع الناس من ممارسته علنا سيمارسونه سرا أو على الأقل سينتظرون أقرب فرصة لإشهاره وبصورة مبالغ فيها ربما كرد فعل من المكبوت على الكبت الذي تعرض له..
ثم أليس هناك من أمور يشغل مجلس المحافظة فيها نفسه غير قرارات منع تداول الكحول وتشديد الرقابة على المتنزهات ومنع المهرجانات؟؟
هل يتمتع البصريون بكهرباء 247 حتى أنهم لن يحسوا بحرارة الصيف اللاهب هذه السنة؟؟
هل حلت أزمة السكن في البصرة وأصبح كل مواطن يمتلك شقة مؤثثة أو منزلا فخما؟؟
هل تم تجاوز مشكلة المجاري وشبكات الصرف الصحي ومشاكل الماء العذب؟؟
هل قضيتم على الفساد الإداري الذي ينخر المؤسسات؟؟؟
سيادة المحافظ...لو أراد الناس نظاما طالبانيا لكانوا اختاروا قوائم أخرى قادرة على العودة بالبصريين الى القرون الوسطى قبل أن يرتد إليك طرفك..لكنهم أرادوا أعادة مدينتهم الى سابق عهدها...مدينة يجد المتدين راحته في مساجدها وكنائسها و معابدها ويجد محب الطرب متعته في نواديها وفي حي طربها الشهير كما يجد من يريد شرب الكحوليات ضالته في ملاهيها وحاناتها..
لقد أنتخبكم البصريون لأنكم كنتم جزءا من قائمة دولة القانون وهو سينبذكم أن تحولتم الى قائمة دولة الشريعة..
تذكر سيادة المحافظ إنك عندما تسئ لا تسئ الى نفسك فقط وإنما تسئ لقائمتك ولكيانك السياسي ولكل منجز حققه رئيس الوزراء في السنوات السابقة وساهم في تحقيقه مركزا متقدما في الإنتخابات الأخيرة..
وتذكر أيضا أنه من غير المعقول أن نلغي تراثنا وحضارتنا رغم أنها أقدم من أي تشريع أسلامي بآلاف السنين..
وتذكر أيضا أننا دولة مدنية ولسنا دولة دينية لكي تكون أحكام الشريعة الفيصل بيننا...ثم عن أي شريعة تتحدث يا سيادة المحافظ وكل مذهب له محرمات مباحة عند مذاهب أخرى وبالعكس؟؟
ثم أن كان في الأمر "مخالفة دستورية" كما تدعي الم تكن الحكومة لتمنع هكذا فعاليات (بينما هي في الحقيقة تنظمها من خلال وزارة الشباب)...
كان الجدير باللجنة المنظمة أن تحارب من أجل قرارها من خلال المحاكم المختصة وهي بكل تأكيد ستنال قرارا لصالحها يلزم مجلس محافظة البصرة بالموافقة على المهرجان لكن المشكلة أن الثقافة القانونية لازالت غير مترسخة بيننا ولازالت القرارات تعتبر دستور مقدسا لا يمكن المساس به والطعن فيه..
لقد عانى البصريون طويلا...فقد عاشوا معاناة استثنائية أيام حروب النظام ألصدامي المباد كون مدينتهم كانت نقطة المواجهة الأمامية في تلك الحروب العبثية...وبعد التحرير استمرت المعاناة على يد المليشيات الظلامية...لقد آن الأوان لأن يستريح البصريون يا سيادة المحافظ فأنشغل بهمومهم وأترك ما لا يعنيك وأن خفت أن تنال إثما من أقامة الفعاليات الفنية فأعلم أن بإمكانك الاستقالة لتريح وتستريح..
البصريون(كما باقي العراقيين) بحاجة الى من يخدمهم في حياتهم اليومية ويترك شؤون آخرتهم لهم..
إنهم يريدون توفير الخدمات الأساسية أكثر من حاجتهم للسوق الى الجنة..
إنهم بحاجة الى مجلس كفوء يصون أموالهم ولا يهدرها ولا يحتاجون الى ولي فقيه أو ولي أمر أو هيئة شرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..أنهم بحاجة الى من يعيد جنات نخيل شط العرب الى الحياة وليسوا بحاجة الى من يسوقهم الى جنة الآخرة سوقا!!!!
التعليقات (0)