في زمن التردي يتصدر المشهد جهال لبسوا ثوب العلماء، وظنوا أن العلم تحصيل المعارف وخزنها في العقول؛ لاستدعائها عند الحاجة، وأن مجرد ترداد الآيات والأحاديث وأقوال الفقهاء يعطى قائلها أهلية العلماء ومكانتهم .
ويتصدر المشهد من غلبته روح التعصب المذهبي، فصارت مصلحة عدو الأمة المتربص بها الدوائر أحب إليه من مصلحة المسلم المخالف له في المذهب، يلتمس لعدوه الأعذار، ويبرر له جرائمه التي ارتكبها والتي لم يرتكبها .
هذا ما تستطيع استنتاجه من خلال الخبر التالي:
" عبر السعودي محسن العواجي الذي يعد أحد رموز تيار الصحوة الديني في تصريحات غير مسبوقة نشرتها مجلة "دير شبيغل الألمانية" عن موقفه من الصراع الدولي مع "إيران النووية" بقوله: "إذا لم يكن هناك أحد آخر يأخذ على عاتقه قصف إيران، سيتعين على إسرائيل أن تفعل ذلك".
وأوضح العواجي أنه يتفهم موقف إسرائيل وأخذها مبادرة الهجوم على إيران في حال تقاعس المجتمع الدولي عن ذلك, مؤكدا على أن إسرائيل ليس لديها أجندات خارجية وأنها مهتمة بأمنها الداخلي فقط بينما إيران لديها سياسة توسعية عالمية.
وتأتي التصريحات التي نشرت على موقع المجلة الألمانية ونقلتها شبكة مصدر الإخبارية، بعد أشهر من الجدل الذي أثاره إعلان الداعية السعودي محمد العريفي الذي ينتمي لذات التيار عن نيته زيارة القدس للتصوير فيها ولاقى إعلانه ترحيباً من الحكومة الإسرائيلية آنذاك قبل أن يتراجع ويبين أنه أسيء فهمه.
ومن المتوقع أن تثير تصريحات العواجي موجة من ردود الفعل والتساؤلات على مستوى النظرة تجاه إسرائيل والتي يبديها أحد أهم الصحويين في المملكة وهي النظرة المتسامحة والمتفهمة لرغبة إسرائيل في ضرب إيران".
هكذا أصبحت إسرائيل – في نظر مدعى العلم- دولة مسكينة تدافع عن نفسها، وليست لها أطماع خارجية تهتم بأمنها الداخلي، وليست لها أحلام توسعية من النيل للفرات، بينما إيران المسلمة لديها سياسة توسعية عالمية.. ألا سحقا للأهواء عندما تعبث بعقول الرجال؛ فتجعلهم لا يساوون شيئا في سوق الرجال.
التعليقات (0)