عندما يغيب الحبيب

عندما يغيب الحبيب

لا يمكن تجاوز حالة العشق والهيام التي تٌصيب البشر في مقتل فتلك الحالة الطبيعية التي هي أساسٌ لاستمرار الحياة ليست بحاجة لتعابير كثيرة بل بحاجة ماسة لإظهارها وإبرازها وبحاجة أيضاً للارتواء بماء المشاعر المتبادلة والعواطف الجياشة ولغة الحٌب والهيام .

عندما يغيب الحبيب ويختفي عند دنيا المٌحب بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة فإن المٌحب العاشق الولهان يدخل بدوامة اللاوعي يفكر كثيراً في عشيقه ويتمنى اللقاء على أحر من الجمر , لكل شخص عشيقة وحبيبة وتلك فطرة وغريزة إنسانية ولكل فتاة فارس أحلام وحبيب وذلك طبيعي فالمعادلة بين الذكر والأنثى قائمةٌ على ذلك , عندما تغادر العشيقة وتحزم أمتعتها فإن العاشق لا يكاد يعرف للحياة طعماً بل أنه يٌصاب بأمراض الحٌب القاتلة هذا إذا كان صادقاً في مشاعره , أمراض الحٌب القاتلة تبدأ باستذكار الذكريات ونظم الأبيات وتنتهي بالهيام في الطرقات والأزقة هكذا هم الأوائل والأواخر ممن دخل العشق من بوابته الكبيرة والعظيمة !.

لا يكاد يخلو بيت من وجود حالة حٌب وعشق ولا يكاد يخلو زمن من افتراق أحباب كرهاً أو طوعاً ولا يكاد يوجد عاشق يخفي عشقه فالجميع في حالة هيام تحركهم الذكريات والمشاعر وتوقفهم آلة الزمن عن الهيام ببحر العشق ويمه الجارف .

ليس عيباً أن يكتب أحدٌ أبيات أو كلمات في عشيقته فذلك الشخص لم يكتب من فراغ بل من دوافع جياشة حركتها الذكريات والأحاسيس الصادقة , ليس عيباً أن يقول المٌحب لحبيبه اشتقت إليك وليس عيباً أن يقول له أحتاج إليك جسداً وعقلاً وروحاً وبسمة ودموع فتلك حالة طبيعية تنم عن سيل غزير بالقلب ينتظر أن تمطر سحابة العواطف بمائها البارد على ذلك القلب فتتفجر ينابيع الحٌب والعواطف محدثةً حالة حٌب فريدة تنتهي بالتضحية وتبدأ بالفرح والتمرد على كل شيء .

لكل عاشق وعاشقة ولكل مٌحب وحبيب يقول العقل السليم عيشوا فرحكم وأمنياتكم وذكرياتكم بكل أمانة وصدق ولكل عاشقة يقول أيضاً عيشي بقلب عاشقك فأنتي مملكته الكبيرة رغم مسافات الفراق والابتعاد ولكل قلب أيضاً يقول العقل الواعي أسقي قلبك بماء الحٌب الطاهر لتعيش سعيداً , وفي الختام سأنتظرك حتى وإن كان الوقت طويلاً وقاتلاً دمتي بود وحٌب وحياة سعيدة عزيزتي الحاضرة بتفاصيل حياتي  .