اقر المشرعون في الجمعية الوطنية الفرنسية بأغلبية ساحقة مشروع قانون يجرم انكار الابادة الجماعية التي تتضمن قتلا جماعيا للارمن على يد العثمانيين عام 1915، وهذا ما دعا تركيا للخروج من طورها باتخاذ قرارات حمقاء اهمها استدعاء السفير التركي في فرنسا كما الغت كل الاجتماعات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع فرنسا الحليفة في حلف شمال الاطلسي وهناك اجراءات اخرى ستقدم عليها حيث ستلغي التصريح للطائرات الحربية الفرنسية بالهبوط وللسفن الحربية الفرنسية بالرسو في تركيا. ولا نستبعد ان تتوسع حماقات هذه الدولة الى اكثر من ذلك بكثير.
ووفقا لمشروع القانون، سيواجه الأشخاص الذين ينكرون إبادة الأرمن علنا عقوبة السجن لمدة عام وغرامة مقدارها 45 ألف يورو (58 ألف دولار) في حالة موافقة مجلس الشيوخ عليه.
وبعد هذه المقدمة .. ناتي للمهم.
القانون الذي اصدرته فرنسا، هو قانون داخلي يخص هذه الدولة، فلماذا يغضب الاتراك كل هذا الغضب؟ فالقرار الفرنسي يتشابه مع قرارات مماثلة اتخذتها دول عديدة ومنها على سبيل المثال المانيا، في قرارها بتجريم من ينكر المحرقة التي اقترفها الالمان ضد اليهود وغيرها من القرارات. وهكذا قرارات مهمة جدا للانظمة العلمانية والتي تحارب التمييز والعنصري، والسبب يعود طبعا الى وجود جاليات ذات اصول عربية واسلامية وغيرها على اراضي هذه الدول تستغل حرية التعبير بشكل عنصري سيء حيث تقوم بازدراء بعض القوميات والسخرية منهم واستفزازهم بطريقة عنصرية تتعارض مع حقوق الانسان.
رغم اننا نتفهم تصرفات المسلمين الهستيرية في هذه المواقف، فهؤلاء لا يفهمون ماذا تعني حقوق الانسان، فحتى هذه الدولة التي تدعي العلمانية، مازال ناسها ورغم كل هذه السنين لا يفهمون ما معنى علماينة ومازالت الشريعة الاسلامية بالنسبة لهم هي المقياس، فعندما نسأل اردوغان مثلا عن الجرائم والابادة التي اقترفها المسلمون في بداية دعوتهم الاسلامية ضد اليهود في الجزيرة العربية، سيقول ان هذه هي قمة الانسانية !!!
اردوغان ورغم انه سياسي ودبلماسي، الا انه لم يتحرر من جذوره الاسلامية، فردة فعله فضحته وجعلته مثار سخرية واستنكار في جميع دول العالم المتحضر، عندما حول قرارا شعبيا اتخذته الجمعية الفرنسية باغلبية ساحقة الى موضوع شخصي توجه به الى الرئيس الفرنسي ساركوزي، حيث قال في ظهور تلفزيوني وعلى الهواء مباشرة
"اذا كان الرئيس الفرنسي السيد ساركوزي لا يعرف بشأن هذه الابادة فيمكنه ان يذهب ويسأل اباه بول ساركوزي. لقد خدم والده في الفيلق الفرنسي في الجزائر في الاربعينيات. وانا واثق ان لديه الكثير ليحكيه لولده عن المذابح الفرنسية في الجزائر"
ولم استغرب ابدا هذه الوقاحة واللادبلماسية من اردوغان، لاننا تعودنا من المسلمين هذه الامور التي تعبر بشكل واضح عن فشلهم في الدفاع عن مباديئهم، حيث يلجأون مباشرة الى الشخصنة، وهذا ما نلمسه في جميع نقاشاتهم تقريبا.
مصادر
http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE7BL0I820111222
http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE7BM0EL20111223
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/12/111223_turkey_france_ardogan.shtml
http://arabic.cnn.com/2011/world/12/23/Erdogan.France/index.html
التعليقات (0)