مواضيع اليوم

عندما يعتد الظلم بنفسه..

Saleem Moschtafa

2009-04-03 10:56:55

0

 

 

 

أيام قليلة و تبدأ حكومة "بنيامين نتاتياهو" عملها بعد أن استطاع في اللحظات الأخيرة أن يطعمها بزخرفة "يسارية" بعد رضوخ حزب "العمل" لمغريات المناصب الوزارية، و هي خطوة فقط لكي لا يحرج الحليف الأمريكي أمام العالم لا أكثر و لا أقل، فنتانياهو و بالتأكيد "ليبرمان" من ورائه لا يحملان هم اعتراف العالم بهما كممثلين ل "الشعب الإسرائيلي" فذلك من تحصيل الحاصل.
فقد بدأت بعد تباشير التعاون "الوثيق" كالعادة مع المجتمع الدولي، و كما قال وزير الخارجية الفرنسي "كوشنار" في كون بلاده ستتعامل مع الحكومة "الإسرائيلية" القادمة مهما كانت توجهاتها و قس على ذلك جميع دول الإتحاد الأوروبي فضلا عن الولايات المتحدة.
و لكن الملاحظ هو درجة "تبجح" المتطرف بتطرفه الى الحد الذي يعمد فيه "نتنياهو" الى منح منصب وزير الخارجية لشخص نازي و فاشي مثل "ليبرمان"، و هي حركة بالتاكيد ليست بريئة و عفوية و يراد من ورائها وضع العالم كل العالم بما فيه العرب أمام الأمر الواقع و القول أنه من يريد أن يخاطب "اسرائيل" يجب عليه بالضرورة المرور أولا ب"ليبرمان" الذي لا يرى، كما نتنياهو، حلا على أساس الدولتين، اضافة طبعا الى تصريحاته العنصرية ضد عرب 48 و الى عدائه الواضح لمصر و دعوته الشهيرة الى ضرب السد العالي.

و عدم انضمام ليفني الى هذه التوليفة لم يكن من منطلق عدم تقاطعها مع ما توجهاتها اليمنية المتطرفة، فكلنا نعلم أن أحزاب مثل "كاديما" و "حزب العمل" يزايدون على "الليكود" و "اسرائيل بيتنا" في التطرف، و لكن لأنها لم تستطع أن تفرض مسألة ترؤسها للحكومة بالتناوب مع ناتنياهو فضلت أن تكون زعيمة المعارضة على أن تكون مجرد ملحق فيها.

لكن الملاحظة الأغرب هي أنه في وسائل الإعلام الأن يقع التركيز على الإزدواجية التي يعيشها الغرب و كيف أنه يتعامل الآن مع تطرف "الليكود" و "اسرائيل بيتنا" في حين أنه لم يتعامل في السابق مع "تطرف" حماس.
كيف يقارن ما لا يقارن ؟؟ فحماس مهما "تطرفت" تبقى تدور في اطار حقها و حق شعبها الذي لا يمكن لأي قوة في الأرض أن تلغيه حتى و ان تجاهلته، في حين أن السيد ليبرمان الذي أتى قريبا من "ملدوفيا" و زيادة الى نازيته و عنصريته، بحث بسيط يعرفك على علاقاته الوطيدة بالمافيا العالمية و الجريمة، انسان مثل هذا الأجدر أن يتطرف اذا أراد في بلد والديه و أجداده، و المصيبة أن العالم "يتفهم" تطرفه و يحاول أن يجد له أعذار و "تخريجات".
بالإضافة الى الدعم الداخلي الذي يلقاه، في حين لما ربحت "حماس" الإنتخابات، الجميع و أولهم "فتح" "قائدة الثورة" و "مطلقة أول رصاصة" تمترست داخل قوقعة الفصائلية و تركت حماس تواجه العالم لوحدها و كأنها ارتكبت الخطيئة الكبرى لما فازت بالإنتخابات.
و حتى لما دخالوا معها في حكومة و حدة وطنية ضغطوا عليها لكي لا تتسلم المناصب "السيادية" أو التي لها اتصال بالعالم الخارجي، و ذلك لكي "يقبلنا المجتمع الدولي" و "يرضى علينا"
فيحق للظلم أن يعتد بنفسه في صورة "ليبرمان"، أما الحق فيكفيه أنه الباقي على الدوام مهما حاولو خنقه و الإلتفاف عليه.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !