عندما يصل التهميش مداه الاقصى
تولد الانتفاضة من رحم المعاناة
هكذا كان يوم مدينة خريبكة 31 يناير 2012 . مل الشباب من كلام العجزة المسؤولين عن ضياع الامل واستنزاف صبر المقهورين من عامة ابناء الوطن . انهم ليسو كباقي العجزة من البشر او الطبقات الشعبية انه ليس العجز الطبيعي ، لكنها شيخوخة السياسة ورجالاتها الذين لا يأبون الا صباغة الشيب واستعمال مساحيق التجميل .
لكن واقع الحال الان لا يقبل صباغة او تجميلا او نقشا على طين يابس من تداعي الايام والتأكل على مدى ازمان طويلة
حقيقة انني اود ان اتحدث عن ؤولائك المستمرون في التسلط على الشعوب المستضعفة ، ؤولائك المارقون باسم سلطة القمع والنفوذ والمال العام والصفقات المشبوهة .......
اريد ان احكي قصة مدينة سلبتها مافيا الفساد والشطط السلطوي حقها في الوجود .
المدينة التي منحت جوفها وثروتها لتقوية وتعزيز مناعة المغرب الاقتصادية بين الدول الثرية والمنجمية .
اليوم تعاني بدل ان تجني ثمار ازيد من قرن من العطاء .
ترليونات الدولارات
النتيجة
فساد . عطالة . تشرد . دعارة . تسول . تهميش . فقر . تسيب مالي . ثقوب سوداء على مستوى المال العام . مواطن بدون سكن . بناء عشوائي . شطط سلطوي . توظيفات مشبوهة . مخدرات . هجرة سرية . ثلوت فضيع وخطير باعتراف منظمة الصحة الدولية . تعليم حقير . جل العاملين بقطاع الصحة بالمدينة وكل انحاء المغرب مرتشون حسب اخر تقرير لمظمة الشفافية الدولية . شراء الدمم . تفويتات مشبوهة .اكتئاب . انتحار .......
عندما يصل التهميش مداه الاقصى تولد الانتفاضة من رحم الظلم والطغيان واحتقار الطبقات الشعبية البائسة .ان ما شاهدته يوم 31 يناير بخريبكة من صرخات الامهات وشعارات الشباب المهمش جعلني اطرح السؤال التالي : الى متى نصبر على هكذا معاناة ؟؟ لماذا لا نصرخ ونستمر في الصراخ ؟؟ لماذا لا نجتث الظلم من اعماقه ونقتلع الفساد من جذوره المتعفنة تحت الارض ؟؟
خريبكة او سطات او بني خيران او طنجة او سبتة كلها مدن تعاني من فساد الاستعمار الخارجي والداخلي .
لكن قوتها في التخلص من الاسر والكيف معلوم للصغير والكبير . نحن مغاربة احرار في وطن نريده حرا وكريما ساميا بمواطنيه وليس من خلال من يسوده الان او غدا .فالشعب هو السيادة المطلقة التي تحدد منهاج الحكامة الفاضلة .
ان وطنا كالمغرب او مدينة كخريبكة او حضيرة كبولنوار او بادية كجماعة الفقرة او ...... كلها الان تريد الحل . تريد العدالة الاجتماعية ، تريد الحرية والكرامة ، تريد عيشا كريما ..لكنها تعاني من سياسة التخويف السلطوية فلا يخفى على احد اساليب السلطات القمعية في اي دولة لا تنهج الدموقراطية كبساط للتطور والنمو .ولعل الوسيلة الابرز لصد اي ثورة واخماد لهيبها هي التخويف والترهيب نشر ثقافة الهزيمة بالاعتماد على وسيلة حقيرة وهي التطاول على المؤسسة العائلية من خلال ترهيب الاسرة وتحميل مسؤولية اي صرخة شعبية ضد انظمة الفساد للاب والام . في المغرب مازالت الاف الاسر تعيش مصدومة بفاجعة سنوات الرصاص التي راح ضحيتها الاف المناضلين والمناضلات وملفاتهم لم تسوى بعد من اختفاء قصري او اختطاف او اغتيالات سياسية والمقابر الجماعية المكتشفة بنواحي الدار البيضاء ليست الا حصى رمال .بالامس القريب زعم النظام المغربي انه قد اصطلح مع شعبه بطي صفحة الماضي والحال ان العشرات استشهدو منذ 20 فبراير 2011 .والحال ان الاستبداد لا يزول الا بزوال رجاله اقصد وحوشه الغلاظ .
لقد شاهدت يوم 31 يناير بخريبكة كيف استطاعت المناضلات والامهات تحطيم الجدار الامني امام ما يسمى قصرا ملكيا بخريبكة . والنتيجة اننا حاولنا تكسير جدار الصمت ونجحنا . وحاولنا تحطيم الجدار الامني العازل فنجحنا وغدا سنحطم جدار الفساد والاستبداد وسشيد ابراج الحرية وقلاع العز والنماء .
محمد قاسمي
التعليقات (0)