مواضيع اليوم

عندما يساوى الوطن .. وجبة

هشام صالح

2010-08-22 16:07:26

0

  

بماذا نسمي ما يجرى على أرض مصر الآن ؟!  هل شاهد أحد منا هذه الأوضاع وما يجرى على ساحتنا السياسية فى أى جمهورية أو مملكة أو سلطنة فى قارات العالم  ؟!

 إن ما تعيشه مصر الآن إنما هو رد فعل مباشر لرخاوة الدولة ، فالأمور بدأت تفلت ، فاليد التى كانت تمسك بجميع خيوط اللعبة فى مصر وبعد أن ظهرت رخاوة الدولة بدرجة ملفتة أصبحت تلك اليد متيبسة لم تعد تشعر بالنار المحيطة بها بسبب خلل فى الدماء الواصلة للأعصاب ، وهذه اليد المريضة ودون أن تشعر ستقود باقى الجسد للسقوط فى بئر من النيران .

فى العصور السابقة وبعد أن كانت مصر دولة حملات عسكرية خارجية ، الآن أصبحت مصر دولة حملات إنتخابية محلية كوميدية ، فكل يوم تظهر حملة إنتخابية كوميدية جديدة ، ففى الأيام القليلة الماضية ظهرت عدة حملات تؤيد السيد جمال مبارك ، فرداً على حملة " مصر كبيرة عليك " ظهرت حملة " مصر تتطلع لبداية جديدة " ، وظهرت فى دمياط حملة «الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك» ، وفى محافظة بنى سويف، انطلقت حملة شبابية جديدة باسم «الجمعية الوطنية للتأييد» ، وفى المنيا حملة «جمال يا حبيب الملايين.. إنت رئيس المصريين» .

وكما ذكرت "الشروق" على لسان منسق حملة " مصر تتطلع لبداية جديدة " فإن الحملة ( قد تخطت حدود البلاد الجغرافية بعد تعيين ممثلين لها فى دول عربية وأجنبية للتواصل مع المصريين هناك والحصول على توقيعات منهم  لدعم نجل الرئيس ، وقد تم تعيين منسق عام للحملة بالكويت ويدعى هانى سعفان  وتم طباعة تي شيرتات عليها صورة جمال مبارك وجارى التنسيق حالياً لإيجاد ممثلين آخرين فى تونس والسعودية والإمارات والولايات المتحدة ) وهذا الكلام المضحك يماثل ما قالته جدتى قديماً " إنهم يجهزون الحبل قبل البقرة " أى أنه كان من المفروض إعطاء المصريين فى الخارج حق التصويت فى الإنتخابات أولاً قبل أن نطالبهم بتأييد  أحد المرشحين المفترضين ، وهل ستترك دولة الكويت ممثلى تلك الحملة بالعمل على أرضها أم سترحلهم مثلما رحلت أنصار حملة التغيير المعارضة من قبل ؟! .

  وكان نفس المنسق قد قال قبل ذلك أن الحملة " خصصت ٢٠ مائدة إفطار للفقراء من أهالى منطقة الجمالية والمنشأة " (!!) ، وهذا يوضح ويكشف لنا المأساة التى تعيشها مصر حالياً ، فبعد أن كان بعض المصريين يبيعون صوتهم ودائرتهم الإنتخابية بعشرين جنيهاً  ، باتوا يبيعون وطنهم بوجبة إفطار واحدة .

والمشهد الواضح أمامنا أن مصر تتخبط فحتى كبار المسئولين تجد على عيونهم "عصابة" فلا يستطيعون الرؤية ولو لمتر واحد أمامهم مهما تظاهروا أمامنا بأنهم مطمئنين على مستقبل مصر ، أيها السادة مصر التى كانت كبيرة دائماً نراها وقد صغرت تماماً حتى وصل ثمنها على أيدى الصغار العابثين بها بثمن وجبة إفطار واحدة . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !