عندما يرتدي التيمية عباءة المصور
حينما يكون الغدر والحيلة وسيلة للزحف نحو لعاب الدنيا ومتاعها فهو بلا شك ستكون له عاقبة وخيمة وندامة يضطر جانيها لإتلاف ماله وماأجهد نفسه فيه بعد ان عَلِمَ ان ما سعى في الحيلة لأجلها قد خرجت عن يده واصبحت في متناول الغير وكما هدم التيمية بلدان الاسلام وخربوها بعد عجزهم عن حمايتها , ولقد روي في قصص الاعتبار من الحكم والاقوال في كليلة ودمنة انه زعموا أنه كان بمدينة باثرون في أرض تدعى كشمير تاجر يدعى حبلاً وكانت له امرأة ذات حيلة ودهاء تختلس من ماله فتبيعه لشؤونها. وكان إلى جانب بيتها مصوّر ماهر بالتصاوير يواطئها على اختلاس المال. فقالت المرأة للرجل في بعض أحيانه التي كان يأتيها فيها: إن استطعت أن تحتال بصناعة اطّلع بها على مجيئك إذا جئتني بالليل من غير نداء ولا رمي ولا شيء يرتاب به يكون رفق ذلك بي وبك. فقال المصور: عندي في ذلك من الحيل ما يسرّك، وهو أن عندي ملاءة بتهاويل الصور، وجهها الواحد شبيه بالشفق الأبيض الشبيه بضوء القمر، والوجه الآخر حالك السواد شبيه بالظلمة الحندسية منظراً. فبياضها يدعوك في الليلة الظلماء بضوئه وسوادها يبدو لك في الليلة المقمرة، فقال: إذا رأيتها فاعلمي أني صاحبك فتأتيني بالمال دون نداء. فدخل عبد للتاجر وهما يتفاوضان في ذلك فسمع قولهما، فأراد أن يصيب شيئاَ من المال المختلس. فلما كان بعد ذلك وكان العبد صديقاً لأمة المصور طلب إليها أن تعيره الملاءة ليريها صاحباً له ويسرع إلى ردها. فأعطته الملاءة فلبسها ولقي المرأة على نحو ما كان يأتيها المصور. فلما رأته لم ترتب بشيء من شأنه فبذلت له حصة من المال ثم رجع العبد بالملاءة إلى الأمة فوضعتها في موضعها. وكان المصور عن بيته غائباً. فلما مضت هدأة من الليل رجع المصور إلى بيته ولبس الملاءة وأتى بها المرأة. فلما رأت الملاءة دنت منه فقالت: ما شأنك أسرعت راجعاً وقد أخذت المال في أول الليل. فلما سمع المصور كلامها خبت نفسه وانصرف نحو منزله، ثم دعا جاريته فتوعّدها بالضرب فأخبرته بالأمر على وجهه، فأحرق المصور الملاءة وندم على صنعه إياها. انتهى وهذا ما تطابق بالتمام من سيرة ملك التيمية (الملك العادل ) بعد ان راى خروج بيروت عن يده وسقوطها بيد الفرنج بعد ان غدر بامراء مماليك الاسلام , وقد ذكر المرجع الصرخي تداعيات سياسة امراء التيمية وما جرته عليهم وعلى المسلمين من نآسي وويلات فقال في احد الموارد من بحثه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) المحاضرة الثامنة والعشرون :
المورد6: الكامل10/(144): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَة(593هـ)]:
[ذِكْرُ مُلْكِ الْعَادِلِ يَافَا مِنَ الْفِرِنْجِ، وَمُلْكِ الْفِرِنْجِ بَيْرُوتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَحَصْرِ الْفِرِنْجِ تِبْنِينَ وَرَحِيلِهِمْ عَنْهَا]: قال ابن الأثير في الكامل:1,2,3,,,,,,,
14ـ فَلَمَّا سَمِعَ(العزيز) بِذَلِكَ سَارَ إِلَى مِصْرَ وَبَقِيَ الْعَادِلُ، وَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ بَيْنَهُ(العادل) وَبَيْنَ الْفِرِنْجِ فِي الصُّلْحِ، فَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ تَبْقَى بَيْرُوتُ بِيَدِ الْفِرِنْجِ،
[[إلى أيّ حال من الضعف والهوان وصلوا إليه بحيث عَجَزوا عن حماية مدن فخَرَّبوها وهدَّموها وأزالوها من الوجود، ثمّ سلّموا بيروت صاغرين، وهم يتصارعون فيما بينهم ويغدِر بعضهم بالآخر، ولا أدري ما هو مقياس العدالة عند ابن تيمية وعند الرازي حتّى يكون الملك العادل عندهم عادلًا؟!!]] انتهى كلام المرجع الصرخي بعد ان وضح للعيان إسترسال الملك العادل في الغدر والحيل مع المسلمين واستيلاء الفرنج على بيروت بلا قتال يذكر وكانت عاقبة امره خسرا وحاله كحال ذلك المصور من الندامة وعض الانامل من الحسرة والحمد لله رب العالمين
https://www.youtube.com/watch?v=z0nynWdq3Vo
التعليقات (0)