ما اجمل الاطفال حين يبتسمون ويضحكون ، حين ترى في عينيهم السعادة والرضا ، وكم تشعر بالتعاسة عندما تراهم يبكون ولأتفه الاسباب ، فالطفل يبكي على اي شئ يريده ولا يمكنك اعطاؤه له ، خصوصا الاطفال دون السنتين ، فهم أزهار حياتنا وبكاؤهم يحرق قلوبنا ، لا تقسوا عليهم ابدا فهم هبة عظيمة من الرحمن ، ومهما كان بكاء طفلك مزعجا وموترا لاعصابك ، تذكر عندما كنت في مثل سنه وكيف كنت تشعر وانت تبكي ، وكيف كنت تريد ان تعامل في تلك اللحظات ! قليل من الصبر والتأني قبل ان تبادر بضرب صغيرك او بصرخة مدوية تهز كيانه المرهف ، الرحمة اجمل شئ بالوجود ، وهي نصيحة لكم ولي انا ايضا ...
نظرت الى خادمتي المسكينة ، التي ارهقها الكد والتعب على لقمة العيش ، كم تألّمَت لفراق أبنائها وأهلها ، كم ضحت وتغربت وسهرت وتعبت من اجل اموال تبني بها منزلا صغيرا في بلادها ، وهي ايضا أرملة ، المسكينة بالرغم من ظروف حياتها العسيرة فقد تخطئ احيانا بغير قصد فتجد التوبيخ بانتظارها ، تخيلت ذات يوم بأنني انا هي وهي انا ، وبأنني الأرملة المغتربة الفقيرة المتعبة ، وبأنها تأمرني وأنا في خدمتها وخدمة ابنائها ، تلومني وتوبخني عندما اخطئ فلا انام الليل خوفا من ان تطردني ، تخيلت انها بشخصيتي ومميزاتي وحياتي الكريمة -ولله الحمد- وانني بظروفها القاسية وموقفها المهين كخادمة حسب اعراف العالم كله -الا عند الصحابة رضوان الله عليهم- فأصابني شعور بالذنب رهيب ، ليتنا نترفق بالخدم اكثر وان لا نظن اننا لسنا بخدم لاننا أفضل منهم ، بل لأن "الله" سبحانه وتعالى قسم علينا ارزاقنا دون حول منا ولا قوة ، فيجب ان نعرف اننا جميعا عبيد وإماء لله عزوجل ، وان رحمتنا للضعيف مدعاة لان يرحمنا الخالق عند ضعفنا في الحياة الدنيا او يوم الحساب ..
اتمنى ان نضاعف رحمتنا عندما نجابه الصغار والفقراء والشيوخ والمرضى .. ولكم تحياتي
التعليقات (0)