عندما يأتي المساء .

تذكرته للتو ، وأنا أجلس في الطابق السابع ، والشمس تميل بحنان إلى الغروب .. أشهدها من النافذة وهي كفتاة يسحبها الخجل إلى أسفل متوارية عن عيون تسلب المكان كله .

مساءات كثيرة تمر عليّنا ، إلا أن لكل منّا مساء خاص لا يمكن نزعه من الذاكرة ..
مسائي كان في جزيرة " بالي " قبل سنين خلت حيث كنتُ وحيداً أسكن غرفة حزينة على مقربة من المحيط الهندي ..

قالوا جرّب بالي .. ولم يكن ببالي إنني سأشهد مثل ذلك المساء .. لبالي " جوان " رطب في المنخفض وبارد في الأعلى .. لا يوجد في بالي وربما في بالكم ما يجعل عازب أن يذهب لتلك الجزيرة .. لكنها كانت مميزة رغم ذلك ..

غرفتي تقع في فندق يطل على المحيط .. لها مخرجين .. باب الغرفة الرئيسية وباب البلكونه .. وهي غرفة أرضية .. فمجرد فتح باب البلكونه تكون أمام ممر على جنبيه أشجار وبخطوات قصيرة تكون أمام المحيط ..

إعتدتُ أن اجلس ببلكونة الغرفة وقت قبيل الغروب .. وذات غروب يتجه بسرعة إلى المساء سمعتُ همساً عن مساء ..
 

http://www.youtube.com/watch?v=FbRrRM4SNYA

عندما يأتي المساء، ونجوم الليل تُنْثر

أسألُ الليلَ عن نجمي، متى نجميَ يظهر

عندما تبدو النجوم في السما، مثلَ اللآلئ

أسألُ، هل من حبيبٍ، عنده علمٌ بحالي

كلُّ نجمٍ، راح من ليلي لنجمٍ، يتلوَّى

غيرَ قلبي، فهو ما زال، على الأفقِ المحيَّا

يا حبيبي، لك روحي، لك ما شئت وأكثر

إنَّ روحي، خير عبقٍ، فيه أنوارك تظهر

كلَّما وجَّهتُ عيني نحو لمَّاح المحيَّا

لم أجد في الأفقِ نجماً واحداً يرنو إليَّ

هل تُرى يا ليل أحظى منكَ بالعطف عليَّ

فأغني وحبيبي، والمنى بين يديًَّ

كانت كلمات بل موسيقى برسم الكلمات .. تصدر من غرفة مجاورة لغرفتي .. الله مااجمل ذاك المساء .. وما أجمل أن تتعرف بمساء كذاك بإنسان استوطن ذاكرتك .. والأروع أداء محمد عبد الوهاب بمساء مختلف .. فعندما يأتي المساء

" ونجوم الليل تُنْثر

أسألُ الليلَ عن نجمي، متى نجميَ يظهر "

في ذاك المساء هطلت السماء ..

وامتلئت الذاكرة ..

وعم بنفعها الأصدقاء والغرباء ..