مواضيع اليوم

عندما تُصبِح سلطات الدولة عائلية !

هشام صالح

2011-07-01 01:10:46

0

بعد أربعة أعوام من تولى الرئيس السابق للحكم أوقف التعيينات فى الحكومة رسمياً وهى فى حقيقتها لم تتوقف ولكنها فقط أصبحت لقلتها إما للمحاسيب أو للراشين ، وللحق فلم يكن نظام توريث الوظائف هو الذى إخترعه النظام السابق ولكنه قام بجعله ومعه نظام الرشوة أساسان للحصول على أى وظيفه ، ورأينا لأول مرة سعراً وثمناً يختلف من وظيفة لأُخرى وإستشرى توريث الوظائف فى جميع المؤسسات والهيئات .
فقبل الثورة ولأن المصريين لم يشعروا يوماً أن البلد بلدهم ، فلم يكن غريباً قول كثير من القضاة أن أبناءهم تربوا فى بيئة قضائية لذلك فلهم الأولوية فى تولى منصة القضاء رغم حصولهم على تقديرات ضعيفة بالمقارنة بزملاءهم الذين تربوا فى بيئة غير قضائية ، وقامت الثورة المصرية لأسباب منها هدم نظام حكم قنّن وأسّس وحوَّل سلطات ومؤسسات الدولة إلى سلطات ومؤسسات عائلية تخضع لسلطة العائلة وليست لسلطة الشعب .
لقد كنت أقرأ الجريدة الحكومية التعبيرية منذ منتصف التسعينات من الخلف وأبدأ بصفحة الوفيات فهى الصفحة الوحيدة التى لا تكذب ولا تُخطىء ولو حدث مرة وأخطئت تستدرك الخطأ ثانى يوم مُباشرة ، وهذه الصفحة كانت الوحيدة التى تكشف لنا الشجرة العائلية التى تحكم وتتحكم فى مصير البلد ، فأعرف قوة أى شخص من عدد أقربائة المُنتمين مثله للجهه التى يعمل بها ، وكان هذا هو التمهيد الفعلى لعملية توريث الحكم ، فإبن القاضى قاضى فقط لأنه تربى فى بيئة ومطبخ قضائى ، وإبن الضابط ضابط لأنه تربى فى بيئة وفى مطبخ أمنى و ... و ... فلماذا لا يكون إبن الرئيس رئيساً وهو الذى تربى فى المطبخ الرئاسى ، ألم يعلم هؤلاء أننا قد نجد مطبخاً فخماً ولا نجد طبخاً ، وقد نجد مطبخاً متواضعاً ونجد طبخاً شهياً ، لذلك وإن كان المطبخ يهمنا فما يهمنا أكثر هو نوع وجودة "الطبيخ" ، ألم يعلموا أن "الطبيخ" يحتاج نَفَس ـ بفتح النون والفاء ـ لطهيه ويحتاج نِفس ـ بكسر النون ـ لتتقبله ثم تأكله !! .
وإذا كان الأمر كذلك فلن أشعر بنجاح الثورة إلا إذا أحسست بالعدل ، والعدل يقتضى أن تتساوى فرصة إبن الحاج شتا المواطن البسيط مع إبن سيادة المستشار أو سيادة اللواء عندما يتم إختيار وإختبار لتولى منصب ، فيدخل عبد الحميد الشاب البسيط ملتحفاً بتفوقه وتقديراته العالية ويدخل هؤلاء بتقديراتهم الضعيفة وهم يلتحفون بأوشحه آباءهم ونسورهم وسيوفهم المتقاطعة فيفوز الأخير بما لا يستحقه ويرسب الأول لأنه غير لائق
إجتماعياً .
فهل ستسقط مبررات توريث المناصب بجعل إختبارات كل منصب مثل الشفوي و التحريري و الهيئة تتم بشفافية ، هل أعدت الهيئات المُختلفة تصوراتها فى الأيام القادمة حيث ستبدأ تلك الهيئات ببدء إختبارات القبول بها أم ستظل ريمة على عادتها القديمة .
لذلك لابد وأن نوضح أولاً أنه عندما يُحوِل نظام الحكم سلطات الدولة لتصبح عائلية وتُبنى مؤسساتها على البيئة وتُدار بيد من تربى بمطبخه الرئاسى .. فهذا النظام لابد وأن يكون السقوط مثواه الأخير ، وثانياً أن ريمة فى السجن بسبب عادتها القديمة .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !