عندما تلتقي عيناك بعيون ابنة الاسير خضر عدنان
بقلم عوني ظاهر
مع عائلتها دخلت التاريخ بسبب صبرها وحصولها على تصريح لزيارة خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ شهرين ونيف وكان يعيش العزل الانفرادي والسجن الاداري ....العزل في الأسر ، سياسة تعني أن يعيش الأسير وحيداً بين أربعة جدران زنزانه مع الرطوبة وسلاسل الحديد وعفن البطانيات وتعذيب احيانا وصمتٍ غالبا لا يعكرُ صفوه سوى طرقات أقدام شرطي الحراسة، فالأكلُ والشربُ والماءُ والهواءُ وقضاء الحاجة، كل ذلك يخضع لحسابٍ دقيق، لا راديو ولا تلفزيون ولا جريدة ولا بشر يتبادل معه صباح ولا مساء، ولا زيارة لقريب أو بعيد، فهو عزلٌ عن كل مكونات الحياةِ والإنسانية.والاسير خضر عدنان من عرابه تعرض ومثله الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني لمثل هذا العزل والاعتقال الاداري مع تقييد القدمين واليدين غالبا حتى وهو في السرير داخل المشفى السجن
وهنا لدى الاسرى الفلسطينيين سلاح مارسوه ولم يكن اختراعا فلسطينيا بقدر ما هو امتداد لاجراء استخدمه كل مظلوم او اسير ودعونا نفرق قد يلجأ السجان الى منع الطعام عن السجين كوسيلة للضغط او يريد منه المقابل او الاعتراف ،وقد يحاول السجان تقديم شراب وطعام ملوث ،وقد يعرف ويعرض الطعام غير المرغوب به لسجين ما ،فيقدم له منه اتلال وهو يعرف انه لا يأكل وقد وقد ... لكن قضية الاضراب عن الطعام التي قد تستمر ايام واسابيع وهذه المره تدخل عند الاخ المناضل خضر عدنان يومها 62 والشهر الثالث انها حالة استثنائية ولم تحصل في اي مكان بالعالم ولا على مر التاريخ ولم تسجل لا بسجن ابو غريب ولا بسجون الفاشية ولا النازية ولا كواتمالا ولا في سجون الباستيل ولا المغول او التتار او الفراعنة او الرومان الا هنا في سجون اسرائيلية ولسجين فلسطيني من بلدة عرابة قضاء جنين يحكم اداريا بدون محاكمة لعدة مرات تجدد تلقائيا
ولتوضيح معنى الإضراب عن الطعام، فيكفي أن يمتنع أيٌ منا يومين أو أكثر عن تناول الطعام او ليمتع عن تناول وجبه من هذه الصحون التي اعرضها الان وبهذا البرد السرمدي او قل ونحن ننتظر وقع الندف او الزائر الابيض او ليالي الصقيع التالية وقد مر على اضراب خضر 62 يوما
نعم لنشعر بحجم الألم والمعاناة بحجم الصبر والتحدي لدى أحبتنا في الحركة الأسيرة، وما بالكم إذا امتد الإمتناع عن الاكل أسابيع، أفلا يقتحمُ هذا الواقع ضمير كل واحدٍ من أبناء شعبنا وضمير كل أحرار العالم، أفلا يدفع كل واحد فينا لأن يقف مع هؤلاء الأبطال، لأن يقول كلمته قبل فوات الأوان ... أوليس مطلوبٌ منا هبةَ رجلٍ واحد لنصرتهم في معركة العزة والشرف.من أجلنا ومن اجله واجل زملائه في الاسر رفض شيخنا خضر عدنان ان تمس الكرامه الانسانيه وتهان وفضل الاضراب عن الطعام على العيش تحت رحمه الجلاد ، فكانت الكرامه عنوانه والتحدي نهجه والانتصار لا محاله هو ما ينتظره ، علم الأجيال قيم التحدي والشجاعة وقال أن النصر صبر ساعة او شهور لا فرق وأن الحرية لا تقدر بثمن ولا تقاس بزمن.. خضر عدنان بإضرابه علم الأجيال كيف تعاهد الشهداء.. وكيف تلبي النداء.. وأن القيد مهما اشتد يكسره نشيد الكبرياء. فسحقا للإنسانيه ان لم تنصف خضر عدنان
ملاحظة /الطفلة معالي في رحلتها عبر الحواجز لزيارة والدها برفقة جديها ووالدتها وشقيقتها للمره الثالثة
www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx
وسنتابع...
التعليقات (0)