مواضيع اليوم

عندما تكلم الياسمين ...

مشعل العلوي

2009-05-16 13:10:02

0

عندما تكلم الياسمين ... أصغى إليه حنين وطن

 

أيقظت كلماتك صديقي بتلات الياسمين في مهدها ... لم يعد طعم الأحزان بنفس المرارة , لقد وضعت ذلك المساء قطعة سكر إضافيٌة لكوب الـ "كابوتشينو" ... ذلك الصديق الذي رافق غربتي دون ملل ...

رغم أنه لم يكن الوحيد لكنٌه ظن أنني سأستبدله بالسكر فقط ... أتصدق أيها العزيز لقد شربت كوبي ذلك اليوم بالسكٌر وحده ... وبكلماتك المميزة .

قاسية هي أيامي بعيداً عن تراب وطن منحني عبقاً يفوح دون ملل ... عبق يوقظني كل صباح مؤكداً لي في كلٌ لحظة أنني أخبٌئ وطن ... وأنه يخبٌئني وطن .

لا أخفيك سراً , فقد خانتني قواميسي مراراً ... رغم أنني لا أؤمن بنظرية الـ"المؤامرة" إلا أنني خلتها في كل مرة تراقبني وأنا أبحث عن حروفي التي صاغها وطن ... كانت تحرق حروفي القديمة ... وتقدمها قرابيناً في كل معبد اختار صلب أفكاري ... فكنت عندها أستعير حروفاً أخرى صاغها جرح وطن ... هل علمت الآن لم اخترت الحبر الأسود لأخط كلماتي من أجل وطن .!

 

نعم صديقي ... قسوت بحق وطن أهداني ألماً لا يمل الأنين ويأبى الاندمال ...

 سميته بقايا ... بعد أن سماني جرحاً 

 لكنني بقيت أؤمن بتلك البقايا ولم يكسب أحد رهانه معي بأنني يوماً ما سأفضل مهداً جديداً على بقايا وطن .

صديقي أراني اليوم أقرأ نفسي بعد أن ظنٌت أنني أصبحت أميٌة وأنني أعجز عن فهمها ... وعن إتقان لغة طالما لقنتني إياها لأفهم ... فلسفة وطن .

لا تستغرب عجز قواميسي عن لملمة حروفها المتعبة ... فلست تعلم كم هو صعب أن تعايش بريقاً دائماً في عيون أب يناجي ابنه المنتظر ... في زنزانة وطن ... وأن تسمع دون توقف أصداء صلاة أم توضأت مراراً بماء ودمع اعتصرته من جرح وطن ...

أتدري سيدي ... عندما تصبح بحة الحزن مزمنةً في صوت كل من نحب ... تحترق طفولتنا دون مقدمات ... ربما لأنها تأبى إلا أن تسكن ... في زوايا وطن .

فاعذر قلم طفلة تعودت بوح أسرارها بين حنايا دمشق الياسمين ... لطالما عشقَت أن تكتب بقلم الرصاص رغم أنها أبداً لم تمح ما كتبت لكنها كانت تعلم أن الأوراق ايضاً تعشق قلم الرصاص ... ربما لأنه يهمس حين يكتب ولا يهدد كقلم الحبر ...

لكنها تكسرت ..! نعم صديقي جميع أقلامي تكسرت حين سُحقت حقائبي ... على حدود وطن .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !