مواضيع اليوم

عندما تكلم الكبير قلت: "ليته سكت"

مالك الحزين

2010-12-26 02:22:48

0

عندما تكلم الكبير قلت: "ليته سكت"


الرئيس مبارك أثناء خطابه أمام المؤتمر السابع للحزب الوطني الديمقراطي

بقلم: السيد سالم
الحقيقة المرة التي لن ينساها المواطنون المصريون هي تزوير إرادتهم لصالح الحزب الوطني الحاكم في كل الانتخابات التي جرت في عهد الرئيس حسني مبارك، تلك الانتخابات التي كثيرا من تغنى بها مبارك في كل مناسبة، وآخرها اليوم في خطابه أمام مؤتمر الحزب الوطني.
وفي كل مرة يطالب رجال المعارضة بتدخل السيد الرئيس لينقذهم من حيتان التزوير، ولا أعلم سببا وجيها يدعو هؤلاء إلى الاستغاثة بسيادته إذا كان هو على قمة هرم التزوير، بدءًا من قدومه عام 1981 أي قبل ثلاثين عاما، وكأنني أسمع كلماته وهو يردد بأنه لن يمكث أكثر من دورة واحدة في الرئاسة التي يتمنى أن يكون قد أرسى خلالها دعائم الاستقرار في البلاد.
ولا أدري لماذا تراجع الرئيس عن تلك الخطوة، والذي أرجح على قدر علمي أن يكون "حب المقعد وسطوة الأمر والنهي دون حساب" هو السبب الأول في بقائه على دست الحكم كل تلك المدة.
أعود إلى الموضوع الذي ربما تكثر في الاستطرادات، لأقول: ما غاظني كثيرا هو استغاثة رجل مثل السيد البدوي رئيس حزب الوفد بالرئيس مبارك، من أجل إعادة الانتخابات نظرا لما شابها من عمليات تزوير واسعة، والتي كانت موجهة وممنهجة إلى إقصاء المعارضة المصرية خلال الفترة القادمة.
ومثل كل مرة يقول الرئيس: "لدينا حزمة من القوانين التي تساعد على تقدم ورفاهية مصر، ونسعى لتدعيم اقتصادنا، ولدينا برامج طموحة للخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية المحدقة بها، ونسعى لتدعيم الديمقراطية وممارستها على أرض الواقع". كل هذا الكلام يقوله سيادته ولا يمل من تكراره، لكن الحقيقة قد ملت جموع الشعب العريضة من تكرار تلك الكلمات الجوفاء، فلا الاقتصاد يتحسن، ولا الأسعار تنخفض، ولا رجالات الحزب والقطط السمان يشبعون فسادًا، ولا حتى تتم ممارسة حقيقية للديمقراطية.
لا أخفي عليكم أنني يئست من الحياة في مصر، يئست من عمليات الإصلاح التي يتشدق بها الرئيس مبارك والتي لا تأتي، فأنا منذ ثلاثين عاما أسمع نفس الكلام، وأرى نفس الأفعال من نفس الأشخاص الذين من الممكن أن يكون قد تغير بعضهم، كما أنني ئيست أكثر من المعارضة المصنوعة التي تدعي الوطنية وتنادي بمصلحة وهي في الحقيقة تعمل لمصالحها الشخصية، وتخاف عليها أكثر من خوفها على قوت المواطن المطحون.
أقول الآن للدكتور السيد البدوي: كنت تريد أن ترفع شكوى للرئيس مبارك بشأن تزوير الانتخابات، بل كان جموع الإعلاميين المعارضين وغيرهم يطلبون أن يتكلم الرجل، وهاهو تكلم، فما ردكم أنتم على كلامه، الرجل اعترف بحدوث "بعض التجاوزات"، لكنه لم ينس أن يشيد بالتجربة الديمقراطية الرائدة التي زور فيها الأمن نتائج الانتخابات لصالح حزب الرئيس، لا أخفيكم أنني رأيت بأم عيني وسمعت بأذني كل الطرق التي يتم بها تزوير إرادة الناخبين.
أحمد الله كثيرًا أنني لم أستخرج بطاقة انتخابية، وقد كنت ندمت ندما عنيفا لأنني سوف يفوتني أن يكون لي رأي في انتخابات أكد رئيس الجمهورية أن نزاهتها على مسئوليته الشخصية، حمدت الله أنني لم أشترك في موبقات تخريب مصر التي تقع على مسئولية سيادته، الآن آن لي أن أقول كما قال المفكر الشاعر فاروق جويدة: "ودنا نعيش"، لا نريد ديمقراطية ولا معارضة، بل نريد أن يحكمنا الحزب الوطني فقط، نريد أن نعود إلى 50 عاما إلى الوراء لحقبة الحكم الشمولي، لكن بشرط أن يتبنى الحزب الوطني إطعام الفقراء، لا أريد أن أكون رئيس دولة في يوم من الأيام، ولا أريد أن أكون حتى شاويش في بلدي، أريد فقط أن آكل وأشرب، لا أريد أن أحلم بمستقبل أفضل لأولادي، لأن الحلم قد وئد، وأتت الكوابيس على يد زبانية الحزب الوطني، والذين يمدحون "العرص الديمقراطي"- عفوا إن كنت كتبت "العرس" بالصاد- من المرتزقة والمطلبلاتية والمهللاتية، لا أريد أي شيء سوى أن أجد وظيفة آكل منها "لقمة عيش حاف" ودع البيتزا لأصحابها، أن أحمل معي بطيخة وجريدة وأتعلق في الأتوبيس مثلما كان يفعل الموظفون في الأفلام القديمة، لكن في مقابل ذلك أجد مكانا يتعلم فيه ابني، وأجد مسكنا رخيصا آوي فيه أنا وأسرتي.
الآن، أصبحت الأحلام كوابيس، فلا الرفاهية تحققت، ولا الديمقراطية ترسخت، الآن كل شيء يا سيادة الرئيس أصبح أسود كالليل المظلم، وسأطلب منك طلبا آخيرا، أرجوك احتفظ بخطبك لنفسك، فقد سئمنا من تلك الخطب الجوفاء، سئمنا نفس الكلمات التي يكتبها لك نفس الأشخاص، سئمنا نفس الصوت الذي يخرج علينا إثر كل أزمة ليحدثنا عن إنجازات لا نعلم عنها شيئا، عن 4 ملايين وظيفة قلت إنك ستوفرها للشباب، مساكن آدمية للشباب، ومصانع للنهضة الصناعية.
سأقول لك: كفانا مصانع استهلاكية، مصانع للجبنة والبيتزا والشيبسي.
الآن يا سيادة الرئيس أقول: ليتك سكت ولم تتكلم عن الانتخابات ونزاهتها، فنحن أعلم بما حدث، أما أنت فابق في برجك العاجي ولا تسأل عنا يا زعيم، واستأنس من المعارضين من شئت، واقص عنك من شئت، فأنت الحاكم.. وما الحكم إلا لك... (أستغفر الله).


 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !