مواضيع اليوم

عندما تغغيب "الوطنية" يحضر الفشل

Saleem Moschtafa

2009-06-02 10:13:58

0

 

الحادثة الأخيرة التي جرت في قلقيلية شمال الضفة الغربية و التي ذهب ضحيتها 6 من الفلسطينيين، و التي بالتأكيد لن تكون الأخيرة من حيث نوعيتها، لا تؤشر فقط على الحالة الأمنية المتأزمة التي تعيشها الضفة، و لكنها تؤشر أيضا على أن الحوار "الوطني" الفلسطيني كان منذ البداية حوار فاشل بامتياز لأن عوامل نجاحه لم تتوفر على الإطلاق و لن تتوفر و حتى و ان تم التوصل الى اتفاق و الذي سيكون على الأرجح تحت الضغط المصري، فسيكون كالعادة اتفاق هش و مؤقت مثله مثل ما سبق من اتفاقات و لعل الجميع يذكر اتفاق مكة.

و بالعودة الى تفاصيل الحادثة، قال مسؤول بأجهزة عباس الأمنية أن العنصرين من كتائب القسام بادروا الى الهجوم على دورية كانت تسير في المنطقة مما "أجبر" الدورية على ملاحقتهما ثم محاصرتهما داخل منزل و من ثم قتلهما. بمعنى ان قيادي كبير بمستوى قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في شمال الضفة "مهموم" بتصيد دوريات اجهزة عباس الأمنية، و نحن نعلم أنه و أغلب قيادات المقاومة العسكرية و السياسية ملاحقة من طرف الإحتلال، فبالتاكيد هو و غيره من تلك القيادات معني بالتهدئة مع سلطة عباس و أجهزتها الأمنية لأنه يكفيه عدو واحد.

و من التبريرات التي تسوقها سلطة عباس بشكل عام عند ملاحقتها للمقاومين و خاصة لدى دهمها لمقرات حركات المقاومة و على رأسها حركة حماس تقول إنها في كل مرة تجد كميات كبيرة من الأسلحة المحتلفة الخفيفة و المتوسطة، ان كان عباس يتصور أنه يعيش في سويسرا أو في السويد فيمكن قبول تبريراته و لكن أنا آسفة له لأنه لا يعيش في سويسرا بل يعيش على ارض محتلة ومنها بالطبع مقاطعته، أو أن استقباله في البيت الأبيض قد صور له انه رئيس دولة مستقلة و لها سيادة، ان كان يريد أن يعيش ذلك الوهم فهو حر و لكن الشعب الفلسطيني غير ملزم بأن يعيش نفس الوهم.

و بالتالي وجود أسلحة في مقرات حماس أو غيرها شئ طبيعي، و لأن الشعب الفلسطيني و مقاوميه لم يجدوا أجهزة أمنية وطنية تدافع عنهم في وجه الملاحقات اليومية التي يفرضها عليهم الإحتلال، هي أصلا لم تدافع عن "الختيار" و الإحتلال يهدم جدران المقاطعة فوق رأسه، فيصبح اذا حمل السلاح واجب للدفاع عن النفس لان من يصور نفسه ك "مسؤول" قد تخلى منذ زمن بعيد عن مسؤولياته المفروض أنها مسؤوليات وطنية.

و أعود الى الحوار "الوطني" الفلسطيني، قلت أنه لا يمكن أن ينجح لأن بعض أطرافه لا تفهم معنى الحوار أصلا و تفتقده في ادارة تنظيماتها و لعل قرار عباس الأخير حول عقد المؤتمر السادس لحركة "فتح" في الداخل و ما أثاره من جدل واسع خير دليل على الحوار "النشيط" الذي يجري داخل هذه الحركة.

و الأهم من كل ذلك أن الأطراف المتحاورة و بالخصوص حركة حماس و من يمثلون حركة فتح يسيرون في خطين متوازيين و الخطان المتوازيان لا يلتقيان ابدا، فلا المشاريع هي نفسها و حتى المفاهيم ليست ذاتها و لو أنه من المفروض أن مجرد عيشهما نفس الواقع الإحتلالي يوفر حد ادنى من المفاهيم المشتركة و لكن للأسف الشديد ذلك الحد الأدنى غير متوفر لأن العقلية و المنطق و الرؤية جميعها متناقضة حد السخرية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !